جلالة السلطان أمر بتحويل المبنى إلى متحف تعليمي شامل متحف المدرسة السعيدية يكتنز بوادر تأسيس التعليم في السلطنة

10 قاعات تحكي تاريخ التعليم ومسيرته منذ فجر الإسلام حتى عهد النهضة المباركة

مسقط-وجهات | افتتح المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية بمسقط بتاريخ الثامن من يناير 2014 برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وهو متحف أقامته وزارة التربية والتعليم بهدف توثيق مسيرة التربية والتعليم ومراحل تطورها في السلطنة منذ فجر الإسلام.
وتعد المدرسة السعيدية أحد بوادر تأسيس التعليم الحديث في السلطنة وخلدت التعليم وتاريخه ويعد هذا الصرح الجميل ذكرى لما كان عليه التعليم في السلطنة وإلى أي مدى وصل.

وتقول ردينة بن عامر الحجرية نائب مدير متحف المدرسة السعيدية بالانتداب، يتكون المتحف الذي يضم عشر قاعات تحكي عراقة تاريخ مسيرة التعليم المتواصلة في السلطنة العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية، كما زودت بوسائل التكنولوجيا الحديثة مما يسهل على الزائر الإطلاع والتعرف على تاريخ التعليم بالسلطنة بكل سهولة ويسر.

وتضيف الحجرية تقول: تأسيس متحف المدرسة السعيدية جاء متناغما والمكانة المرموقة التي كانت ومازالت تحتلها كون تأسيسها كان الحدث الأهم في الحقبة الماضية، وقد خرجت أجيالاً ورجالاً ساهموا في إقامة عمان الحاضر، كما أنه يوثق المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها العملية التعليمية في السلطنة والتطورات التي صاحبتها خلال العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، والذي أولى التعليم جل أهتمامه منذ البدايات الأولى لعصر النهضة المباركة.

إضافة إلى ذلك فإن إقامة هذا المتحف في المبنى القديم للمدرسة السعيدية بولاية مسقط والتي تعدّ أول مدرسة نظامية في السلطنة تقدم خدماتها للطلاب له بعد تاريخي وحضاري مهم، فهذا المبنى أنشئ عام 1940م بأوامر مباشرة من السلطان سعيد بن تيمور وخرجت منه أجيالا من رجالات عمان الذين هم الان في العديد من المواقع المهمة في هذا البلد واستمر في تخريج دفعاته حتى عام 2000م عندما وجّه جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بتحويله الى متحف تعليمي شامل يوثق مسيرة التعليم في السلطنة منذ فجر الإسلام حتى والوقت الحالي .

قاعات
وتشير ردينة الحجرية الى ان الزائر لهذا المتحف سيجد عشر قاعات مختلفة تحكي مسيرة التعليم المتواصلة في السلطنة وعراقتها وسيجد في كل قاعة من هذه القاعات العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية.
بالاضافة اى أسماء بعض الكتب القديمة المتواجدة في المتحف، مثل كتاب “تلقين الصبيان مايلزم الإنسان”، تأليف المحقق الشيخ نور الدين السالمي. وكتاب “تفسير القرآن الكريم” تأليف عليوة مصطفى عليوة واسماعيل الدسوقي سرور. وكتاب “البسيط في قواعد اللغة العربية” تأليف جماعة من الأساتذة. وكتاب “الحساب البسيط” من تأليف توفيق سبع عطايا.

