باليه “دون كيشوت” على خشبة دار الأوبرا السلطانية

مسقط -العمانية| تدشن دار الأوبرا السلطانية مسقط في السابعة من مساء الخميس المقبل أول عروض الباليه للموسم الحالي للدار باستضافة باليه “دون كيشوت” المأخوذ عن الرواية الشهيرة بنفس الاسم للكاتب الأسباني ميجيل دي سيرفانتس ويقدم العرض فرقة “باليه كوبا الوطنية”.
وتعرض الدار هذا الباليه على مدى ثلاثة أيام متتالية وهو عرض مخصص للأطفال والكبار لما يتمتع به الأداء من مواصفات تجمع بين تقاليد رقص الباليه التعبيري
والحركات الأقرب للاستعراضات المعاصرة.
ويحكي باليه دون كيشوت “تم تأليف الرواية بين عامي 1605 و1615” عن رجل أسباني.من طبقة النبلاء يدعى دون كيشوت ينغمر في حكايات وأحداث موغلة في رومانسيتها، للدرجة التي يختلط عليه الواقع بالخيال، فيجد نفسه في الذروة الشهيرة للحكاية يحارب
طواحين الهواء ظانا أنها فيلق من الأعداء.
ولمّا كان كل فارس مغوارا بحاجة إلى وصيف، فإن دون كيشوت يتخذ مزارعا بدينا يدعى سانشو بانزا ليكون وصيفه وشريكه في المغامرة وتنشأ الكوميديا من محاولات سانشو بانزا “وهو شخص متواضع خفيف الظل” لإرجاع دون كيشوت لأرض الواقع
عندما يغرق في الأوهام والخيالات الشاطحة.
ومن أكثر مشاهد هذا الباليه إتاحة للمجال لإيجاد رقصات تعبيرية مبدعة هو مشهد صراع دون كيشوت مع طواحين الهواء، محاولا أن يطعنها برمحه الطويل، ظانا أنها جيش من العمالقة وهو يظن أن التغلب عليهم سيجلب له الكنوز التي استولى عليها هؤلاء، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه سانشو بانزا منعه كي لا يرتكب حماقة مصارعة طواحين الهواء واعتاد هذا المشهد أن يكون من نقاط الجذب المعروفة في أي باليه مبني على
رواية “دون كيشوت” وهو في نسخة الباليه الوطني الكوبي يجمع بين روح الدعابة وأبدع الأداء الراقص الذي يأخذ قليلا من مغامرات البهلوانات ليزيد المشهد إبهارا.
ويمزج الباليه الذي يستمر ساعتين من فصلين بين تقاليد الباليه الكلاسيكي والأداء المعاصر، فضلا عن لمسة من الرياضة تتمثل في حركات رشيقة تتحدى الجاذبية،
وقفزات حابسة للأنفاس، وحركات الدوران المبهرة.
يعزف الموسيقى المصاحبة عزفا حيا أوركسترا “آر تي في” السيمفونية السلوفينية، والتي تم تأسيسها منذ أكثر من نصف قرن وتقدم هذه الأوركسترا عروضها في سلوفينيا، إضافة إلى جولات تقوم بها في ربوع أوربا وتلاقي النجاح الجماهيري.
ويقول إمبرتو فاني المكلف بأعمال مدير عام دار الأوبرا السلطانية مسقط عن العرض “تمتلك فرقة باليه كوبا الوطنية برنامجَ عروضٍ ثابتا ومستقرا معروفا عالميا، ويعتبر.باليه “دون كيشوت” واحدا من الأعمال التي يمكن القول إنها من خيرة العروض الثابتة في جدول أعمال هذه الفرقة” ويضيف فاني “إن ما يجعل هذا الباليه مميزا على نحو خاص حين تقدمه فرقة الباليه
الوطني الكوبية هو روح الإحساس الموجودة في الأداء الكوبي مع طبيعة الحكاية الإسبانية، مما يوجد تناغما مدهشا وتعد رواية “دون كيشوت” لسيرفانتس قطعة أدبية لها مكانتها في ميراث الأدب العالمي مشيرا إلى أن الخيال البناء الذي تتمتع به هذه الرواية هو في حد ذاته يُلهب أذهان مصممي الرقصات ليبدعوا.
ويوضح المكلف بأعمال مدير عام دار الأوبرا السلطانية مسقط أن فرقة باليه كوبا الوطنية تجلب راقصين موهوبين وتضفي على العمل نكهة لاتينية تزيده ألقا منوها أن دار الأوبرا السلطانية مسقط ليسرها أن تقدم هذا الباليه لجمهورها في ثلاثة عروض، أحدها
عرض ماتينيه “نهاري” يوم السبت حتى تتمكن العائلات والأطفال من حضوره”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*