إقرار خطة التحفيز الاقتصادي تحقيقاً لمعدلات نمو مرتفعة حسب مخطط رؤية عُمان 2040
مسقط – العمانية |
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، فترأس صباح اليوم اجتماع مجلس الوزراء بقصر حصن الشموخ العامر.
واستهل جلالته الاجتماع بالتوجه إلى المولى سبحانه وتعالى بالشكر والثناء على أفضاله ونعمه العديدة التي حبا بها عُمان الغالية وأبناءها الكرام، سائلاً الله عز وجل أن يعم الخير والرخاء سائر أرجاء هذا الوطن العزيز، وأن يمنّ على السلطنة ودول العالم أجمع بالأمن والسلام.
كما تفضل جلالته واستعرض أوضاع الاقتصاد الوطني وما تعرّض له خلال الفترة الماضية بسبب انخفاض أسعار النفط، مما نتج عنه زيادة في العجز المالي وارتفاع الدين العام، بالإضافة إلى تأثير الإجراءات التي تمّ اتخاذها للتعامل مع انتشار جائحة کورونا مطلع العام الماضي 2020، حيث سارعت السلطنة إلى اتخاذ العديد من التدابير الاحترازية والوقائية، التي ألقت بظلالها على النمو الاقتصادي بشكل عام. مشيرًا جلالته، أبقاه الله، إلى أنّه في ضوء ما تقدمت به الجهات الحكومية من تصوُّرات في هذا الشأن فقد تمّ إقرار خطة للتحفيز الاقتصادي تحقيقًا لمعدلات نمو مرتفعة حسب ما هو مخطط له في رؤية عُمان 2040م.
مؤكداً جلالته بأنَّ تلك الخطة تشتمل على العديد من الحوافز والمبادرات من بينها حوافز متعلقة بتخفيض الضرائب والرسوم على الشركات التي ستباشر نشاطها خلال عام 2021 في قطاعات التنويع الاقتصادي (الصناعة، والسياحة، والقطاع اللوجستي، والثروة السمكية والزراعية، والتعدين) وتخفيض معدل ضريبة الدخل على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعامي 2020 – 2021 بالإضافة إلى تخفيض القيمة الإيجارية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمناطق الصناعية حتى نهاية 2022 وكذلك عدد آخر من الإجراءات ذات الصلة بتلك الخطة التي سوف تشتمل أيضاً على حوافز خاصة ببيئة الأعمال والاستثمار من بينها تسهیل مزاولة الأعمال، ومنح الإقامة لمدد طويلة للمستثمرين الأجانب وفق ضوابط وشروط محددة سيُعلن عنها لاحقًا بعد استكمال تدارسها من قِبل مجلس الوزراء، إلى جانب حوافز تتعلّق بسوق العمل لتوفير المزيد من فرص العمل لأبنائنا، مُبدياً جلالته الاهتمام بما تتخذه الجهات المعنية من خطوات للتعاطي مع مستجدات سوق العمل.
من جانب آخر، تفضل جلالته فأشار إلى اعتماد مجلس الوزراء للاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، مؤكداً، أبقاه الله، على أنها تعتبر ممكنًا أساسيًا لتحقيق رؤية عُمان 2040م، حيث إنها أول استراتيجية بعيدة المدى وتعد الإطار العام لتوجيه النمو العمراني بما يحقق التوازن بين أبعاد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية خلال العشرين عامًا القادمة، وقد جاءت نتاجاً لمشاركة مؤسسية ومجتمعية واسعة.
وتضمنت تلك الاستراتيجية – التي تتسم بالمرونة اللازمة لاستيعاب المتغيّرات المتجددة والتحديات المستقبلية – وضع إطار عام للسياسات العمرانية على المستوى الوطني وعلى مستوى كل محافظة، إضافة إلى وضع برامج استثمارية ومشاريع تنموية في مختلف القطاعات.
كما تطرّق جلالته إلى آخر المستجدات بشأن جائحة كوفید 19 والجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لتوفير اللقاحات لمختلف فئات المجتمع، مشيداً، أعزه الله، بتلك الجهود، ومؤكدًا أهمية تسريع وتيرة توفير اللقاح لأعداد أكبر من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى استمرار توعية المجتمع حول هذه الجائحة وتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية منها.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي فقد تفضل جلالة السلطان المعظم فأعرب عن التهنئة للمرأة في عُمان وفي كافة دول العالم، حيث أشار جلالته إلى أهمية إسهامات المرأة العمانية في رعاية الأسرة وتنشئة الأجيال المتعاقبة، إلى جانب ما يتم إسناده إليها من مهام، مؤكداً، أبقاه الله، على الاهتمام الكبير
الذي توليه السلطنة للمرأة من خلال إتاحة المجال لها للاضطلاع بالمسؤوليات الموكلة إليها حيث أثبتت قدراتها على تحمّل تلك المسؤوليات.
وعلى صعيد علاقات السلطنة الإقليمية والدولية استعرض
جلالته، أعزه الله، تعاون السلطنة مع كافة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب العالم.