أبناء محافظة ظفار: الطيران العماني يغرد خارج السرب

ناشدوا إدارة الشركة بتغيير سياستها التسويقية

صلالة-عبدالله مقيبل | لا يزال الطيران العماني الناقل الوحيد الذي يطير بين مسقط وصلالة؛ مما يسبب احتكارا لهذا الخط طوال السنوات الماضية وحتى اليوم، مع انتظار دخول طيران السلام الذي اعلن عنه والمحتمل ان يدشن رحلاته قبل نهاية العام الجاري.
ومع احتكار الطيران العماني لخط صلالة مسقط؛ يواجه ابناء محافظة ظفار تحديات عدة مع الناقل الوطني وتشكل لهم معاناة شبة يومية بداية من ارتفاع أسعار التذاكر بسن مسقط  صلالة الى جانب عدد قليل من الرحلات التي لا تتجاوز خمس رحلات في غير موسم الخريف إضافة الى ان مواعيد تلك الرحلات لا ترضي المسافرين فإما ان تكون في اول الصباح او اخر اليوم اي وقت المساء. مما يضطر المسافرين الى الانتظار في مسقط في حال ان تكون رحلاتهم دولية.
ويناشد ابناء المحافظة الطيران العماني بتخفيض أسعار التذاكر واعادة جدولة تلك الرحلات وزيادتها مع تسيير رحلات دولية من صلالة الى عواصم اوروبية وشرق آسيا.
“وجهات ” التقت بعدد من أبناء محافظة ظفار خاصة بعد ان اثار حادث وفاة 18 راكبا في حادث سير على طريق عبري مؤخرا، عدة تساؤلات سواء من ضعف النقل بالحافلات او مشكلة الطريق بين مسقط وصلالة الذي يعاني منه الكثيرون وراح منهم عدد كبير جراء الحوادث.

١١

تذليل المعوقات
يقول الشيخ احمد بن مبارك سعيد جحنون الحضري
عضو مجلس الشورى: إن من أساسيات السياحة، عمل كل الجهات ضمن منظومة واحدة لتذليل كل المعوقات للمسافرين وفي حالة ابناء ظفار نرى وللاسف أن الطيران العماني يغرد خارج سرب هذه المنظومة.
لذلك اصبح من الضروري على الطيران العماني ان يعالج سياسته التسويقة نحو محافظة ظفار خصوصا وانه يعتبر الناقل الوطني للعمانيين في ظل الحديث عن قرب دخول منافس محلي اخر (طيران السلام).
ويضيف: لقد أتسعت رقعت عدم الرضا بين المواطنين في المحافظة حتى اصبح هناك شبه اجماع على رفض السياسة المتبعة في أسعار التذاكر المرتفعة وعدد الرحلات التي لا تتناسب وعدد المسافرين.
مؤكدا، أن أبناء المحافظة ليس لديهم ربط بباقي محافظات السلطنة سوى الطريق البري او الطيران فأصبح الموطن مابين طريق بري من حارة واحدة بدون إنارة او الاضطرار لحجز تذاكر بسعر يقارب الرحلات الدولية ولنا ان نتصور كيف لمتوسطي الدخل والدخل المحدود أن يحجز ﻷسرة كاملة الامر الذي يضطر اليه البعض للسفر برا. مشيرا الى انه هنا يبرز لنا جليا كيف لنا أن نؤسس لسياحة جاذبة في ظل أن هذه أسعار التذاكر والاحتكار والتعامل مع الموطنين بمبدأ العرض والطلب في حين ما زال الطيران العماني يسير رحلات مكلفة ومن دون عائد مادي فقط للحفاظ على خط سير للمنافسة المستقبلية في بعض الدول.

١٢

منظومة السياحة
من جانبه يقول المهندس عمار بن مرهون بن احمد المرهون، عضو المجلس البلدي بمحافظة ظفار، ممثل ولاية صلالة: توفر الرحلات الجوية سواء كانت الداخلية او الدولية جزء لايتجزأ من منظومة السياحة والاقتصاد والحياة الاجتماعية العامة والتي تعتبر سلسلة مترابطة ومكملة لبعضها البعض، حيث ان المسافر يأخذ الانطباع الأول عن البلد المضيف من خلال شركات الطيران والمطارات بشكل عام، وذلك لأنها أول وآخر ماتقع عليه عيناه . وهنا يأتي دور شركات الطيران فبداية ينصدم المسافر بعدم وجود مقاعد شاغرة والتي دائما ماتتردد في مكاتب الحجز ناهيك عن ربط الرحلات الدولية والتي غالبا ماتثقل كاهل المسافر بالانتظار لعدم وجود مقاعد في أقرب رحلة .
ويؤكد أن أسعار التذاكر تعتبر مرتفعة رغم انه يتم تعامل مسافري وزائري محافظة ظفار معاملة طيران اقتصادي وعدم توفر وجبة تغذية وجرائد كسائر رحلات الطيران للخارج على الدرجة السياحية. كما انه يلاحظ في الفترة الأخيرة تنافس العديد من شركات الطيران المنافسة والتي أدركت الأهمية النسبية للسلطنة بشكل عام ومحافظة بشكل خاص والتي تلعب دورا محوريا واساسيا في ربط رحلاتها الدولية لما تتمتع به من مقومات يعلمها الجميع.
وقال المرهون؛ اتمنى مراجعة سياسات توفير رحلات إضافية على مدار الساعة وربط رحلات دولية بمحافظة ظفار ومراعاة أسعار التذاكر لما لها من مردود اقتصادي  وتسهيل حركة رجال الأعمال وتشجيع السياحة الداخلية  والخارجية حسب ما تقتضيه المصالح العامة للمواطنين والقاطنين في هذا الجزء من ربوع السلطنة تحت القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة، حفظه الله ورعاه، الذي يولي اهتماما بجميع قطاعات التنمية المحلية.

