المتاحف الخاصة.. مغيبة من اهتمامات الحكومة..!

 

 

الحرسوسي: نطالب بأرض لاقامة المتاحف التي وجدت من الخمسينيات

الهاشمي: نريد ان تكون متاحفنا في أجندة الشركات السياحية

الشحي: مستعد لتحويل المتحف الى قلعة دبا

السناني: جهودنا فردية وستتوقف المتاحف برحيل اصحابها

اللواتي: البلدية تفرض علينا رسوم لوحات اعلانية على متاحفنا

 

استطلاع- يوسف بن احمد البلوشي | تلعب المتاحف العامة والخاصة اليوم دورا كبيرا في دعم الحراك السياحي سواء في السلطنة او غيرها من الدول التي باتت تشكل مزارا ووجهة سياحية حيوية للقادمين من السياح من الخارج.
مؤخرا، استضافت لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى عددا من أصحاب المتاحف الخاصة من مختلف محافظات السلطنة بهدف التعرف على أهم المعوقات والصعوبات التي تواجه أصحاب تلك المتاحف وإيجاد السبل الكفيلة لتطوير خدماتها المقدمة للسائح من أجل أن تقدم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

٦٢
وطالب أصحاب المتاحف خلال الاجتماع بأن يتم إدراج متاحفهم ضمن منظومة السياحة العمانية كونها ذات علاقة مباشرة بذلك القطاع بدلا من تبعيتها للتراث والثقافة.
فيما طالب آخرون بتعاون ملموس من مؤسسات القطاع الخاص المهتمة بقطاع السفر والسياحة، وتوجيه أصحاب المكاتب السياحية بوضعها ضمن البرامج السياحية التي
تنظمها تلك المكاتب كنوع من الدعم السياحي لها، إضافة إلى ضرورة تعاون المؤسسات الحكومية معهم عبر إرشاد الوفود الرسمية لزيارة تلك المتاحف والتعرف على مقتنياتها الأثرية النادرة.
كما طالب عدد من أصحاب تلك المتاحف بأن تكون لديهم جمعية خاصة ينضوي تحتها أصحاب المتاحف لتقوم بالتنسيق بينهم وبين المؤسسات الحكومية وتنفذ لهم
البرامج التدريبية والتأهيلية التي يحتاجون اليها.

وأشار محمد بن مسلم هبيس نائب رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى، إلى ان الهدف من اللقاء هو جمع المعلومات والبيانات حول تلك المتاحف في إطار الدراسة التي تقوم بها اللجنة لتنظيم عمل المتاحف الخاصة بالسلطنة وتعزيز دورها، وإعادة النظر في القوانين والتشريعات التي تنظم عملها والاطلاع على الإمكانيات المتاحة لتلك المتاحف.
“وجهات” التقت بعدد من اصحاب تلك المتاحف للتعرف عن قرب على التحديات التي تواجه تلك المتاحف وابرز ما يطالبون به من أجل ان تكون تلك المتاحف جزء لا يتجزأ من منظومة القطاع السياحي الداعمة للحراك السياحي الذي تشهده السلطنة.

٦٤

دعم

يقول سالم بن خالد الحرسوسي من متحف هيما، في الحقيقة كان الاجتماع مثمرا واكدنا على أهمية الدعم لهذه المتاحف سواء دعم مالي او عيني من خلال توفر ارض لانشاء هذه المتاحف حتى تكون مزارا سياحيا للزوار.
واشار الى ان والدي جمع التراث ويحافظ عليه منذ الخمسينيات ولدينا كنوز تراثية لا توجد في كثير من المتاحف لان والدي مهتم جدا بالمحافظة على الموروث العماني. ولكن نحن نعاني من عدم وجود أرض خاصة لانشاء ووضع الكنوز فيها. بالغرفة الموجودة لدينا لم تعد تكفي ما لدينا لذا نطالب وزارة التراث او وزارة السياحة بتوفير قطعة ارض لاقامة متحف سواء نحن نبني الارض او حتى بتبرع من الحكومة.
وقال ان محافظة الوسطى ليس بها متحف رغم ان هناك زوار كثر يزورون المحافظة ورغم ذلك نحن نحاول توفير متحف مختص بالموروثات العمانية سواء في هيما او غيرها من محافظة الوسطى حتى تكون وجهة سياحية للزوار.

