رأي وجهات | مؤشرات دلالية لنجاح السياحة

إذا كان يقال ان كل الطرق تؤدي إلى روما، فإنه يحق لنا القول ان السياحة مسلك وبوابة كل الخطط للتنويع الاقتصادي في السلطنة، فكل المؤشرات الدلالية تؤكد ان خطة سيرنا في القطاع السياحي تنتهج سيرا حسنا مع تزايد الأرقام في أعداد السياح أو تزايد أعداد الغرف الايوائية في محافظات السلطنة.
فقد أولت وزارة السياحة خطة منهجية تحقق اليوم من خلالها نموا حقيقيا في قطاع السياحة رغم اننا تأخرنا في وضع استراتيجية للسياحة، لكن مع قصر عمر وزارة السياحة التي ولدت في  2004 بعد ان كانت مديرية عامة ملحقة بوزارة التجارة والصناعة لسنوات طويلة،
اصبحنا اليوم نسجل رقما جيدا في أعداد السياح ( 2.5 مليون سائح) رغم ان الطموح كبير مع مقومات السلطنة التي تفوق المردود الحالي، فما تتمتع به بلادنا من أمان بشهادة عالمية انما يعد قليلا ايضا مع المقومات التاريخية والتضاريسية. ومع نمو حركة الطيران الى مطار مسقط الدولي ومطار صلالة حيث وصلنا الى 11 مليون مسافر استخدموا المطارين، يؤكد النجاح وبيئة العمل الممنهجة. ورغم ان الطموح اكبر فإن مواصلة العمل تتطلب الكثير في المرحلة القادمة. ونعلم أيضا ان الشركة العمانية لإدارة المطارات تعمل على أن يكون مطار مسقط ضمن أفضل عشرين مطارا في العالم بحلول 2020. ومع جاهزية مطار صلالة وتسيير رحلات دولية مباشرة وبدء العمل في مبنى مطار المسافرين بالدقم وأيضا هناك مطار صحار ومطار رأس الحد مما يؤكد ان المستقبل السياحي مع اكتمال منظومة المطارات والبنية الأساسية  سيعمل على جعل السلطنة وجهة السائح العالمي بل من بين أهم الوجهات السياحية في العالم.
ان النمو السياحي الذي تحقق في فترة وجيزة البالغ 17 % في حركة السياح و7.1 %في نمو المنشآت، يؤكد قدرة هذه الأرض بتاريخها وانسانها ان تحقق الأفضل خاصة وأن الرهان اليوم على الإنسان العماني الذي يذكره السائح حينما يردد ان العمانيين أصحاب خلق وودودين ويرحبون بك ويقدمون خدمات الضيافة.
إن نجاح السياحة تبدأ بالإنسان الذي يعتبر شريكا أساسيا في نمو القطاع. وإذا ما أردنا أن نحقق تقدما أكبر في الأرقام علينا كمواطنين أن نعي أهمية مشروع ما، بحيث نعمل على التسهيل له وليس الوقوف ضده لانه تنمية السياحة من تنمية المكان الذي يعيش فيه المواطن، فعلينا ان نرحب أكثر بالسياح حتى يعودوا بصدى طيب عن عمان وأهل عمان.
نحن نسجل تفوقا سريعا ونموا حقيقيا يؤكد قدرة هذا القطاع على تحقيق معادلة مع النفط في المساهمة في الناتج الاجمالي. ففي عام 2040 سوف تصل مساهمة السياحة عند 6 % وإذا عملنا على الترويج والتسويق بشكل أكبر سنتعدى هذا الرقم. العالم اليوم يبحث عن الأمان والراحة ومقومات سياحية مبهرة وشبكة طيران سهلة الوصول إلى المقصد. وكل هذه العوامل تتوفر اليوم هنا مع تقدم الطيران العماني في توسيع رحلاته ومحطاته في العالم شرقا وغربا.
ان المؤشرات الرقمية تؤكد إننا في الطريق الصحيح، فقط علينا ان نركز على التسويق العالمي والفاعل لنجني ثمارا أكثر في وقت قصير.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*