القارب العماني “مسندم” يستعد للمشاركة في أسبوع كيل بألمانيا

مسقط – وجهات  | يستعد القارب العماني “مسندم” للمشاركة في أسبوع كيل للإبحار الشراعي الذي يُقام في مدينة كيل بجمهورية ألمانيا الاتحادية خلال الفترة من 20 إلى 28 يونيو الجاري، كما يعد أضخم مهرجان للإبحار الشراعي على مستوى أوروبا، حيث يستقطب ما يقارب ثلاثة ملايين زائر من مختلف بقاع العالم. تأتي هذه المشاركة ضمن حملة القارب “مسندم” الأوروبية التي تمر بعدد من الدول المستهدفة من وزارة السياحة كفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، حيث يشارك القارب في سباقات شراعية في هذه الدول، وترافقه خيمة سياحية ترويجية لاستقطاب الزائرين وتعريفهم بالسلطنة وتشجيعهم لزيارتها واستكشاف مقوماتها السياحية والاستثمارية.

وعن مشاركة السلطنة في أسبوع كيل، قالت سلمى بنت علي الهاشمية، مدير عام التسويق والفعاليات في مشروع عمان للإبحار: “كانت مشاركتنا في العام الماضي ناجحة بجميع المقاييس، حيث كان القارب العماني “مسندم” محط جذب كبير وخصوصاً بعدما فاز بالسباق الافتتاحي وحطم الرقم القياسي السابق، واستضفنا العديد من زوّار المهرجان على متن القارب لمشاركتهم الفرحة بهذا الإنجاز وتعريفهم بالقارب والإنجازات البحرية العمانية”. وأضافت الهاشمية: “كما كانت الخيمة السياحية التي نظمتها وزارة السياحة نقطة جذب كبير لآلف الزوار وكانت فرصة كبيرة لنا للتعريف بالسلطنة لكافة الشرائح من محبي الإبحار والسياح ورجال الأعمال وصاحبات الأعمال والإعلاميين والفنانين وغيرهم من الذين أبدوا اعجابهم ورغبتهم في الحصول على المزيد من المعلومات. ونحن نتطلع في هذا العام إلى انطلاق الأسبوع والبناء على ما بدأناه في العام الماضي للترويج للسلطنة”.
واكتسب القارب “مسندم” شهرة عالمية ضاربة في فئة القوارب الكبيرة ثلاثية البدن بفضل الإنجازات التي حققها حتى الآن، ومن أهمها تحطيمه لرقمين قياسيين عالميين أولهما كان في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، والثاني كان في الإبحار حول أيرلندا هذا العام، وكان في مقدمة الطاقم المشارك في هذه الإنجازات عدد من البحّارة العمانيين الأبطال كأمثال سامي الشكيلي، وفهد الحسني وياسر الرحبي، ويعتزم الفريق هذا العام أن يحطم رقمه القياسي السابق الذي حققه في السباق الافتتاحي الاستعراضي في أسبوع كيل العام الماضي، والذي تجاوز الرقم السابق بحوالي 20 دقيقة، ولكن مشاركة القارب في هذا العام سترى بعض الوجوه الجديدة من أهمها البحّار العماني الملهم محسن البوسعيدي، أول بحّار عربي يبحر حول العالم من دون توقف، والبحّارة الصاعدة ابتسام السالمية التي تعد من أوائل البحّارات المحترفات في العالم العربي. ويعد هذين البحّارين من نخبة مخرجات البرامج التدريبية في مشروع عمان للإبحار ومن ذوي الإنجازات المشهودة في محافل عديدة داخل السلطنة وخارجها.

وعن مشاركته في هذا الأسبوع قال البوسعيدي: “مشاركتنا على القارب مسندم في هذا الحدث الشراعي الضخم أهمية إعادة إحياء الموروث البحري العماني الي سطره الأجداد منذ القدم، أما مشاركتنا في السباق الافتتاحي لأسبوع كيل فسنبذل فيه قصارى جهدنا لإبراز ما لدينا من كفاءات في رياضة في الإبحار الشراعي”.

