السفر الداخلي يقود تعافي السياحة من جائحة كورونا في دول الخليج

دبي – وجهات |

أشار أحدث تقرير صادر عن معرض سوق السفر العربي قبل إقامة الحدث الافتراضي الجديد للمعرض من الأول حتى الثالث من يونيو 2020، أنه من المتوقع أن تقود السياحة المحلية والسفر الداخلي مرحلة التعافي من أزمة كوفيد-19 في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، بالتزامن مع بدء رفع القيود تدريجياً في المنطقة.

وكشف البحث الذي أجرته كوليرز إنترناشيونال بالشراكة مع سوق السفر العربي، إلى ارتفاع نسبة الحجوزات في أبوظبي ضمن نطاق مساحته 48 كيلومتر من 20% فقط في شهر يناير إلى 43% في شهر مارس 2020، بينما ارتفعت في دبي من 19% إلى 36% خلال ذات الفترة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث الصادرة عن “سوجيرن”، إلى أنه من المتوقع أن تصبح “إقامة العطلات” الخيار الأكثر تفضيلاً على المدى القصير والمتوسط​​. في هذا الإطار، كشفت البيانات أن حجوزات الفنادق في أبوظبي ضمن نطاق مساحته 48 كيلومتر استحوذت على نحو 77% من جميع الحجوزات خلال شهر أبريل، بينما شكل السفر الداخلي من دبي نحو 91% من عمليات البحث والحجوزات ضمن النطاق ذاته.

في ضوء ذلك، ستركز الجلسة العالمية للمشهد العام لقطاع الفنادق لمرحلة ما بعد كوفيد-19 التي ستقام يوم الإثنين الأول من يونيو من الساعة الواحدة والنصف حتى الثانية والنصف ظهراً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة (من العاشرة والنصف حتى الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت الصيفي لبريطانيا)، ستركز على صناعة الضيافة بشكلٍ عام، كما ستتطرق إلى التأثير الكبير لأزمة كوفيد-19 على قطاع الفنادق في الشرق الأوسط، وسترسم ملامح مستقبل هذه الصناعة للفترة المقبلة عند استئناف السفر، والمعايير الجديدة التي ستتخذ في هذا الإطار، لا سيما فيما يتعلق بسلوكيات الضيوف وتوجهاتهم.

وأكد مجموعة من الخبراء مشاركتهم في هذه الجلسة بما فيهم تيم كوردون النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى مجموعة فنادق راديسون بلو، وكريستوفر لوند المدير المسؤول عن قسم الفنادق في كوليرز إنترناشونال الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما ستدير جيما غرينوود الجلسة.

وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “أثّرت أزمة كوفيد-19 العالمية بشدة على السفر والسياحة والفعاليات والأنشطة الترفيهية في جميع أنحاء العالم، وأجبرت الكثير من الأشخاص على إلغاء أو تأجيل خطط السفر الخاصة بهم خلال النصف الأول من عام 2020. ولكن على الرغم من ذلك، بدأنا نرى الآن رغبة غير معلنة بالسفر لدى الكثيرين من الأشخاص، وتلهفهم لتعويض ما فاتهم خلال الأزمة.

واضافت: “لا تزال الرغبة بالسفر وقضاء العطلات تتملك الأشخاص ولكن مع وجود تغييرات جوهرية، حيث باتت السلامة على رأس أولوياتهم. ونتيجةً لذلك، من المتوقع أن نشهد زيادة في التوجه خلال الأشهر المقبلة نحو ما بات يعرف اليوم بإقامة العطلات، مع حرص القاطنين في البلد على أخذ إجازتهم لعدة أيام في مكانٍ مألوف بالنسبة لهم، لاسيما في ظل استمرار توقف الرحلات الجوية والقيود المفروضة على السفر الدولي”.

وحسب تقرير كوليرز أيضاً، من المتوقع أن يستعيد سفر العائلات والسفر الفردي عافيته أولاً، كما من المنتظر أن يشهد إجراء حجوزات جديدة قبل الأقسام الأخرى ضمن قطاع السفر، وعلى مستوى الفئات العمرية، يشير التقرير ذاته إلى أن جيل الألفية والجيل “زد” هما الأكثر توقاً للسفر، حيث يتطلعون إلى تغيير المشهد بعد فترات الإغلاق الطويلة في مختلف أنحاء العالم.

