بعثة أثرية بولندية تنقب في 3 مناطق استيطان تعود للعصر الحجري في بلدة قميرا بولاية ضنك

ضنك – العمانية |

تتواصل المسوحات الأثرية التي تقوم بها وزارة التراث
والثقافة بالتعاون مع خبراء في الآثار من جامعة “وارسو” البولندية في عين “بني ساعده” ببلدة “قميراء” بولاية ضنك في ثلاث مناطق استيطان تتحدث عن العصر الحجري، الحديث والبرونزي والحديدي وهي عبارة عن مقابر ومبانٍ سكنية وإدارية تعود للألفية الثانية قبل الميلاد.


والآثار المكتشفة “ببلدة قميرا” ما زالت تحكي قصصا عن هذه المنطقة التاريخية وأهميتها حيث أولتها وزارة التراث والثقافة بالسلطنة في الأعوام الماضية أهمية من خلال إيفاد الخبراء والمختصين في التاريخ والتراث إلى الموقع الأثري وكان آخرها البعثة البولندية من جامعة وارسو التي بدأت عملية التنقيب والدراسة منذ عام 2016م وما زالت مهمتها مستمرة ، حيث استطاعت خلال العامين الماضيين الحصول على تصور واضح من خلال المباني الموجودة ومعرفة طبيعة الاستيطان الذي كان سائداً بالمنطقة إضافة الى معرفة التأريخ الزمني لهذه المواقع.
ووجدت البعثة الأثرية البولندية ضالتها في اللقى (المقتنيات الأثرية) الموجودة في هذه المباني التي تعتبر مادة خصبة للبحث العلمي والتقصي عن طريقة سير الحياة في تلك
الفترة، لاسيما وأن هذه اللقى ما زالت بحالة جيده تسمح للباحثين بدراستها وتحليل مكوناتها، وكان للأهالي في بلدة “قميرا” دور واضح في إبقاء هذه الآثار على حالتها السابقة دون عبث أو تدخل.


واشتملت الاكتشافات الأثرية بموقع قميرا (1) على أحد قبور الألفية الثانية قبل الميلاد وهو قبر جماعي يضم أربع غرف دفن عثر فيها على العديد من بقايا الهياكل العظمية مصحوبة بالعديد من اللقى الجنائزية شملت أوانٍ فخارية وحجرية وخرزًا وسهامًا ، اما موقع (قميرا 2) فهو أكبر هذه المواقع وهو عبارة عن مستوطنة تضم العديد من المباني السكنية المبنية على أساسات حجرية وبرجًا أثريًا دائري الشكل وعددا من الكسر الفخارية المحلية والمستوردة، أما موقع قميرا (3) فهو عبارة عن مستوطنة من العصر البرونزي استمر استخدامها إلى فترة العصر الحديدي والفترة الإسلامية المتأخرة.
وشيدت مباني هذه المستوطنة على أساسات حجرية وهي ذات تقسيمات معقدة، وربطت المستوطنة 3 أبراج حجرية أحدها يشبه برج” الرجوم” بموقع” بات” الأثري الذي يتميز بجداره الدائري المتعرج.


وعن سبب بقاء المواقع الأثرية في “عين بني ساعده” و”بلدة قميراء” بحالة جيدة قال الشيخ حمد بن سعيد الساعدي شيخ البلدة: إن الأهالي كانوا يدركون أهمية هذه الآثار لذلك
حافظوا عليها من العبث والتخريب وتجنبوا البناء والعمران على أنقاضها أو فِي محيطها وكانت هذه التوجيهات من الآباء والأجداد واستمر الوضع على هذا النحو حتى استلمت
وزارة التراث والثقافة هذه المواقع التي اولتها العناية الكاملة.
وأشار في حديثه لوكالة الأنباء العمانية إلى أهمية هذه المكتشفات التي تعود الى الألفية الثانية قبل الميلاد حفظ بعض منها عند الأهالي ثم انتقلت الى وزارة التراث والثقافة،
موجها الأهالي أن يكونوا على قدر من المسؤولية تجاه آثار عمان وتاريخها، وشاكراً المؤسسات الحكومية على جهودها في الدور الملموس الذي تقوم به وزارة التراث والثقافة في العناية بالآثار العمانية.


وأضاف أن المباني الأثرية واللقى المكتشفة هي عبارة عن مدافن ومبانٍ يعتقد الخبراء والباحثون في هذا المجال انها مبانٍ إدارية ومساكن ونقاط مراقبه عسكرية تحمل البراعة
في الهندسة العمرانية العمانية في تلك الفترة التي أبهرت الخبراء بحالتها الجيدة حيث مازالت تحمل جميع تفاصيلها.
الجدير بالذكر أن بلدة “قميراء” بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة تتميز بموقعها المتوسط بين محافظات شمال الباطنة والظاهرة والبريمي مما جعلها ممر القوافل لا سيما وأن موقعها في أطراف سلسلة جبال الحجر الغربي من جهة الغرب جعل منها منطقة متوسطة ويسهل حماية طرقها وممراتها، كما تتوفر فيها المياه النابعة من الأودية مثل عين “بني ساعده” و”وادي “قميراء” اللذين أسهما في جعل البلدة موقعا فريداً كمحطة مهمة على مر العصور.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*