فنانون لـ “وجهات”: حان الوقت لإبراز مقومات عمان عبر الدراما المحلية والدولية

استطلاع- يوسف بن أحمد البلوشي | تعمل كثير من البلدان على استغلال كل ما هو متاح من اجل الترويج والتسويق للمقومات التي تتمتع بها البلاد، خاصة اذا كانت تلك المقومات تشكل أهمية كبيرة في جذب أنظار العالم نحو البلاد.
منذ ونحن صغار صنعت الدراما والافلام حينما نشاهدها على شاشات التلفاز او السينما الشيء الكثير في الترويج لمقومات البلد الذي تسجل فيه المشاهد الدرامية او حتى الاكشن.  سعت كثير من البلدان الى جعل الدراما احد ابواب الترويج والتسويق غير المباشر من خلال عرض مقومات سياحية لذلك البلد. تعرفنا على نهر النيل قبل ان نزور مصر وشاهدنا الاهرامات وعرفنا المهندسين وخان الخليلي وغيرها مما دفعنا لزيارة مصر . كما عرفنا عن سوريا واللاذقية ودمشق وحلب من خلال المسلسلات السورية، ومؤخرا دخلت بيوتنا الدراما التركية وانجذبنا واندفعنا لزيارة اسطنبول وازمير ومشاهدة البوسفور ومدن تركية جميلة كانت بواية للعديد لزيارة تركيا. وغيرها من البلدان الاجنبية مثل لندن وبانكوك وامريكا واليونان وباريس.
“وجهات” تستطلع آراء عدد من الفنانين العمانيين حول امكانية استغلال الدراما العمانية في تسويق السياحة وما هي مرئياتهم في استغلال هذا الجانب لدعم السلطنة سياحيا خاصة وان السلطنة بلد سياحي مترامي الأطراف والاجواء به سياحية طوال العالم.

دعم
فيقول الفنان القدير طالب بن محمد البلوشي ، نعم ان للدراما دور كبير في تسويق القطاع السياحي بمقوماته البارزة.
وانه ليس من اليوم، فأمريكا وفرنسا سبقتانا سينمائيا في الترويج للسياحة كما فعلت أيضا مصر ولبنان.
واكد طالب البلوشي قائلا : ان تركيا اليوم تدعم الدراما بشكل كبير مما جعل السياحة في تركيا تنمو بشكل كبير رغم الظروف السياسية،  لكن لعبت الدراما دورا كبيرا في التسويق للسياحة في تركيا.
وأشار إلى أننا في عمان صورنا في الكثير من المواقع التي شاهدنها جميعا، خصوصا مسلسل “اوووه يامال” و”ابن النجار” الكويتيين.
واليوم هناك أفلام هندية تصور في عمان، ولكن للأسف فإن عدم تدخل الحكومة في جعل الدراما جزء مهم في التسويق السياحي فإن الامر سيظل كما هو.
كما أننا صورنا مسلسلات كثيرة ولم نستطع تحقيق نسبة جيدة في تسويقها لأن وزارة السياحة نفسها لا تملك مقومات دعم جيدة لصناعة السياحة. حتى ان بعض دراما فوازير البلدان كان لها دور ولكن تسويق الدراما ضعيف.

جانب توعوي
بينما يقول الكاتب يوسف الحاج، إلى جانب دور الدراما التوعوي والترفيهي فإنها تلعب أيضا دورا كبيرا للترويج السياحي، إذا احسن استغﻻل هذا الجانب من قبل القائمين عليها فبلد كعمان حباها الله بمقومات السياحة الطبيعية ﻻيمكن تظافر جهود الترويج عنها بعيدا عن اﻻعﻻم والدراما ولعل الدراما هي الوسيلة اﻷكثر نجوعا لما لها من أقبال بشقيها: التاريخي واﻻجتماعي وهذا ما ﻻمسناه في تجربة الدراما التركية التي استحوذت في السنوات اﻷخيرة على النسبة اﻻعلى للمشاهدة في الوطن العربي واخترقت كل بيت فرأينا من خﻻلها كيفية توزيع مشاهد العمل واعطاء المشاهد الخارجية مساحة كبيرة ﻷبراز الجانب السياحي من خﻻل كاميرا الدراما التي وجدناها تتنقل عبر اﻻسواق الشعبية والجبال والريف والمدن في سياق الحدث الدرامي محققة اقصى غايات المتعة البصرية عند الجمهور فكان لذلك أثر كبير على السياحة التركية التي اصبحت وجهة مفضلة لكثير من الشعوب العربية.
وتعدى اﻻمر ذلك إلى زيارة المواقع نفسها التي تم تصوير هذه اﻻعمال فيها فتحولت مع الوقت الى مزارات سياحية وهي لعبة تسويقية تقف وراءها استراتيجيات ورؤى مدروسه وليست عشوائية تأتي بمحض الصدف.
ومؤخرا رأينا الدراما الهندية تسير على هذا النهج من خﻻل مايعرض على الشاشات العربية من اعمال مدبلجه.

تسخير مهم
ويشارك في الحوار الكاتب والاعلامي القدير احمد بن درويش الحمداني فيقول ان الاستفادة من المسلسلات في تسويق السياحة العمانية وصياغة المشهد الدرامي يكون من خلال تسخير مواقع التصوير الطبيعية وتوضيفها بما يخدم الدراما في المقام الأول وبالتالي المشهد السياحي.
والاعتماد على البيئة الحقيقية التي لا يتدخل فيها مهندس الديكور إلا فيما ندر وللضرورة. مع العمل على
نقل الحدث الدرامي – على قدر المتاح بعيدا – عن الغرف المغلقة إلى البيئات المفتوحة والتي تحمل جماليات المكان.

تنوع
وأكد الحمداني؛ على أهمية التنوع في رسم سيناريو العمل المتنقل برشاقة بين البيئات المختلفة (سهل وبحر، جبال ورمال، بدو وحضر، القديم والجديد، القديم المتجدد والجديد في صيغة القديم).
بالاضافة الى الاستعانة بالاكسسورات المحلية (التقليدية والمطورة) من ملابس وأدوات الزينة وأشياء أخرى والتي تحمل دلالات المكان والإنسان، مع الإهتمام بنقل لغة الحوار من بيئتها كما هي وبدون تكلف، وعدم الركون إلى اللهجة الموحدة على حساب قدرات وامكانيات الممثلين في إجادتها.

كما أشار الحمداني إلى أهمية الحرص على توضيف الحياة الدرامية من البيئات المتنوعة المتفق عليها على مدار اليوم، بمعنى (من أول الصباح الباكر وصولا للشفق وانتهاء بالغسق).
كما طالب، بالاستفادة من الفنون التقليدية المرتبطة بمنا%