مسقط-وجهات | واصلت قوارب عمان للإبحار إحياء الأمجاد البحرية العريقة للسلطنة ورفع علم السلطنة خفاقاً في أشهر المحافل الدولية الشراعية، وها هو القارب “سلطنة عمان” الذي ترعاه وزارة السياحة العمانية ويدعمه بنك إي.أف.جي موناكو يضيف لقباً آخر إلى غلة التميز العماني بعد ظفره بلقب النسخة الأولى من سلسلة جي.سي32 الشراعية والتي أسدلت الستار على هذا الموسم مساء يوم السبت في مدينة مرسيليا بفرنسا.
وجاء إعلان الفوز العماني باللقب بعد إلغاء سباقات اليوم الأخير من مرحلة مرسيليا مساء يوم السبت نظراً للظروف الجوية الخطيرة التي شهدت رياحاً قويةً وصلت سرعتها إلى 30 عقدة، مع نسمات مفاجئة تصل سرعتها إلى أكثر من ذلك، وتنبؤات برياح أقوى، وبالتالي اكتفت لجنة التحكيم بنتائج سباقات الأيام السابقة، واختتم القارب العماني مرحلة مرسيليا في المركز الثالث الذي كان كفيلاً لضمان فوزه باللقب العام للسلسلة بفارق نقطة واحدة عن فريق ألينجي الذي جاء في المرتبة الثانية وبعده فريق سبين دريفت بفارق أربع نقاط.
وجاءت مشاركة عمان للإبحار في سلسلة سباقات جي.سي32 ضمن استراتيجة المشروع التي تجمع بين التطوير الرياضي والترويج السياحي للسلطنة.
وقالت صاحبة السمو السيدة غادة آل سعيد، المديرة العامة للتواصل بعمان للإبحار: “تأتي مشاركة مشروع عمان للإبحار في هذه السلسلة انسجاماً وتواصلاً لمشاركاته المتميزة في سلسلة سباقات الإكستريم 40 الشراعية والتي ساهمت في الترويج للسلطنة في العديد من المحطات السياحية المهمة مثل سنغافورة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، والصين، وتركيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، حيث تمر سباقات جي سي 32 كذلك بعدد من المحطات الأوروبية التي تقع ضمن الأسواق المهمة المستهدفة من وزارة السياحة مثل إيطاليا والممكلة المتحدة وألمانيا وفرنسا”. وأضافت غادة مهنئة للفريق والسلطنة وقالت: “نبارك لعمان هذا الإنجاز الذي يضاف إلى الإنجازات العمانية الأخرى في ساحة الإبحار الشراعي، والتي بلا شك ستنعكس إيجاباً على السلطنة في القطاعين السياحي والرياضي”.
وكان في مقدمة المهنئين الفخورين بهذا الفوز البحّار العماني ناصر المعشري الذي تغيب عن تشكيلة الطاقم لانشغاله بسباقات الإكستريم في اسطنبول، حيث قال ناصر: “هذا موسم حافل ورائع بكل ما يحمله من مفاجآت وأخبار مفرحة، وأنا فخور بما حققناه للوطن حتى الآن، ونبارك للسلطنة هذا الفوز الذي يضاف إلى سلسلة الإنجازات البحرية لعُمان. وبعد هذه النتيجة المفرحة في سلسلة الجي.سي32 تبقى لدينا مهمة واحدة وهي أن نعمل بكل جهد لتحقيق فوز آخر للسلطنة في سلسلة الإكستريم الشراعية في مرحلة إسطنبول وفي الختام المترقب في مدينة سيدني بأستراليا في شهر ديسمبر”.
ومن جهة أخرى أثنى الربان البريطاني لي ماكميلان على الأداء الاستثنائي للطاقم البديل بقيادة ناثان أوتريدج، والذي على قدر واسع من الحنكة والخبرة مما أمكنه من الإمساك بخيوط اللعب بسرعة مدهشة، وعن ذلك قال لي ماكميلان: “فرحتنا لا توصف بالإنجاز الذي حققوه على متن القارب سلطنة عمان، فقد استطاعوا إتقان الإبحار على هذا القارب بسرعة تستحق الإشادة. يؤسفني عدم تمكني مع طاقمي إكمال ما بدأناه في هذه الفئة بسبب انشغالنا بسباقات الإكستريم في إسطنبول، ولكننا سعداء بالفريق البديل فلن نجد أفضل منهم للقيام بهذه المهمة بدلاً منا”.
