ماليزيا.. رحلة إلى الطبيعة الآسيوية

تقرير-يعقوب بن يوسف البلوشي | ماليزيا.. دولة شيقة ومثيرة تمتد على جزيرتين كبيرتين يفصل بينهما بحر الصين الجنوبي. من الجهة الغربية للبحر تقع شبه الجزيرة الماليزية وفي شرقه تقع بورنيو التي تنقسم بينها وبين إندونيسيا. وقد تأثر تاريخ هذا البلد بالأحداث والتنقلات والهجرات والاحتلالات منذ فجر التاريخ مما تسبب في وجود تنوع ثقافي واسع، حيث ينعكس هذا الغنى الثقافي والحضاري في الطعام والملبس والعمارة والطقوس والعادات الشعبية واليومية، وبالنسبة لأي سائح فإنّ التنقل بين المناطق والثقافات في ماليزيا هو رحلة من العمر، ودرس في التسامح والقدرة على استثمار الاختلافات والتمايز من أجل الثراء البشري ومنفعته.
الغالبية الكبرى من سكان ماليزيا هم من المسلمين، لكن ماليزيا لا تُعتبر بلدًا متشددًا في الشريعة الإسلامية، على مستويات كثيرة. وقد شهدت ماليزيا ثورات تقنية وإعلامية وعلمية في السنوات الأخيرة، وهي تُعد اليوم من أكثر دول شرق آسيا تطورًا.
تنوعاتها الهائلة جعلت منها هدفًا سياحيًا كبيرًا على المستوى الدولي وعلى المستويين العربي والإسلامي. فرواج هذا البلد بين السائحين العرب دفع مؤخرًا باتجاه قوي الحضور العربي على كافة الأصعدة، وهناك مخطط جديد لبناء أول مدينة عربية في ماليزيا قريبًا. بحيث لا يمكن للسائح ان يملّ من الغابات والأحراج والجزر والحياة البحرية، وتتميز ماليزيا بكونها نعمة للسياح باعتبارها دولة رخيصة للتسوق وفيها أكثر من 300 منتج معفية من الضرائب.

مناخ موسمي
مناخ ماليزيا هو مناخ استوائي، وهو حار ورطب على مدار العام. تهطل معظم الأمطار في موسم الريح الموسميّة، حيث تكون الريح الموسميّة الجنوبيّة الغربيّة (بين شهري أبريل وأكتوبر) جافّة نسبيًا، وتكون الريح الموسميّة الشماليّة الشرقيّة (بين شهريْ أكتوبر وفبراير) مُشبعة بالرطوبة، ممّا يؤدي إلى هطول الأمطار الغزيرة في السّاحل الشرقي من شبه جزيرة ماليزيا، والساحل الشرقيّ في كلٍّ من سَرَواك وصباح. وتحدث الفيضانات في بعض أجزاء ولايات السّاحل الشرقي.

الفترة المفضلة للسياحة: مناخ ماليزيا الاستوائي ثابت على طول السنة تقريبًا وهو ليس حارًا جدًا في أي فصل، باستثناء المرتفعات، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 20-30 درجة مئوية بالمعدل طوال السنة. ويستمر موسم الأمطار من سبتمبر إلى ديسمبر، في حين تنتقل الأمطار إلى الساحل الشرقي ابتداءً من أكتوبر حتى فبراير. ويصل موسم الرياح الموسمية ذروته من نوفمبر إلى فبراير.

