ويعود تاريخ إنشاء الأفلاج الداوودية إلى أكثر من 3000 عام، وكانت شريان الحياة في ماضي الزمان، ويذكر المؤرخون أن الواحة كانت قديماً تضم أكثر من 300 فلج، وطول فلج الصعراني من منبعه الأم (أو ما تسمى بأمهات الفلج) إلى مصبه في الواحة (الشريعة) يصل إلى 6500 متر تقريباً، ويصل عمق الفلج في أمهاته إلى 22 متراً.
وكان قديما سكان الساحل يأتون للمقيظ في واحة البريمي إلى ما قبل اكتشاف النفط هرباً من الحر وللتمتع بأجواء الواحات، حيث المياه المتدفقة والثمار اليانعة، وكانت هذه الواحة تزرع بالنخيل والليمون والمانغو والموز والأعلاف المختلفة، ما يجعلها ملاذاً من حر الصحراء اللافح، وكان المقيظ يستمر من شهر يونيو إلى أغسطس، وفي هذه الفترة ينشط التبادل التجاري بين سكان الواحة ومن يأتي إليهم من أهل الساحل، ويتبادلون السلع، فمثلاً أهل الواحة يشترون السمك المجفف من أهل الساحل ويقايضونهم بالتمر والليمون والفاكهة.
وتقسم مياه الفلج سابقا حسب نظام البادة المتعارف عليه، وكل بادة هي عبارة عن 12 ساعة، وتنقسم بادة النهار إلى أربعة أقسام، وكل قسم يسمى (ربيع)، وهي أول النهار (المضحي) ويحتسب من طلوع الشمس إلى أن يصبح ظل الإنسان بطول ستة اقدام إلى جهة الغرب، ثم الدومة القبلية وتكون بعد المضحي إلى انتصاف النهار، ثم الدومة الخلافية وتكون من انتصاف النهار إلى أن يصبح طول الظل ستة أقدام إلى جهة الشرق، ثم بعد ذلك الجزء الرابع من النهار، وهو ما يسمى بالرايح، ويستمر إلى غروب الشمس، بالإضافة إلى ثلاثة مشاعات، والمشاع هو الماء المخصص للبيع للذين لا يمتلكون حصصاً في ماء الفلج، وتنقسم المشاعات إلى (مشاع ماء النهيلية ومشاع ماء الظواهر ومشاع ماء المخارصة)، وكل مشاع يكون 24 ساعة، كما يقسم النهار إلى أربعة أقسام، كل قسم يسمى (ربيع)، بداية بطلوع الشمس إلى الساعة التاسعة ويسمى (المضحي)، ثم من الساعة التاسعة إلى 12 ويسمى (الدومة القبلية)، ثم من 12 إلى الساعة 3 ويسمى (الدومة الخلافية)، ثم من الساعة 3 إلى غروب الشمس ويسمى (الرايح).
واصبح فلج الصعراني اليوم أحد المزارات السياحية التي تجذب الافواج السياحية بجانب غيره من المزارات الاخرى التي تتعدد في محافظة البريمي.