بيت الحمراشدي في الرستاق تحفة تراثية ومزار سياحي

يعرف الزوار بالموروثات والأكلات العمانية

الرستاق- طالب المقبالي | بين التاريخ والتراث فواصل هامة يفتخر بها المواطن العماني ويشعر بها وتلازمه فكراً وإحساساً وتربطه بوطنه بعلاقة دائمة وهو يعيش بها وكأنها جزء لا يتجزأ من يوميات حياته.
مما أثار الإعجاب الشديد وشد انتباهنا حينما زرنا المواطن حمد سيف بن حمد الحمراشدي في منزله بولاية الرستاق شعرنا أننا دخلنا متحفاً.
فقد حول هذا الحمراشدي منزله إلى متحف جميل وبتناسق وتنظيم ملفت للنظر ويسر الزائر.
حمد الحمراشدي بذوقه وبذوق أفراد أسرته جعل في كل ركن وزاوية من زوايا منزله شيئا يذكرنا بالماضي وعبقه الجميل، مقتبساً مقتطفات من التراث الجميل، وآخر من السعفيات.
فقد قام ببناء عريش من السعف أمام المنزل بطريقة جميلة جداً تتخلل العريش جوانب تراثية من مقتنيات الماضي.كما قام بزراعة أشجار متنوعة تتناسق زراعتها مع ما هو موجود من مكونات تراثية جميلة.

٩٠٣#

معايشة
بداية سألنا الحمراشدي عن سر اهتمامه بكل ما رأينا فقال لقد: لقد عايشت الحياة ما قبل بداية النهضة المباركة ومارست كل مهارات الحياة الاجتماعية، وعايشت حياة آبائنا وأجدادنا من تفاصيل تلك الحياة.
فقد كانت بداية حياتي متواضعة وبسيطة، فكل ما تراه هنا عايشته في استخداماتنا ولهذا ارتبطت به وأحب الماضي وتراثه حبا عميقا.
ويضيف قائلاً : الأمر الأهم هو أن أنقل مكونات الماضي إلى فكر أبنائي ليبقى حاضرا في أذهانهم ويعيشون به لينقلوه إلى أبنائهم.
ولذلك اخترت أن نجعل نموذجاً من كل مكون أو قطعة أثرية سواءً كانت أواني فخارية أو مقتنيات أخرى تستخدم في الحياة اليومية مع شرح مبسط حول كيفيه استخدامها وفوائدها، ونقطة هامة هو جعل المنزل مميزاً بشيء ترغب النفس في رؤيته وترتاح إليه.
ويصيف: الجانب المهم في هذا، تحويل المكان بالمنزل كجانب تعليمي لنقل الثقافة من جيل إلى جيل آخر، فتربية الأبناء ليست مقتصرة على الأمور العلمية والأشياء الحديثة، وإنما علينا كمربين أن نوصل إليهم المهارات الاجتماعية قديمها وحديثها.

زوار
وسألنا الحمراشدي عما إذا كان له زوار ومهتمين بهذا الجانب، وما هي انطباعاتهم فأجاب قائلاً: نعم فكل من يزورني من الأهل والأقارب، سواء من الرستاق أو من خارجها يعجبون بما يرونه ويشجعوننا عليه.
أضف إلى ذلك الزوار من خارج السلطنة، فشرف لي أن أقص عليك مختصر زيارة ضيف من إحدى الدول الأوروبية كان قد جاء لقضاء وقت للسياحة بالولاية، فوجدته هو وزوجه بالقرب من قلعة الرستاق. فلما رآني جاءني ليسألني عن مواقع السياحة في الرستاق كي أرشده إليها، وبدوري انتهزت الفرصة بهذا اللقاء لأكون مرشداً لضيف قدم من سلوفانيا ليتعرف على ولايتي، فأخذته في جولة حول الولاية وشرحت له ما استطعت.
بعد ذلك دعوته لزيارة منزلي، وقد قضى في المنزل قرابة نصف يوم.
وفي البيت كانت له جولة فيما احتواه المنزل من مكونات تراثية وتقديم شرح مفصل لكل قطعة من محتويات المنزل من مقتنيات الموروث العماني القديم .
وبدورها قامت عائلتي بإعداد عينات ونماذج بكميات قليلة من الوجبات العمانية بشتى أنواعها.
تضمنت الوجبات أكلات تحتوي على البرية المجففة المعروفة بالقاشع، وأخرى بالعوال والأسماك المتنوعة ، إضافة لأنواع الخبز العماني والسيداف وهي نبتة جبلية تستخدم كوجبة متكاملة تضاف إلى الخبز والقاشع.
فقد تضمنت المائدة العديد من أصناف الأكلات العمانية كنماذج قليلة الكمية من كل صنف من الأصناف.

ملابس
فبعد الاستمتاع بالوجبات العمانية شد انتباه الضيوف تلك الملابس العمانية التي نرتديها خاصة ملابس النساء، حيث أعجبوا بالزي العماني وبالدشداشة العمانية، وقد أحضرنا له دشداشة عمانية ومصر وخنجر وألبسناها إياه وأعجب بها كثيراً، كما ألبسنا زوجته ملابس عمانية تحتوي كل الجزئيات التي يتضمنها اللبس العماني، حيث التقطا العديد من الصور التذكارية بهذه الملابس وبكل ركن من أركان المنزل.
وقال لي زيارتي هذه لن أنساها وستكون بمثابة درس لطلابي في الجامعة التي أدرس فيها في سلوفانيا، فالضيف معيد في احدى جامعات سلوفانيا.
بعد ذلك توالت زيارات أخرى للمنزل لزوار من داخل وخارج السلطنة ، وأنا سعيد بذلك وبالتعريف عن مكنونات هذا البلد العريق الذي يزخر بموروث حضاري كبير.
وعن النظرة المستقبلية لمشروعه يقول الحمراشدي: إنني أطمح أن أتعاون وتتعاون معي الجهات المعنية بالسياحة، حيث استطيع إعداد واجبات عمانية للضيف، ومستعد لاستقبالهم وإعطاء نبذة عما نعرفه حول التاريخ والتراث.
الجدير بالذكر أن المواطن حمد الحمراشدي يعمل في وزارة التنمية الاجتماعية وحاصل على ليسانس ادأب وله الكثير من المساهمات الإعلامية والصحافة، كما وله العديد من المحاضرات في الجانب الاجتماعي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*