المتحف الوطني يدشن أصل مخطوط مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية للملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي المُعار من معهد المخطوطات الشرقية بروسيا

مسقط – وجهات|
  
في إطار التعاون بين المتحف الوطني ومعهد المخطوطات الشرقية بمدينة سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية تم أمس الاثنين تدشين أصل مخطوط مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية (السُّفَالِيَّةِ، المُعَلَّقِيَةِ، التَّائِيَّةِ) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي، والمُعار من معهد المخطوطات الشرقية في سانت بطرسبورغ، تحت رعاية سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وبمشاركة البروفيسورة الدكتورة إيرينا فيودورفنا بوبوفا، مديرة معهد المخطوطات الشرقية بسانت بطرسبورغ، وذلك بقاعة التاريخ البحري بالمتحف الوطني. محاضرة كما أقام المتحف الوطني بعد تدشين عرض المخطوط محاضرة بعنوان ” لآلئ من بعض المقتنيات العربية من معهد المخطوطات الشرقية بسانت بطرسبورغ” قدمتها البروفيسورة الدكتورة إيرينا فيودورفنا بوبوفا، مديرة معهد المخطوطات الشرقية بسانت بطرسبورغ، وتضمنت عددٍ من المحاور أبرزها نبذه تاريخية عن معهد المخطوطات الشرقية وأبرز مؤسسيه، والإشارة إلى المخطوطات العربية المحفوظة في المعهد على سبيل المثال مخطوط “الجوهرة” والأراجيز الشعرية للملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي، وكذلك التطرق إلى جهود حفظ وصون المخطوطات العربية، وتسليط الضوء على عمليات التوسع في مبنى المعهد على مر الأعوام، وأشارت المحاضرة إلى التعاون القائم بين المعهد وسلطنة عُمان والدعم الذي حضي به المعهد من لدن السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، المتمثل في إعادة بناء الجناح الغربي للمعهد ليكون مجهزاً وفق أعلى المعايير الدولية بغرض المحافظة على المخطوطات العُمانية والعربية. 

وقال جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني، جاء عرض أصل مخطوط مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية (السفالية، المعلقية، التائية) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي في سياق التعاون القائم بين المتحف الوطني ومعهد المخطوطات الشرقية بروسيا الاتحادية، وتزامناً مع احتفاء السلطنة بإدراج منظمة (اليونسكو)  للملاح العُماني أحمد بن ماجد في قائمة الشخصيات المؤثرة عالمياً، ليصبح الشخصية العُمانية السادسة التي تدرج ضمن برنامج الاحتفال بذكرى الأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، ويعتبر المخطوط المعروض الأقدم في العالم، حيث بعد خمسة قرون سيكون متاحا لعموم زوار المتحف الوطني ولمدة ثلاثة أشهر ،يذكر أن المتحف الوطني يعرض أيضا مخطوط الملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) المُعار من مكتبة الأسد الوطنية بالجمهورية العربية السورية”. 

أهمية كبيرة 

من جانبها، قالت البروفيسورة الدكتورة إيرينا بوبوفا، مديرة معهد المخطوطات الشرقية بسانت بطرسبورغ” حظي اسم الملاح العُماني أحمد بن ماجد بأهمية كبيرة عبر التاريخ. حيث ترك الملاح مجموعة من الأراجيز الشعرية في علوم البحار جمعت في مخطوطته التي حُفظت في معهد المخطوطات الشرقية في سانت بطرسبورغ بجمهورية روسيا الاتحادية. وتلخص الأراجيز رحلاته البحرية في المحيط الهندي، حيث قدم افادات عديدة للملاحين الأوروبيين وأسهم هذا التعاون في تجسير التواصل الثقافي بين العرب والأوروبيين.” 

 آثار علمية 

وترك الملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي آثارا علمية عديدة في علوم البحار جاوزت (40) مؤلفاً وأراجيزا شعرية، أبرزها أرجوزة تصنيف قبلة الإسلام في جميع الدنيا وأرجوزة “حاوية الاختصار في أصول علم البحار” والنونية الكبرى وهذه المخطوطة المعروضة وهي الأرجوزة السفالية والمعلقية والتائية، وقد طبعت سنة (1377هـ/1957م)، ضمن كتاب “ثلاث راهمانجات مجهولة”، حيث نشرها وحققها ووضع فهارسها وترجمها إلى الروسية المستشرق الروسي “تيودور شوموفسكي” اعتمادا على هذه المخطوطة، المحفوظة بمعهد الدراسات الشرقية بمدينة سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية، ثم ترجمت إلى العربية بعنوان “ثلاث أزهار في معرفة البحار”.

تحتوي هذه المخطوطة على ثلاثة أراجيز: السفالية والمعلقية والتائية، حيث تقع السفالية في (761) بيتا، أما الأرجوزة المعلقية فقد حوت على (272) بيتا، في حين حوت التائية على (54) بيتا.  ويحفظ المخطوط في مدينة سانت بطرسبورغ، وتعود كتابته إلى القرن (11هـ/ 16م)، في فترة مملكة النباهنة وهو من جلد وورق، وخط بحبر أسود وأحمر. ويضم معهد المخطوطات الشرقية اليوم حوالي (1,155,593 ) مصنفاً مخطوطاً ومطبوعاً، بأكثر من (65) لغة شرقية. أما العدد الكلي لمقتنيات المعهد فيتجاوز ذلك بكثير. 
اهتمام والملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي (825-906هـ /1421 -1500م) ولد في جلفار وتلقى تعليمة الأول على يد والده الربان البحري المرموق ماجد بن محمد السعدي، من أشهر الملاحين في المحيط الهندي، ومن علماء فن الملاحة وتاريخه عند العرب، إذ اخترع الإبرة المغناطيسية (البوصلة) المستعملة في تحديد اتجاهات الرحلات البحرية، ومن أشهر مؤلفاته كذلك كتاب “الفوائد في أصول علم البحر والقواعد” فقد صنفه سنة 880- 895 ھ/1475- 1490م في أواخر عمره، ومن ألقابه شهاب الدين وأسد البحار، وكان محل اهتمام المستشرقين أمثال المستشرق الفرنسي غبريال فران (1925م)، والمستشرق الإنجليزي جيرالد تبتس (1970م) وغيرهما، لما له من معرفة كبيرة في كل ما يتعلق بصناعة السفن والبوصلة وصفات الربان ومعرفة البلدان وتاريخها ومواعيد السفر إليها، وغيرها.

المحروقي يترأس الاجتماع الثامن لمجلس أمناء المتحف الوطني
مسقط – وجهات|

عقد مجلس أمناء المتحف الوطني اجتماعه الثامن برئاسة، سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، بحضور صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ونائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، والدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، والسفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية بوزارة الخارجية، والبروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي مدير عام متحف الإرميتاج في روسيا الاتحادية، والدكتور منير بوشناقي المدير الدائم للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين، وجمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*