مسقط – العمانية |
ينظم بيت الزبير في 29 من يناير الجاري بالتعاون مع عدد من الفرق الصوفية المعروفة مهرجانًا فنيًا للموسيقى الصوفية، في فعالية تعدّ الأولى من نوعها في السلطنة تستمر أربعة أيام بفندق البندر في منتجع شانجريلا بر الجصة.
يستضيف المهرجان في يومه الأول فرقة “سالار عقيلي” من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي اليوم الثاني فرقة “الزاوية” وهي فرقة محلية، بينما خصص اليومالثالث لفرقة “فريد أياز” من جمهورية باكستان، ويختتم المهرجان بصحبة فرقة “ابن عربي” من المملكة المغربية.
ويرأس الفرقة الإيرانية التي ستقدم حفلها في اليوم الأول من المهرجان “سالارعقيلي” مطرب الموسيقى الفارسية الكلاسيكية والتقليدية، وهو عضو في الأوركسترا الوطنية الإيرانية وناقد مسرحي عمل مع عدد من فرق الموسيقى الإيرانية الكلاسيكية مثل فرقة “داستان”، كما شارك في عدد من المهرجانات الموسيقية الدولية، مثل معرض ميلان 2015. وستؤدي الفرقة عددا من النصوص الشعرية كقصائد “حافظ وسعدي وجامي ومولانا”.
وتحيي فرقة “الزاوية” العمانية التي تضم مجموعة من الشباب العمانيين وتأسست عام 2015 حفلها في مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية التي تهدف من خلال الإنشاد لإبراز مكنونِ الإنسانِ الجوهريِ ونشر معاني الحب والسلام. وكان لها عدة مشاركات عدة داخل السلطنة ومن بينها إحياء ليالٍ عرفانية في النادي الثقافي ومؤسسة بيت الزبير.
وفي اليوم الثالث ستنشد فرقة “فريد أياز” نمطا من الغناء الصوفي المعروف بـ ( القوالي) أو الإنشاد الموسيقي الديني، وهو فن يسعى لتحويل العواطف الدينية الى كلمات مغناة يمكن أن تؤدي بالإنسان الى حالة من النشوة الروحية، وتفخر باكستان بتقاليدها الغنية في مجال الغناء الصوفي الموسيقي، والذي ترعرع وتطور بفضل شخصيات مرموقة فيها أمثال عزيز ميان وفرقة الأخوة صابري ونصرت علي خان، ومنشي رضي الدين وآخرين.
وينحدر فريد إياز وفرقته الذين تم اختيارهم للمشاركة في مهرجان بيت الزبير الأول للموسيقى الصوفية من سلالة منشي رضي الدين مباشرة الذي مارس أجداده هذا النمط الفني للغناء على مدى ثمانية قرون بلغات عديدة شملت اللغة الأوردية والعربية والفارسية، وقدمت الفرقة أمسيات غنائية في قرابة ست عشرة دولة.
وسيختتم مهرجان بيت الزبير بليلة الإنشاد الصوفي المغربي التي ستقدمها فرقة “ابن عربي” وهي فرقة إنشادية تسعى عبر الغناء إلى إظهار المعاني السامية التي نادى بها إمام أهل التصوف وشيخه الأكبر محي الدين بن عربي مسمعة حسيس صوفية الأندلس من خلال الموسيقى والسماع الصوفي الأندلسي الأصيل وأشعار كبار الصوفية الأندلسيين والمغاربة والمشارقة الذين ما زالت أشعارهم تصدح في الآفاق مدوية معلنة معنى الوجد والحب والوصل والفناء والتآخي كيف يكون.
جدير بالذكر أنه سبق لبيت الزبير تنظيم فعاليات تتمحور حول العرفان والتصوّف في الفترة الماضية كأمسية “موسيقى العشق: في حضرة جلال الدين الرومي” التي استُضيف فيها الباحث خالد محمد عبده، لتقديم ورقة بحثية تبعها عزف موسيقي للفنانين زياد الحربي وخالد منصور، وموّال بصوت الفنان عادل البلوشي، بالإضافة لقراءة في شعر جلال الدين الرومي ألقتها فاطمة إحسان.