وجهة دولية
ويشير المرهون الى اننا تابعنا منذ فترة افتتاح مطار صلالة وبعد معاينتنا لما تم انجازه الى هذه اللحظة كنا ننتظر ملامح لتعزيز نمو السلطنة الطبيعي والاقتصادي والحفاظ على مكتسباتها وعائداتها وذلك باعلان مطار صلالة وجهة دولية والعمل على تسويقه بهذا الاطار وباعتباره نقطة جذب ورديف اقتصادي يدخل في اطار العائد الاقتصادي والدخل القومي. ومن هذا المنطلق فإن شركات الطيران المختلفة وبالاخص الطيران العماني مكلف بتنفيذ هذه السياسة العامة والعمل على تتويجها ورفدها بالسياسات الاستراتيجية لتنشيط وتطوير هذا القطاع.

قلة عدد الرحلات
اما عبدالرحمن بن عوض برهام باعمر الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية فيقول: ان اهم التحديات التي تواجهنا كمسافرين من محافظة ظفار عبر الطيران العماني؛ قلة عدد الرحلات، وارتفاع سعر التذاكر، مع وجود الرحلات في أوقات متقاربة متأخرة أو في الصباح الباكر.
مؤكدا انه لا توجد رحلات مباشرة سوى الى دبي وهي غير منتظمة الامر الذي يسبب معوقات لنا.
كما انه لم يقدم الطيران رحلات دولية إلى صلالة رغم وجود رحلات مستأجرة من أوروبا، على سبيل المثال ممكن تسيير رحلة من ميلان إلى صلالة، ودبي- ميلان حيث يتم ربط المجموعات السياحية من كل عواصم أوروبا بشبكة الطيران الاقتصادي إلى ميلان، بدلا من دعم السياحة إلى تايلاند عبر مسقط كما هو الحال.

رحلات لا تكفي
ويؤكد محمد بن أحمد العليان مدير بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار: إن عدد الرحلات التي يقوم بها الطيران العماني لا يكفي للاعداد الكبيرة المسافرة حيث نتمنى من مسؤولي الطيران العماني مراعاة عدد المسافرين الكبير وخاصة وقت الإجازات الرسمية والمناسبات المختلفة.  ونطالبه بزيادة عدد الرحلات إلى 8 رحلات وكذلك اختيار توقيت مناسب للرحلة حيث بعض التواقيت ليست مناسبة للمسافرين، مما يؤكد من الأهمية بمكان ان تتم مراجعة جدولة مواعيد الرحلات الامر الذي يساهم في خدمة المواطن المسافر.

مقاعد محدودة
يضيف: ومن التحديات والصعوبات التي تواجه المسافر من محافظة ظفار إلى مسقط، أولا مشاكل الحجوزات حيث يعاني المسافر من عدم وجود او توفر حجز مثلا في نفس اليوم الذي يريد السفر فيه إلى مسقط. لأن الشخص او المسافر قد تصادفه ظروف مختلفة وخارجه عن إرادته تجبره للسفر في نفس اليوم وبذلك لا يجد مقاعد او مقعد للحجز والسفر عليه إلى مسقط مما ينعكس ذلك على تعطيل او تأخير او تأجيل العمل إلى وقت آخر بسبب عدم وجود حجز. وكذلك في ايام المناسبات المختلفة الأعياد او غيرها من المناسبات والإجازات المختلفة نجد نفس المشكلة تتكرر بعدم وجود حجوزات وخاصة في أوقات الخريف تصعب العودة او الذهاب الى مسقط بسبب الزحمة وعدم توفر بدائل أخرى للسفر او معالجة هذه المشكلة بتوفير طائرات إضافية تسد النقص وتوفر المطلوب لسفر الأشخاص وتجسد احتياجاتهم.
وقال، الكل يجمع على ان أسعار التذاكر مرتفعة، حيث تعادل في بعض الأحيان قيمة تذكرة سفر خارجية على نفس الطيران،  فهذا من المستغرب، أليس خط صلالة مسقط والمواطنين أحق بسعر مخفض التذكرة من سعر خارجي. بينما خط صلالة مسقط يعمل طوال اليوم ب5 رحلات تقريبا ولم تكف وتلبي أعداد المسافرين وبسعر أغلى لرحلة داخلية، خاصة أن الطيران العماني مدعوم من الحكومة.