 منجز تعليمي
ويجسّد هذا المتحف المنجز التعليمي الذي تحقق على أرض هذا الوطن ليعرف الأجيال الحاضرة واللاحقة بالمراحل التي مرت بها المسيرة التعليمية عبر الحقب الزمنية المتعاقبة وصولا الى عصر النهضة المباركة بكل ما شهده من إنجازات متسارعة في نشر مظلة التعليم والعناية بتجويد مختلف أركانه ومكوناته ويسهم في دفع هذه الأجيال الى المحافظة على الإنجازات ويعزز لديها مفاهيم المواطنة لتستمر في مواصلة بناء مسيرة التعليم بكل عزم واقتدار.
ويتطلع المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية والمسؤولين القائمين عليه من خلال رؤيتهم والتي تهدف إلى تحقيق أهداف معينة منها: جعل المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية الوجهة الأولى للعديد من الزوار .
وتحقيق أكبر رقم من حيث عدد الزوار مقارنة بالمتاحف الأخرى. وأن يكون الحاضن الأول للقاءات والفعاليات الثقافية والفنية بالسلطنة. وخلق بيئة محفزة لإقامة الفعاليات المختلفة والتي تسهم في زيادة عدد الزائرين للمتحف كالندوات واللقاءات التربوية مع الدارسين السابقين بالمدرسة.

قاعات المتحف

وتقول ردينة الحجرية: هنا عشر قاعات في المتحف والتي كانت عبارة عن فصول دراسية تم الان تحويلها الى قاعات متحفية فمثلا القاعة رقم (1)؛ عن تعلم الحيوانات، وتاريخ الكتابة وتطورها. حيث تحتوي على 7 شاشات كل شاشة تتلخص عن حتمية التعلم.
فالتعلم ليس مسعا بشريا فقط بل يعني جميع الكائنات. ففي عالم الحيوان تتعلم أنواع كثيرة من الصغار عبر التكرار العفوي لحركات والديها حين اللعب، فيساعدها هذا التعلم على الاندماج في المجموعة، وضمان البقاء. ومثل الإنسان، لا تتعلم صغار الحيوانات من والديها فقط، بل تتعلم أيضا من تفاعلها مع المحيط الذي تكبر وتعيش فيه. كما تضم القاعة معلومات عن ظهور الكتابة والمدارس الأولى في التاريخ.

قاعة رقم (2)

وتتحدث هذه القاعة عن ظهور التعليم والمدارس في المدارس في عمان، يعد مسجد المضمار الذي يعود بناؤه إلى عام 6 للهجرة (627م) أول مدرسة موثقة في التاريخ العماني، ويعد الصحابي مازن بن غضوبة أول معلم فيها. وكذلك من أهم أشهر مدارس عمان في تلك الفترة وهي الفترة المتعارف على تسميتها بفترة صدر الأسلام، فمنها مدرسة مسجد الشواذنة في نزوى، ومدرسة الجلندى بن مسعود، ومدرسة آل الرحيل في صحار، ومدرسة الضرح في بهلاء، ومدرستا البشير بن المنذر النزواني، ومحمد بن رواح في نزوى، ومدرسة موسى بن أبي جابر الإزكوي بإزكي.

قاعة رقم (3)

وتحكي هذه القاعة عن التعليم في عمان من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي:
حيث كان الأطفال في هذه الفترة يتلقون تعليمهم الأول في الكتاتيب، وبعد ختم القرآن الكريم يلتحق الطالب بحلقات التعليم في المساجد، التي يعلم فيها علماء كما في نزوى والرستاق خاصة، أو في بهلاء، والمضيبي، والحمراء. ومن أهم المدارس في القرن 17م مدرسة حصن جبرين التي أسسها الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، حيث كانت بمثابة جامعة علمية تدرس علوم القرآن والأدب والتاريخ والفقة والشريعة والحساب والفلك والطب والكيمياء. وتذكر المراجع أن الإمام بلعرب أسس هذه المدرسة بناء على نصيحة وفد من علماء جزيرة جربة التونسية، بعد زيارتهم له.
أما عن المدراس في عهد الإمام أحمد بن سعيد فكان أبرزها مدرسة حبيب بن سالم بن محمد الأمبوسعيدي التي قامت 1944م في حلة العقر بنزوى. ومدرسة مسجد البياضة في الرستاق.

