جدة.. معالم تاريخية ومزار سياحي 

مكة المكرمة – حمد بن صالح العلوي | تعد زيارة المملكة العربية السعودية وتحديدا مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة متعة روحانية بجانب انها زيارة للمواقع الدينية.  وتعتبر محافظة جدة والتي تبعد عن مكة المكرمة ما يقارب 72 كيلو مترا مزارا سياحيا مهما، نظرا لمعالمها ومكانتها التاريخية.
المهندس سامي بن صالح نوار رئيس بلدية جدة التاريخية يحدثنا عن مدينة جدة العريقة والقديمة فيقول؛ سكنتها أم البشر حواء بدليل وجود مقبرة باسم أمنا حواء ويحيط بالمنطقة سور وما بقي منه إلا بعض جدره ولقد اختار الخليفة الراشد عثمان بن عفان ميناء جدة سنة 26 هجرية ليكون المدخل الرئيسي للحجيج في ذلك الزمان يسكنوا في بيوتها ثم الانطلاق إلى مكة المكرمة وإلى يومنا هذا ومدينة جدة تحتوي على أكثر من 616 مبنا تاريخيا مصنفا وفي عام 1979م تم تكليف لجنة استشارية لدراسة جدة.
وتابع نوار: بفضل الله تعالى قد أعانني على الكتابة عن هذه المدينة فألفت كتابين بالعربية والأجنبية الأول عن انجازات مدينة جدة، والثاني عن مكتشفاتها ومقتنياتها ولأهمية المنطقة تم إنشاء إدارة خاصة سميت بلدية جدة التاريخية وأيضا في المدينة مكتب للسياحة تابعا للأمانة وهناك تنسيق تام بين الإدارة والمكتب للحفاظ على جدة تاريخيا ومهمتنا ترميم المباني التاريخية وإصلاح وتأهيل وتطوير مسار الحج وهو طريق الحجيج الرئيسي الذي مشى عليه الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه والذي يربط الميناء بباب مكة.
ولمدينة جدة التاريخية أبواب: باب مكة وباب المدينة وباب شريف وباب البنط وباب المغاربة.
ولمنطقة جدة أيضا الكثير من المعالم ومنها العين الغوزية فقد تم إنشاءها لتوفير المياه لأهالي مدينة جدة قبل هجمات البرتغاليين 1516 وقد كانت هناك محاولات لاحتلال مدينة جدة من قبل “ابن فاسكودي جاما” لكنه لم يفلح لأن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما اختار ميناء جدة مدخلا للحجيج وجد أنها أصعب ميناء ولا تزال مقبرة غير المسلمين موجودة، فقد تأسست هذه المقبرة بعد حرب البرتغاليين على جدة: توجد العديد من الخرائط التي تؤكد وجود هذه المقبرة منذ عهد البرتغاليين، إذ إن لها علاقة بحصار البرتغاليين أثناء محاولتهم الاستيلاء على مدينة جدة عام 1520م، وفيها العديد من الأشخاص الذين ماتوا ودفنوا بسبب هذا الحصار.

مشاريع
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماما بالغا بجدة إذ حظيت بمشاريع ضخمة منها تركيب كاميرات 200 ألف متر مربع من الجرانت والبالزلت وقارب المشروع 80%منه ولله الحمد إضافة إلى أعمدة إنارة استبدال وتركيب أكثر من 3 آلاف عامود وتم 40% وعمل مواقف سيارات بالعداد وهناك أيضا مشاريع للنظافة لتكون نظافة مستمرة للمدينة. ولقد رصدت مبالغ خاصة بها حتى تكون المدينة قبلة للزائرين والسياح وجهود متضافرة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
وتم اعتماد منطقة جدة التاريخية في قائمة التراث العمراني العالمي، وذلك بعد موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيلها خلال اجتماع اللجنة التابعة لليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين ونحن نرى أن حماية التراث واجب وأنه بلا شك التراث العمراني لمكة والمدينة مشابه لتراث جدة وأعتقد أن هذا الأمر جاء في وقته وأولت حكومة المملكة اهتماما بالغا وأهمها توسعة الحرمين الشريفين وبعدها تأتي اهتمامنا في التراث العمراني لمدينة جدة.

مساجد تاريخية
في جدة العديد من المساجد التاريخية ومنها مسجد الشافعي ومسجد المعمار ومسجد عكاش ومسجد عثمان بن عفان وغيره الكثير.

 بيت نصيف
ويعد بيت نصيف من البيوت الأثرية في مركز جدة القديمة حي البلد وأهله أهل علم وتجارة وقد سكن فيه الملك سعود بن عبد العزيز 1344هجرية 1924 ميلادي وبني البيت بالحجر والطين والأخشاب وباستطاعة الجمل والخيل الصعود إلى الأعلى وارتفاع البيت أكثر من 30 مترا وهو من أجمل البيوت التقليدية.
وقد زين جدران البيت بصور ولوحات أثرية قديمة أعطت للبيت جمالا ورونقا. وقال عبدالعزيز بن عمر بن محمد نصيف أنشأ البيت قبل 150 سنة والذي أنشأه محمد نصيف متميز بطراز معماري فريد وقد نزل في البيت كثير من العظماء والرؤساء ومن الخلفاء العثمانيين ومن الأشراف الملك عبدالعزيز آل سعود وغيرهم وللبيت .
وجدة كان يحيط بها سور وشارع الملك عبدالعزيز على خدود السور وتحيط في المدينة ثلاثة أبواب باب البنط ناحية البحر وباب شريف ناحية الجنوب وباب مكة ناحية مكة.

جرة البلد
بعد التجوال بين الحواري والأزقة دخلنا مطعم جرة البلد لاحتساء القهوة وأكل ” الفول “المطبوخ على الفحم وتم التقاط عدد من الصور التذكارية الفوتوغرافية مع حفيد الشيخ محمد نصيف.

متحف بيت البنط
حاليا يتم تنفيذ وعمران متحف بيت البنط والمتحف له ثلاثة بوابات على البحر وواجهة بحرية وسمي بباب البنط والبنط كلمة فرعونية معناها الساحل الغربي للبحر الأحمر أو الإفريقي وبلاد الصومال هو متحف زود بشاشات مرئية ليعرض فيه صورا لقصة الحجيج الذين يأتون من أنحاء العالم بكل يسر.