محطة | عمان.. واسطة قارات العالم

‏يوسف بن أحمد البلوشي | الموقع الجغرافي الفريد للسلطنة يتوسط قارات العالم ويشكل أهمية كبيرة للشرق والغرب، فنحن على مسافة تقارب 6 ساعات طيران لأكثر من 60% من سكان العالم.

هذه حقيقة مؤلمة جدا من ناحية عدم قدرتنا على أن نعزز هذا الموقع من حيث جذب العالم خاصة من شركات الطيران لتكون السلطنة قبلة لهم وكمحطة ترانزيت.
أكثر من أربعة عقود ونحن نتغنى بموقع السلطنة بين قارات العالم، ولكن ماذا قدمنا لنعزز هذا الموقع ليكون شريانا حيويا لناقلات العالم ومسافري كل القارات.
لدينا اليوم حوالي 33 شركة طيران تستخدم مطار مسقط الدولي وبين حين وآخر نشهد زيادة في عدد الطائرات ومرات توقف لشركات طيران، ولا ندري لماذا تتوقف خطوط الطيران ونحن في قلب العالم.
ان الجهود التي تقوم اليوم بها الشركة العمانية لإدارة المطارات كبيرة بلا شك، ولكن كما يقال المرحلة الماضية لم تكن مرضية لجعل من موقعنا الاستراتيجي واسطة العالم بناقلاته لاننا لم ندرك بالمعنى الحقيقي أهمية أن تجعل شركات الطيران من مطارنا حلقة وصل بين مطارات العالم في الشرق والغرب.
بينما تستخدم المبنى رقم واحد في مطار دبي الدولي حوالي 63 شركة طيران أي ضعف مطار مسقط الدولي. وحوالي 100 شركة طيران تستخدم مطارات دبي عامة.  وهناك حوالي 45 شركة في مطار أبوظبي الدولي. وحوالي 53 شركة طيران تحط في مطار حمد الدولي بقطر.
هذه الإحصائيات تبين واقع الحال لضعف الأداء في استقطاب شركات الطيران. وبلا شك هناك عوامل عدة قد تكون من ضمنها اننا لم نسوق بلادنا كمحطة هامة لشركات الطيران أو أن أسعار استخدام أرضية المطار أغلى من الدول المجاورة أو أن بلادنا ليس بها حركة مسافرين دوليين كما هو الحال في الدول والمطارات الخليجية المجاورة.
وفي الحقيقة نستغرب من ضعف الجهود في السنوات الماضية في إدارة قطاع المطارات الذي بالإمكان أن يكون مدرا للدخل بجانب قطاعات أخرى لكننا لم نلتفت إلى هذا القطاع بالصورة التي هي عليه في موقع السلطنة الاستراتيجي.
وتتحمل الإدارات السابقة مسؤولية الإخفاق الذي تجاوزتنا من خلاله المطارات المجاورة بأرقام ضعف ما نحن عليه رغم تشابه الموقع الجغرافي بيننا.
ولكن بلا شك نتفق على ان عمان تمتاز بأشياء عدة بموقعها ومقوماتها السياحية التي تجعل منها وجهة سياحية عالمية. لكن للأسف تغافلنا عن جعل عمان مرتكز أساس ووجهة للعالم ومحطة لناقلاته الجوية.

yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*