قاعة رقم (4)

وتوضح هذه القاهة عن مدارس عمان من أواخر القرن 19م إلى عام 1970 ودور العمانيين في نشر التعليم في شرق أفريقيا: حتى عام 1970م، لم يكن في عمان سوى ثلاث مدارس حكومية وهي المدارس السعيدية في مسقط، ومطرح، وصلالة.
حيث أنشئت المدرسة السعيدية بصلالة عام 1936م وكانت تتكون من ثلاث قاعات وتدرس القرآن الكريم، ومبادئ التجويد، والدين، واللغة العربية والحساب.
أما المدرسة السعيدية بمسقط أنشئت عام 1940م وهو اول مبنى يشيد خصيصا لايواء مدرسة في مسقط، وإستمر التعليم فيها إلى سنة 1973م.
وبعد ذلك تم إفتتح مبنى المدرسة الحديثة المجاورة في عام 2000.  وفي عام 2014م تم أفتتاح هذا المبنى القديم كمتحف للتعليم بأمر من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

قاعة رقم (5)

تحكي هذه القاعة عن تاريخ المدرسة السعيدية بمسقط:
حيث افتتح مبنى المدرسة السعيدية بمسقط في عام 1940م، وهو أول مبنى يشيد خصيصا لإيواء مدرسة في عمان. وتحتوي هذه القاعة على نفس شكل المقاعد الدراسية التي كانت تستخدم في المدرسة من افتتاحها.
وتحتوي هذه القاعة على معلومات كثيره عن بدايات المدرسة السعيدية والمدراء الذين تعاقبوا على ادارة المدرسة والمعلمون الذين درسوا فيها منذ تاسيسها وحتى عام 1973.

قاعة رقم (6)

وتتحدث عن وثائق ومخطوطات المدرسة السعيدية بمسقط. حيث تحتوي القاعة على الكثير من الوثائق والصور والمراسلات عن المدرسة السعيدية وتحتوي كذلك على نماذج من الكتب التي كانت تدرس فيها.

قاعة رقم (7)

وهي تعرف الزوار عن مرحلة النشر السريع للتعليم (1970- 1975م): حينما اكد جلالة السلطان في مقولته المشهورة في عام :1972 ” المهم هو التعليم حتى تحت ظل الشجر”.
فعندما تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد لم يكن في عمان سوى ثلاث مدارس ابتدائية يؤمها 909 طالبا من الذكور فقط ، ولكن بفضل إهتمام جلالة السلطان قابوس المعظم بالعلم تسارعت وتيرة افتتاح المدارس في عمان وأهتم كذلك بتعلم الفتاه فافتتحت مدرسة الزهراء للبنات في عام 1970 بادارة الفلسطينية انشراح عبد السلام .

قاعة رقم (8)

وتحكي عن الإحصاءات التعليمية خلال الفترة من 1971- 2013 والمدارس الحديثة: حيث تحتوي هذه القاعة على إحصائيات ومقارنة بين عدد المدارس والمعلمين والطلاب في بتسلسل الأعوام الدراسية منذ 1970 الى عام 2013، وكذلك تحتوي على عروض مرئية عن نماذج من المدارس الحديثة.

قاعة رقم (9)

عن تحسين نوعية الخدمات التعليمية: وتقدم عروضا مرئية ومعلومات عن مدارس التعليم الأساسي والتعليم مابعد الأساسي. ومدارس التربية الخاصة وأنواعها مثل مدرسة الأمل للصم ومدرسة التربية الفكرية ومدرسة عمر بن الخطاب للمكفوفين.

قاعة رقم (10)

وتقدم فكرة عن التعليم العالي: حيث لم يكن التعليم العالي متاحا في عمان حتى افتتاح جامعة السلطان قابوس عام 1986م، والتي من بعدها بدأت مؤسسات التعليم العالي الحكومية و الخاصة في الانتشار تدريجيا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*