وأضاف ماكميلان في ختام محادثته الهاتفية بعد إعلان النتائج: “كان موسماً حافلاً استطعنا أن نشارك فيه في سباقات الإكستريم وسباقات الجي سي32 في آن واحد، واستطعنا أن نجني ثماراً يانعة للسلطنة حتى الآن في كلا السلسلتين. كانت سباقات الجي.سي32 منصة مواتية لإبراز السلطنة ومواكبة التطور في ساحة الإبحار الشراعي، وكان الختام في مرسيلياً ختاما رائعاً، ومن اسطنبول نرسل تهانينا الحارة لطاقم قارب سلطنة عمان وللسلطنة ونشاركهم الفرحة بهذه النتيجة المشرفة”.
ونظرا لتزامن سباقات مرحلة مرسيليا بسلسلة جي.سي32 مع مرحلة إسطنبول من سلسلة الإكستريم، كان على الطاقم الأساسي بقيادة لي ماكميلان أن يركز اهتمامه في سباقات الإكستريم لضمان الظفر بلقب السلسلة هذا العام، ولذلك قام مشروع عمان للإبحار في رهان للحفاظ على الصدارة في سلسلة جي.سي 32 بتشكيل طاقم بديل بقيادة الأولمبي ناثان أوتريدج صاحب الخبرة في قوارب كأس أمريكا الشراعي، ومعه آيان بيرسي، آيان جينسين، كالي تورلن، ولوك باركنسون، وأثبت الطاقم المؤقت إمكاناته العالية التي ضمنت للسلطنة بقاءها في صدارة الترتيب.
وبالرغم من دخول الطاقم البديل في سباقات المرحلة في وقت متأخر وبدون أي تجربة سابقة، إلا أنه كان سعيداً جداً بهذه الفرصة، وعن ذلك قال ناثان أوتريدج: “حظينا بفرصة فريدة لاستلام الدفة من ماكميلان وفريقه في هذه المرحلة الختامية، وكنا متحمسين جداً لبذل أقصى ما يمكن لمواصلة مشوار الفريق الأساسي وختام الموسم بنتائج مشرفة، واليوم نحن سعداء جداً بالنتيجة الختامية والظفر باللقب لسلطنة عمان”. وأضاف أوتريدج واصفاً تجربتهم على القارب خلال هذه المرحلة بقوله: “كانت الظروف الجوية في مرسيليا قوية جداً ولكنها كانت مثالية لهذه القوارب التي صممت للإبحار بأقصى سرعة، واستمتعنا بالتجربة كثيراً”.
تجدر الإشارة إلى الطاقم الأساسي لقارب سلطنة عمان، والمكون من ناصر المعشري، ولي ماكميلان، وبيت جرينهال، وإيد سميث وأليستر ريتشاردسون بدأ في سلسلة الجي.سي32 من دون أي خبرة سابقة، وبتدريبات لم تتجاوز مدتها أربعة أيام فقط قبل انطلاق المرحلة الأولى في بحيرة التراونسي في النمسا شهر مايو الماضي، وشارك معهم في المرحلة الأولى البحّار الأسترالي جلين أشبي الخبير في قوارب الأجنحة الغاطسة مما ساهم في دفع الفريق وإكسابه خبرة كافية في فترة قصيرة كانت كفيلة بفوزه بلقب المرحلة الأولى، ثم واصلوا المراحل الأخرى بأداء ثبات رغم غياب جلين آشبي، فحققوا المركز الثاني في مرحلة كاوس، والمركز الثالث في مرحلة كيل ثم الثاني في مرحلة روما، ودخلوا المرحلة الختامية متصدرين للترتيب العام بفارق 3 نقاط على غريمهم السويسري فريق ألينجي، ومهدوا الطريق للطاقم البديل لتحقيق هذا الفوز.