وجهة نظر | السياحة.. النفط الأبيض

بقلم د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي | هل الأمر بحاجة إلى إعادة إختراع العجلة أم أن هناك معادلة سحرية مطلوبة لبيان أهمية هذه الصناعة لصُنّاع القرار.
فأي صناعة من دون ترويج لن تقدر او تعرف من قبل المتسوقين، لأن  ضعها على الأرفف لن تلفت انتباه الزوار. وهذا ،الترويج السياحي، ينطبق على صناعة السياحة، فبِلا ترويج محلي واقليمي ودولي لن ترى إنجازاتنا السياحية النور ولن نجد من يأتي الينا للاستمتاع والتعرف بمقوماتنا المتعددة. لن أُكرر أمر تم تِكراره مرارا وتكرارا، نحن بحاجة إلى أن تدعم حكومتنا هذا الأمر وبشدة وتمنح الترويج السياحي المرتبة الأولى ضمن أولوياتها الإستراتيجية وألا تضعه في ذيل أولوياتها. إستطاعت دول مثل ماليزيا، تركيا، اسبانيا، وإمارة دبي في كم زمني بسيط أن تستولي على مخْيّلة وعقول الناس من خلال الترويج المحترف لبلدانها. من منا لم ير كيف استطاعت بعض الدول إستقطاب فنانين وإعلاميين وشخصيات عالمية لأجل التعريف السياحي ببلدانها وهو أمر معروف ويمارس عالميا وهناك العديد من الأدلة على ذلك فلا ضيّر من الاستعانة بشخصية فنية معروفه عالميا من دولة ما للترويج لبلادي. ولما لا فكل يوم نرى أحد الممثلين العالميين مروجا للسياحة لدولة مثل تركيا أو إسبانيا وغيرها.
ومؤخرا قام ممثلين مصريين بالشراكة مع وزارة السياحة بمصر بإنتاج بعض الأفلام الترويجية لمصر ولاقت إستحسان العالم رغم أن مصر أرض الآثار والعديد من الحضارات ولكنها قامت بذلك لتعزيز صناعة السياحة لديها. السياحة هي “النفط الأبيض” لكنها ليست بحاجة إلى محطات تكرير أو حقول إستكشاف أو ناقلات لبيعها فكل ساحل وقلعة وقرية وجبل وكهف ونبع وعين مياه  طبيعية هي عنوان للسياحة في عمان. لدينا مقومات حبا الله بها هذه الأرض الطيبة فالتروج لها أمر يعززها ويدفعها لان تكون مصدر دخل مهم. إلى صناعِي القرار إمنحوا الترويج السياحي الأولوية وإلا فلندع الاستراتيجية الوطنية للسياحة جانبا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*