واستعداداً لانتعاش قطاع السفر والسياحة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، من الضرورة بمكان أن تتمكن شركات الضيافة من توفير راحة البال للضيوف في المستقبل القريب، وذلك عبر تطبيق سلسلة من إجراءات التعقيم والنظافة المكثفة وفق قواعد وشروط صارمة في مختلف أقسام منشآتهم الفندقية.

علاوةً على ذلك، يتوجب على الفنادق والمنشآت السياحية الاستفادة من أدوات التكنولوجيا الحديثة لتوفير تجارب جذابة للضيوف، ويتضمن ذلك جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد للمنشآت والمرافق الترفيهية فيها، وتطوير منصات الحجز الإلكتروني عبر الإنترنت، حيث تعد هذه الخدمات اليوم عاملاً رئيسياً بالنسبة للفنادق كي تستعيد عافيتها وتتمكن من المنافسة مجدداً في السوق.

وأضافت كورتيس بالقول: “مع بدء عودة السفر والسياحة تدريجياً، من الضروري أن تقدم الفنادق عروضاً جذابة إضافية مع بعض الحوافز الأخرى مثل الخصومات على الأطعمة والمشروبات للضيوف المقيمين لديها، مع ترقيات مجانية وتقديم تسهيلات ومرونة في إجراء الحجوزات تتيح ميزة الإلغاء المجاني وفقاً للظروف والمتغيرات. بالإضافة إلى ذلك، يتوجب عليهم إعادة النظر في بطاقات الولاء، مع زيادة النقاط والعروض الممنوحة للضيوف، في محاولة لتحفيز الطلب ضمن قاعدة العملاء لديهم”.

وفي سياقٍ متصل، ستشهد القمة الفندقية سلسلة من جلسات الطاولة المستديرة التي ستركز على واقع قطاع الضيافة بما في ذلك “التغيرات التي ستشهدها الفنادق من حيث التصميم والتعقيم”، والتي سيتم فيها مناقشة الطرق التي ستتمكن بموجبها الفنادق من دمج معايير النظافة الجديدة وبروتوكولات التعقيم الصارمة بشكلٍ فعال مع الرسائل الرئيسية للعلامات الفندقية، وكذلك استكشاف ما إذا كانت النظافة والسلامة ستصبح أكثر أولوية للضيوف من أسعار الغرف والمرافق والخدمات في الوضع الجديد خلال مرحلة ما بعد كورونا.

في الإطار ذاته، ستتناول القمة الفندقية “تغيرات تجارب السفر المتعلقة بالمأكولات والمشروبات” في ضوء تأثير جائحة كوفيد-19 على هذا النوع من السفر في المنطقة خصوصاً وفي مختلف أنحاء العالم على وجه العموم، حيث ستستكشف لجنة من الخبراء في قطاع الأغذية والمشروبات وكذلك مجموعة من المؤثرين كيف يمكن أن توفر الفنادق أرضية آمنة للمغامرات المتعلقة بالطعام، بالإضافة إلى تأثير انخفاض معدلات السفر من دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدد من عواصم المأكولات الآسيوية.

بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة “الوجه المتغير للسفر الفاخر للعائلات”، وكيف أصبحت راحة البال ذات أثرٍ بالغ لتوجهات هذا النوع من السفر، وتأثير ذلك على سفر العائلات وأماكن الإقامة التفضيلية الجديدة، وغيرها من العوامل الرئيسية التي تسهم في اتخاذ قرار السفر.

واختتمت كورتيس قائلةً: “بالإضافة إلى دراسة ومناقشة تأثير أزمة كورونا العالمية على صناعة الضيافة، ستناقش النسخة الافتراضية من سوق السفر العربي خارطة الطريق لمرحلة تعافي قطاع السفر والسياحة من تبعات هذه الأزمة، كما سيتم تحديد الاتجاهات الجديدة والفرص المتاحة التي من المنتظر أن ترسم ملامح المستقبل وتحدد كذلك الوضع الطبيعي الجديد الذي ينتظرنا”.

وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، سيشهد الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي إطلاق ندوات رقمية شاملة، وجلسات حوارية عبر البث الحي، واجتماعات الطاولة المستديرة، وجلسات تسريع التواصل والاجتماعات الثنائية، بالإضافة إلى تسهيل الاتصالات الجديدة، وتوفير مجموعة واسعة من فرص الأعمال عبر الإنترنت.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*