أبرز التحديات
ويقول مدين احمد عوض: عدم وجود ناقل وطني للرحلة الدولية من المحافظة، إضافة الى ان الشركات الحالية تجبرك بالمرور الى بلدانها مما يسبب تأخيرا في السفر وبعض الأوقات تضطر للمبيت يوم قبل مواصلة الرحلة أو العودة لصلالة. كما انه يوجد قلة في عدد الرحلات الدولية المباشرة من المحافظة.
ويضيف؛ كما ان أسعار الرحلات الداخلية مرتفعة قليلا
ومن وجهة نظري، المواطن ماعنده مشكلة لو استغرقت رحلتة للعاصمة أو العودة أكثر من ساعة ونصف مقابل سعر أقل من الحالي. كما انه من الأهمية وجود سعر بمتناول الجميع يساهم في زيادة المسافرين لقضاء أعمالهم أو الزيارة الاجتماعية أو المشاركة بالمناسبات.

نضج
اما المهندس/ هيثم محسن الشنفري فيقول:
بعد 23 عاماً من إقلاع أولى رحلات الطيران العماني، يمكن القول أن هذه الشركة اصبحت في مرحلة النضج التام منذ تأسيسها، ولا يمكن الاشارة الى انه لا يزال في مرحلة البناء، حيث أن ربع قرن كفيل بإيجاد بنية أساسية متينة لشركات النقل الجوي حسب ما نراه من تطور مذهل ويشار له بالبنان، وهذه المرحلة هي مرحلة تطوير مستمرة وطبيعية، إلا أننا نراه الناقل الوطني الرئيسي والوحيد كمواطنين، ونرغب في أن يكون الواجهة الحقيقية لنا في كل التنقلات الداخلية والخارجية، وهذا لا يتأتى الا برغبة صادقة من القائمين على إدارة الشركة.

تحدي المسافة
يضيف؛ ان المسافة الطويلة عبر السفر البري بين صلالة ومسقط يمكن تصنيفها كأحد ابرز التحديات التي تواجه المسافرين من أبناء المحافظة، حيث أننا نحبذ إختيار السفر جواً لإختصار الوقت والمسافة والإرهاق الذي ينتج عن السفر براً، و بكل تأكيد فالناقل الوطني هو خيارنا الاول والاخير إنتماء و لما لمسناه بالفترات الاخيرة من تطور في عدد وشكل وخدمات الطيران ، إلا أن المحافظة تنتظر من هذا الناقل الوطني الكثير لكونه واجهة دولية ، فعلى سبيل المثال لا توجد رحلات دولية على متن الطيران العماني من مطار صلالة الى دول شرق اسيا أو عواصم دول الخليج العربية أو الأوروبية بإستثناء مدينة دبي، وهذا يجعل من سعر الرحلات الدولية مضاعف لأبناء المحافظة بالنسبة لمن يرغب بالسفر دولياً لانه يتوجب الوقوف في محطة مطار مسقط الدولي مما يسبب زيادة في مدة الرحلة وارهاقها إضافة إلى الكلفة المادية لها ، ويمكن للطيران العماني استخدام مطار صلالة في هذه الحالة لتسيير رحلة اسبوعية على اقل تقدير الى تلك الدول استثناءً وان يكون مطار صلالة هو محطة التوقف لبقية الرحلات القادمة من مطار مسقط او من باقي المطارات بالسلطنة بعدد معين لمختلف الرحلات الدولية، مما سيساهم في تنشيط الحركة لمطار صلالة كنتيجة موازية لخطط رحلات الطيران العماني ويقلل من كلفة سعر التذاكر الدولية لأبناء المحافظة ويعطينا مجالاً للإختيار .
كما انه لا تزال أسعار التذاكر للرحلات الداخلية تشكل عاملاً مؤرقاً للراغبين في السفر على خطوط الناقل الوطني ، حيث انها تعتبر اعلى من أسعار التذاكر الدولية التي يتم شراؤها للسفر الى بعض مدن دول الخليج العربية أو مقاربة لها ، ونعتقد ان وجود رحلات اقتصادية للطيران العماني قد يكون حلاً لهذه الاسعار العالية ، ويعطي المواطن خياراً اخر وان كنا نطالب دوماً بأن تكون الأسعار رمزية لنا كمواطنين لنشعر ونلمس حقيقة الناقل الوطني وندعمه.
ويطالب الشنفري بتكثيف عدد الرحلات الداخلية وتشغيل الرحلات الدولية المباشرة من مطار صلالة ورمزية الأسعار للمواطن هو ابرز التحديات التي نأمل من الناقل الوطني توفيرها لأبناء المحافظة، والتي نرى من خلالها ان هذه الشركة تمثلنا ونفتخر بإنجازاتها ونرغب منها تقديم الأفضل والأميز دوماً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*