كوالالمبور
تشكل السياحة في كوالالمبور أحد أهم القطاعات المركزية فيها، ومن ركائز اقتصاد المدينة، من ناحية توفير الدخل والعمل والفرص التجارية. وتحوي كوالالمبور عددًا من الفنادق الكبيرة، إذا يزور المدينة في كل سنة عدة ملايين وصلت إلى ٩ ملايين سائح، لتصبح كوالالمبور المدينة الخامسة في العالم من ناحية عدد الزيارات إليها. وهناك بعض المراكز والوجهات السياحية في كوالالمبور، أهمها: ساحة مرديكا، مجلس البرلمان الماليزي، استانا بودايا، استانا نيجارا، برج كوالالمبور، المتحف الوطني في ماليزيا، السوق المركزي، مسجد جاميك، مسجد نغارا ومسجد الإقليم الفدرالي. كما تحوي كوالالمبور 66 مركزًا للتسوق والأزياء، ويجري تنظيم حدث ضخم للبيع والتسوق في المدينة ثلاث مرات في السنة في أشهر مارس ومايو وديسمبر. أما من الناحية المعمارية فإنّ كوالالمبور تعتبر مزيجًا من التأثيرات الاستعمارية القديمة والتقاليد الآسيوية والإسلامية، حيث شُيد الكثير من المباني أثناء الاستعمار ونهاية القرنين 19 و20، حيث لوئمت غالبية التصميمات لتطبيقها بالموارد المحلية المناسبة للمنا المحلي. ومع ذلك تُعتبر كوالالمبور مدينة صغيرة نسبيا من ناحية المساحة مقارنة بغيرها من العواصم. وتبرز فيها متنزهات طبيعية جميلة جدًا على رأسها حدائق البحيرة بجانب مبنى البرلمان وحديقة كوالالمبور للطيور. كما تبرز كوالالمبور كمركز للثقافة، حيث تضم المتحف الوطني وفيه مجموعة من التحف واللوحات من جميع أنحاء البلاد، وإلى جانبه متحف الفنون الإسلامي

لنكاوي
ليس ما يميز السياحة في لنكاوي، أو ما أكسبها لقب “جوهرة ولاية قدح”، هو تاريخها العريق، أو مساحاتها المدنية ذات الطابع الحضاري المميز ولا ما تعرضه من قمم التطور البشري في العمران أو التكنولوجيا. فإن ذهبتم لماليزيا وبذهنكم مثل هذه التجارب فعليكم بـ كوالالمبور أو المدن الحضرية الأخرى التي تعرض وتشكل ماليزيا الحديثة. وليست لنكاوي حتى من أهم معالم ماليزيا التاريخية، رغم أنه هنالك تاريخ ومعالم تاريخية في ماليزيا تكاد تحكي الأساطير من غرائبيات التاريخ في جنوب شرق آسيا. ورغم كون لنكاوي على مشارف قناة مالاكا والتي تشكل واحدة من أهم القنوات للملاحة العالمية ورغم إرتباط هذه القناة الملاحية ومملكة مالاكا بتاريخ ماليزيا الإسلامي وتطورها الحضاري والإقتصادي إلا أن كل هذا ليس ما يجعل من لنكاوي جهة جذابة للسياحة في ماليزيا.
بل ما يميز لانكاوي ويجعلها وجهة سفر ذات خاصية، فريدة وممتعة، هو قلة الأماكن العالمية التي تستطيع مضاهاتها، هو بالذات خلوها التام من كل هذا الرَهَبِ الحضاري وإمتلاؤها ببدائية الجزر الإستوائية البتولة في جنوب-شرق آسيا على ما يفيض منها من مناظر خلابة لإلتقاء جبالها المكسوة بالخضرة الزيتية للغابات الإستوائية بشواطئها الساحرة بقوس قزح ألوانها الجدًا خاص من الأزرق، والأزرق السماوي، الفيروز والأخضر الليموني. وهذه المناطق تحوي من جمال الطبيعة وروعتها ما يفوق كل حضارة إنسانية. يكفي أن تشهدوا ألوان غروب الشمس وشروقها في مثل هذه الجزر لكي تشعروا برهبة الكون ومعجزة الطبيعة الخلابة. فيبدو أحيانًا أن الغروب والشروق في لانكاوي، عندما يتلون العالم من حولكم بأطياف الألوان الليلكية الباهرة، هما تجربة يمكن الحصول عليها هناك فقط ولا مثيل لها في العالم، ناهيكم عن الشواطئ العذراء والثروة الحيوانية والسمكية المثيرة، وهذا يضاف إلى رغد المأكل والمشرب وراحة الإستجمام الهادئ وحسن الضيافة الماليزية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*