“مسندم”.. قصة حضارة وروعة تضاريس

الظهوري: أدت الزيادة الكبيرة في عدد السياح القادمين للمحافظة إلى انتعاش السوق الاقتصادي وزيادة الحركة التجارية والاقتصادية

خصب – وجهات|

يشهد القطاع السياحي في محافظة مسندم نموًا متزايدًا فخلال عام 2019م بلغ عدد زوار المحافظة (332489) زائرًا وبلغ عدد السفن الزائرة للمحافظة (72) سفينة سياحية، إذ يُعتبر القطاع السياحي في المحافظة من أهم المرتكزات الرئيسية للتنمية الاقتصادية لما تمتلكه من مكنون تراثي كبير ومقومات سياحية مميزة، وهي تعتبر منطقة واعدة لرفد القطاع السياحي.

وفي هذا الإطار، قال محمد بن عبدالله الظهوري القائم بأعمال مدير دائرة السياحة بمحافظة مسندم: أولت وزارة السياحة جل اهتمامها بإعداد الاستراتيجية العمانية الشاملة للسياحة 2016 إلى 2040 وقد تمخض عنها بأن حددت عدد 14 منطقة تجمع سياحي بمختلف محافظات السلطنة ليتم تطويرها وتنميتها وقد تم وضع أولويات لتنمية هذه المناطق وذلك على هيئة خطط خمسية بناء على معطيات أهمها مدى تمركز مقومات الجذب السياحي ومدى جاهزية تلك المنطقة من حيث البنية الأساسية، وبناء على ذلك فقد تم اختيار محافظة مسندم من ضمن المناطق السياحية التي يتم تطويرها ونتيجة لمخرجات الاستراتيجية فقد تقدمت شركة التنمية السياحية (عمران) بدراسة ومخطط وتصميم لعدد (8) من أنشطة مشاريع سياحة المغامرات (المسارات الجبلية). 

التسهيلات السياحية

وحول التسهيلات السياحية بمحافظة مسندم، أشار الظهوري إلى أن وزارة السياحة تهدف إلى تقديم المزيد من التسهيلات متى ما لزم الأمر بعد تقييم وتحليل الوضع العام للسياحة في السلطنة ويأتي هنا دور إدارة السياحة بالمحافظة بصفتها ممثلة عن الوزارة لبلورة ما يُسند إليها من أعمال.

وأضاف القائم بأعمال مدير دائرة السياحة بمحافظة مسندم، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا في جلب الاستثمار عبر القنوات الترويجية المتعددة وخاصة من خلال المعارض الدولية ومنها سوق السفن السياحية الزائرة للسلطنة، مما ضاعف القيمة المضافة في انتعاش السوق المحلي وأدت هذه الزيادة الكبيرة في عدد السياح القادمين للمحافظة إلى انتعاش السوق الاقتصادي وزيادة الحركة التجارية والاقتصادية بشكل عام.

دعم المؤسسات

وأكد محمد الظهوري على أن الوزارة تولي أهمية بالغة بأصحاب السفن السياحية وعقدت العديد من اللقاءات لمعرفة أهم وأبرز التحديات التي تواجه تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع السياحي وخرجت بالعديد من التوصيات أبرزها: منح الفرصة بالتناوب لهذه المؤسسات بالترويج عن منتجها السياحي ضمن أجنحة السلطنة التي تشرف عليها الوزارة، وجرى التنسيق مع فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة مسندم والشركات السياحية لتوفير عدد من الأكشاك لعرض منتجاتهم الحرفية على امتداد أرصفة الميناء وقد بذل فرع الغرفة بالمحافظة بالتعاون مع إدارة السياحة جهودًا حثيثةً في هذا الجانب بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مبيناً أنه قد استفاد من هذا التدفق السياحي الكبير بشكل مباشر (31) أسرة منتجة إضافة إلى الاستفادة غير المباشرة لبقية شرائح المجتمع.

وبالنسبة لاستعداد إدارة السياحة بالمحافظة للعطلات والمناسبات وإجازة طلبة المدارس أوضح الظهوري بقوله: كما هو الحال في جميع الإجازات والعطلات الرسمية تقوم الإدارة بالاستعداد المسبق والتنسيق مع بعض الجهات الحكومية والخاصة لمتابعة وتقييم نظافة المواقع السياحية والشواطئ ذات الجذب السياحي، حاثًا الشركات السياحية لتقديم برامج تنافسية مفادها الجودة وكذلك التواصل مع المنشآت الفندقية بغرض تقديم عروض وتخفيضات على أسعار الغرف للأسر العمانية القادمة للمحافظة.

المقومات السياحية

وتتميز محافظة مسندم بالعديد من المواقع والمقومات السياحية التي تجذب السياح من مختلف دول العالم كالأخوار البحرية ومن أشهرها نجد وشم والحبلين وغب علي، كما أن تنوع الأشكال الصخرية الساحلية تعد أحد عناصر الجذب السياحي، وتعتبر الجزر المتناثرة كجزيرتي الطير والتلغراف محطة مهمة في أجندة السائحين، وتمتاز المحافظة بشواطئها ذات الرمال الناعمة ومن أشهر هذه الشواطئ قدا وموخي وبصا وحيوت وحل. ومن أبرز المقومات السياحية الطبيعية في المحافظة الجبال الشاهقة كجبل حريم الذي يعد أعلى قمم جبال مسندم إذ يبلغ ارتفاعه نحو 2.087 مترًا، كما تمتد في مسندم السهول الزراعية والتي من أشهرها سهل السي الذي تكثر فيه الحشائش والأشجار خاصة بعد موسم الأمطار.

وتحظى محافظة مسندم بإرث تاريخي تليد وتشهد القلاع والحصون على هذا التاريخ الضارب في القدم وأصبحت هذه القلاع والحصون أحد المزارات التي تحظى بإعجاب الزوار كقلعة خصب التي تتخذها وزارة السياحة كمتحف تاريخي يعرض مختلف النواحي الحياتية الجبلية والبحرية، ويعد حصن بخا وحصن السيبة وقبور سقطة ومنطقة سبطان الأثرية من أبرز مزارات ولاية دبا، أما ولاية مدحاء فتشتهر بمتحف خاص بالسلطنة يحوي أكثر من 13 ألف قطعة أثرية.

وتنوع تضاريس محافظة مسندم جعل منها مكانًا لاستقطاب عدد من الرياضات السياحية كالمشي والتسلق الجبليين والسباحة والغوص والتجديف بالقوارب وغيرها، وأيضًا يمكن للسياح القيام بالرحلات البحرية لمشاهدة الدلافين وأسراب الأسماك المختلفة، وتعد شواطئ المحافظة ملاذًا مناسبًا للاستجمام والتخييم.

وتوجد في محافظة مسندم عدد من المنشآت الفندقية ذات التصنيفات المختلفة، وتوفر هذه المنشآت للسياح المكان المناسب لعيش تجربة متفردة وجميلة.