وادي المعاول – العمانية |
تشتهر ولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة بالعديد من الحرف التراثية اليدوية منها صناعة الفخار وهي حرفة قديمة اشتهرت بها قرية مسلمات ومازال البعض يمارسها إلى يومنا هذا.
وقال خميس بن سالم الخصيبي أحد المهتمين بهذه الحرفة والمحافظين عليها: إن هذه الحرفة ورثناها من أجدادنا ومارسها آباؤنا ونحن على خطاهم سائرون، تعلمنا منهم بالممارسة والمجالسة وأتقنا الصناعة لتشكل لنا رافداً مهما ودخلاً اقتصاديًا.
وأضاف: يقوم الحرفيون بعد إنتاج سلعهم بتسويقها وبيعها على مستوى الولاية والولايات المجاورة بالطرق التقليدية والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي أو بالتعاون مع الجهات المختصة والمهتمة.
وعن مراحل وأساسيات صناعة وإنتاج الفخار قال خميس: تبدأ العملية بالحصول على التربة المناسبة والخاصة لذلك وهي المعروفة بتربة المدر وتربة الصبخ أو السبخة ونجدها في بعض الأماكن بالقرية أو من خارجها.
وأضاف يستخرج المدر من باطن الأرض على عمق مترين أما الصبخ أو السبخة فمن سطح الأرض ثم نقوم بتنقية التربة جيدًا ويخمر المدر في الماء لمدة يوم واحد وتفرش تربة الصبخ على السمة المصنوعة من سعف النخيل ثم تخلط التربتين بنفس المقدار والكمية وتخلط جيدًا لمدة معينة حتى تصبح طينًا مرنًا يستطيع الحرفي تقطيعه وتشكيله كيفما يشاء بعدما وضع خطةً للعمل وتصورًا للمنتج الذي سيقوم بإنتاجه.
وتابع: بعدها يتم تجفيفها وتجمع القطع التي تصل لأكثر من 200 قطعة وتدخل في (المهبة) أو الفرن لعملية الحرق حيث توضع بعناية فائقة وبينها ثغرات أو فتحات حتى تصلها النار والحرارة بين جميع القطع وتستمر من العصر حتى بداية الليل موضحًا أن لإشعال النار قديمًا كان يستخدم شجرة العسق أو جذوع النخيل، وقد يستخدم حديثًا الفرن الكهربائي وغيره ثم تستخرج الأواني ويتم فحصها جيدًا حيث تتأثر بعضها بشدة الحرارة ويتم عرض وتسويق وبيع الجيد منها.
وأضاف نستخدم في عملية التشكيل آلة خاصة لتدور عليها عجينة الطين وتسمى (آلة القالب) يتم تحريكها بالقدم ونقوم بعملية تشكيل الطين يدويًا بمهارة ودقة عالية باستخدام قليل من الماء لإنتاج الشكل المطلوب، وقد يتم نقش بعض الأواني الفخارية أو “تعصّم” أي يوضع لها حبل لتعليقها و قد تصبغ حسب طلب الزبائن والمستهلكين.
ومن مسميات المنتجات الفخارية الجحلة والبورمة والطاسة والكوب والمبخر والدلة والفنجال، ومنها ما يستخدم للزينة وتوضع عليها بعض المقتنيات مثلاً أو الزهور وللزراعة إلى جانب العديد من الاستخدامات الأخرى