وجهة نظر | طلاب كليات السياحة إلى أين..!

بقلم: د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي | يمثل خريجو كليات السياحة بالسلطنة عنصرا أساسيا  يساهم في إدارة دفة صناعة السياحة الواعدة. وكما هو متوقع بأن تكون السياحة من ضمن أقوى ثلاث قطاعات تعمل على توفير فرص عمل للمواطنين خلال الخمس سنوات المقبلة، لذلك فإن الجميع على ثقة بأن المستقبل يحمل فى طياته فرصا واعدة لشباب هذا الوطن من خلال بوابة السياحة.

إلا أن الأمر الذي يثير الاستغراب وجود العديد من حملة شهادة البكالوريوس في تخصصات مثل الإدارة السياحية والتنمية السياحية وإدارة الفعاليات وهناك من لديه  دبلوم ما بعد الثانوية في الإرشاد السياحي ومازال باحثا عن عمل، كما أن هناك نسبة كبيرة منهم تعمل في وظائف لا يمارس فيها ما تم تعلمه في أروقة كلياتهم، ونحن هنا لانقلل من شأن من يقوم بعمل بعيد عن التخصصية فالعمل عمل مهما كان، إذ أن الهدف خدمة وطنننا الغالي عمان، ولكن صناعة السياحة بقطاعاتها المتنوعة والثرية لديها القدرة على إستيعاب أعداد منهم حتى وإن كانت بسيطة.

وعلى الجانب الآخر تبين لنا أن العديد من المنشآت السياحية المتنوعة الأنشطة تلاحظ عزوفا من الخريجين حيث يأمل العديد منهم العمل في المؤسسات ذات الصبغة الحكومية مثل شركة عمران أو الطيران العماني أو مركز عمان للمعارض والمؤتمرات وغيره من الشركات الكبرى ولا يحبذ العمل في مؤسسات تؤول ملكيتها خالصة الى القطاع الخاص. ويعزو سبب العزوف على سبيل المثال إلى جوانب معينة بالبنوك التي تتراجع عن منحهم قروضا شخصية لكون بعض تلك المؤسسات لا تستوفي الحدود الدنيا التي يفرضها البنك مثل عدد العاملين بتلك المنشآت خاصة إذا كانت منشأة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهذا أمر نأمل أن يتم مراجعته من قِبل البنك المركزي.

لذلك يتوجب ان تتولى المؤسسات الاكاديمية بجانب دورها الاكاديمي التقليدي، العمل على إيضاح الأهمية الاقتصادية لهذه المهنة المفعمة بالآمال العراض وأيضا إزالة أية عوائق تعيق إندماج طلاب كليات السياحة في سوق العمل بل يجب أن تكون هناك زيارات دورية من أكاديميي تلك الكليات إلى قيادات القطاعات السياحية المتنوعة وإيضاح تلك المعوقات.

هناك العديد من المشاريع السياحية الواعدة وعليه يجب ألا تتوقف مسيرة التوعية الموضحة لأهمية الدور التنموي لها بل دعوة طلاب الكليات السياحية كافة  للمشاركة من الآن في وضع لبنات تلك المشاريع حتى تحقق روح الانتماء لها من الآن، إذ لم يعد هناك وقت للتنظير لإيضاح أهمية صناعة السياحة بل أصبح الامر حتمي ووجب التحرك وبسرعة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*