معاناة
اما مرتضى اللواتي مدير متحف غالية في مطرح فيؤكد على المعاناة التي يجدها أصحاب المتاحف الخاصة سواء من بلدية مسقط او الجهات الحكومية الأخرى التي لا تعير اهتماما للمتاحف الخاصة.
ويقول؛ نحن في متحف غالية نعاني من فرض الرسوم علينا من قبل بلدية مسقط اذا اردنا وضع لوحة اعلانية على مبنى المتحف حيث تفرض رسوم تصل الى 180 ريالا، فبدل من دعمنا يتم فرض الرسوم علينا مما يحبط اعمالنا وجهودنا في القطاع السياحي في السلطنة. لذلك نحن نتمنى ان تنظر بلدية مسقط الى اهمية التسهيل على هذه المتاحف كونها نحن مهتمون بالثقافة وليس محل تجاري نبيع الأشياء بل نحن نعرف الزوار بحقبة تاريخية من عمان.
وأشار مرتضى الى اهمية ان تعمل وزارة السياحة أيضا على تكثيف البرامج مع هذه المتاحف كونها وقود المستقبل التي تعرف الأجيال بتاريخ عمان، كما اننا لسنا مؤسسة ربحية. وهذه المتاحف مكلفة على اصحابها ولذلك يجب النظر اليها على انها ذات دور مهم وداعم اساس للقطاع السياحي في السلطنة.
وقال؛ يجب ان تكون المتاحف غير متشابهة في معروضاتها حتى يتحقق النجاح والتنوع من اجل اثراء الزوار بتاريخ عمان الكبير.
كما طالب وزارة التراث بإعطاء اهتمام اكبر لهذه المتاحف مؤكدا ان دورها حاليا كبير ولكن نتمنى المزيد حتى ترقى هذه المتاحف الى ادوار اكبر في خدمة السياحة العمانية في المرحلة القادمة.

٦٥

معوقات

من جانبه قال بدر بن سعيد السناني مدير متحف رأس الجنز برأس الحد: ان المتاحف الخاصة تحظى باهتمام واسع في الدول التي تشكل وجهة سياحية نظرا لما تحتويه من كنوز وموروث تاريخي قد لا يوجد حتى عند المتاحف الحكومة، لذلك فان مبادرة مجلس الشورى جاءت في وقتها لالقاء الضوء على التحديات التي تعترض دور المتاحف الخاصة في السلطنة. مشيرا الى ان هناك عدة معوقات تحول دون ان تحظى متاحفنا الخاصة باهتمام كما يجب ان يكون من قبل الحكومة. فرغم ان متاحفنا خاصة واقيمت بجهود فردية نظير حب المواطن لموروثات بلاده، فكان من الاولى ان تعطى اهتماما أكبر لان هذه المتاحف تشكل مزارات سياحية خاصة اذا كان خارج محافظة مسقط لعدم وجود متاحف في المحافظات الأخرى تتبع الحكومة.
ويضيف السناني؛ اننا نطالب الجهات المعنية سواء وزارة السياحة او وزارة التراث والثقافة باعطاء هذه المتاحف اهمية اكبر. خاصة وان الجهود الفردية قد تتوقف يوما ما برحيل أصحاب هذه المتاحف مع عدم اعتناء واهتمام الابناء بها.
مؤكدا ان وجود الكنوز في هذه المتاحف يجعل من الجهات المعنية اعطاء تسهيلات لها من خلال اعفاء من رسوم خدمات الكهرباء والماء واعفاء من الرسوم السنوية مع العمل على تدريب اصحاب هذه المتاحف من خلال اعطاء دورات للعاملين فيها مع تسويقها خلال المشاركة في المعارض.

تطوير

مؤكدا على اهمية تحديد مهام المتاحف الخاصه من خلال إدارة المقتنيات وتطويرها وصيانه القطع الأثرية والمحافظه عليها بالاستعانه بوسائل التقنية الحديثة. والتوثيق والبحث عن المقتنيات عن طريق جمع المعلومات الكافية عنها بواسطة البحث العلمي واستخدام المقتنيات كمواد بحثية من أجل المساهمة في تطوير المعرفة.
كما اكد على أهمية مد جسور التعاون مع المتاحف العالمية والمؤسسات الخارجية عبر القنوات الرسمية بالتنسيق مع الجهات الحكوميه المختصة من خلال تبادل المقتنيات والمعلومات واقامه المعارض المشتركة للتعريف بالمقتنيات الوطنية. مع عرض المقتنيات لاغراض الدراسة والتعليم وتنفيذ الأنشطة الثقافية والتعليمية المتعلقة بموضوع المعرض كندوات وورش العمل وغيرها.
قطعة ارض

ويقول عبدالله بن سالمين الشحي، صاحب متحف في دبا، في الحقيقة لا نرى اي اهتمام من قبل وزارة التراث او السياحة بالمتاحف الخاصة رغم انها جهود ذاتية قام بها اناس يحبون التراث وجمعه ويهتمون بما تزخر به عمان من ارث تاريخي، في وقت نجد اهتماما اكبر من الدول المجاورة الذين يأتون لشراء ما نملكه من كنوز تراثية ويدفعون الشيء الكثير من المال.

ويضيف الشحي، نحن اليوم نطالب بقطعة ارض تحتوي هذا المتحف في دبا حتى يستطيع استقطاب الحركة السياحية ويحافظ على الكنوز التي نملكها في هذه الارض الطيبة تحت ظل قيادة جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه. او تحديد مكان لاقامة موقع للحرفيين تعرض فيه هذه الموروثات، ومتعارف عليه يجمع كل ما لديه موروثات وحرف تقليدية.

مؤكدا ان وجود هذه المجموعة من اصحاب المتاحف الخاصة قد لا توجد غدا برحيل هؤلاء الذين يحافظون على الموروثات الحضارية لعمان لان الجيل الحالي لا يعد يهتم بالمتاحف الخاصة، رغم انها جسر تواصل بين الاجيال الحاضرة والماضية. مشيرا الى انه على استعداد ان ينقل ما في متحفه الى قلعة دبا، حتى توضع هذه الموروثات في القلعة تشجيع السياح على زيارتها بدلا من ان تكون فارغة كما هي اليوم من اية موروثات تاريخية.

الترويج والدعم

اما خلفان الهاشمي صاحب متحف الحصن القديم في الكامل ان طرح هذا الموضوع مهم للغاية في وقت يعاني اصحاب هذه المتاحف من عدم الاهتمام من قبل الحكومة، خاصة وانه لا توجد حتى لوحات ارشادية كافية لهذه المتاحف ترشد السياح والزوار وكم ناشدنا المسؤولين ولكن لم يلتفت الينا احد.

ويقول، كما اننا نأمل ان تضعنا وزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة ضمن حملات الترويج في المعارض والرحلات او حتى حينما يأتي زوار من خارج السلطنة، حتى يتعرفوا على ما يقوم به انسان عمان من اجل الحفاظ على الموروثات والتراث العماني. لذلك نريد توفر قناة سياحية تبث وتروج لهذه المتاحف، كما نأمل ان تقوم وزارة السياحة ووزارة التراث بشراء القطع الاثرية كنوع من الدعم للمتاحف الخاصة. مشيرا الى ان هناك ضعفا في الوعي بأهمية المتاحف الخاصة بسبب تخلي الحكومة عنها وايضا القطاع الخاص، كما انه هناك مصاريف مترتبة على هذه المتاحف شهريا من دون ان تحقق عوائد مالية حيث ان 5 % من المصروفات تذهب على الموظفين والعاملين والكهرباء والماء. بجانب اننا نعاني من عدم توفر حراس لحراسة ما في المتاحف مما يعرضها للسرقة. وكذلك عدم توفر تشريعات او مادة مشجعة وداعمة في لائحة تنظيم المتاحف، كما ان البلديات لا تقوم بدورها في رصف الطرق المؤدية الى المتاحف. كما لا تقوم وزارة التربية والتعليم بدور في تحمل تكاليف الرحلات المدرسية للطلاب، كما لا تعترف وزارة القوى العاملة بالمتاحف الخاصة ولا تقدم لها المأذونيات لجلب عمال نظافة. كما نطالب الشركات السياحية بتسيير رحلات للافواج السياحية الى هذه المتاحف وان تضعها في برنامجها للزيارات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*