ومن ضمن الوجوه الجديدة التي تنضم إلى طاقم مسندم في أسبوع كيل سيشارك كل من بوريس هيرمان، أحد أشهر البحارة المحيطين الألمان، بالإضافة إلى البحّار بيير كاسيراجي، أصغر أبناء أميرة هانوفر في ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا، ولية العهد السابعة لعرش موناكو. وقد شارك كاسيراجي في بطولة العالم لقوارب ميلجس 32 وحقق المركز التاسع، وأبحر مع بوريس هيرمان على متن قارب إيسيميت يوروبا 2 الذي حمل علم الاتحاد الأوروبي، وأحرز المركز الأول في كأس جيراجليا رولكس العام الماضي.

وعن مشاركته مع الطاقم العماني قال بيير كاسيراجي، نائب رئيس نادي اليخوت بإمارة موناكو: “أنا أحب الإبحار وأعشقه، وأتطلع للإبحار على متن القارب العماني مسندم واستكشاف قدرات هذا القارب البديع. وأنا واثق بأنها ستكون تجربة مختلفة عن تجربتي في قارب ماسراتي أو قارب تي بي 51. وأشعر بالفخر للمشاركة في أسبوع كيل لأول مرة وللإبحار إلى جانب أسماء لامعة في سماء الإبحار الشراعي”. كما سيتشرف الفريق بركوب عمدة مدينة كيل اللورد أولف كامفر على متن القارب مسندم لتذوق طعم السرعة في هذا القارب، وكان العمدة قد ركب مع الفريق على متن القارب نفسه في العام الفائت.

ومن بين الوجوه المعهودة ضمن طاقم القارب مسندم يعود الربان الفرنسي سيدني جافنييه إلى تشكيلة الطاقم بعد خوضه لأحد مراحل سباق فولفو المحيطي مع فريق دونج فينج الصيني، وعبّر جافنييه عن سعادته بالعودة للإبحار على متن القارب مسندم وقال: “سعيد بالعودة للقارب مسندم، وأتطلع لخوض السباق الافتتاحي وتوسيع الفارق الزمني في الرقم القياسي الذي حطمناه العام الماضي. لدينا طاقم مقتدر بصحبة محسن البوسعيدي وابتسام السالمية وكل من بوريس هيرمان وبيير كاسيراجي”.

وخارج الماء، تشهد قرية السباق إقامة العديد من الأنشطة التي لا تقل أهمية عن السباقات الشراعية، وفي خضم هذه الأنشطة ستكون وزارة السياحة العمانية حاضرة بقوة من خلال ركنها الترويجي الذي يرافق القارب مسندم في عدد من محطاته القادمة، وسيعمل الركن على جذب أكبر عدد ممكن من زوار الأسبوع الذين يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين زائر، والسعي لتعريفهم بالسلطنة ومقوماتها السياحية. وتدشن وزارة السياحة هذا العام ركن السلطنة بشكل جديد يجسد شكل القلعة التي تعكس الطابع المعماري العماني، وتضم في داخلها أركاناً متنوعة تمثل مناطق مختلفة من السلطنة وتبرز أهم ما يميز تلك المناطق من طبيعة أو ثقافة، كالجبل الأخضر الذي يمثل الطبيعة الجبلية، ورمال وهيبة برمالها الصحراوية الناعمة، وولاية صور وصناعة السفن، ومسقط العاصمة، وصلالة التي اشتهرت منذ القدم ولا زالت تشتهر باللبان، وستكون أركان القلعة حافلة بالمعروضات والأنشطة التراثية والثقافية التي تعكس جمال السلطنة وسحرها. ومن ضمن الأنشطة سيكون هناك ركن خاص بنقش الحناء الذي لاقى إقبالا منقطع النظير في العالم الماضي، بالإضافة إلى أنشطة صناعة الفخار والنسيج. كما ستتضمن القلعة ركناً خاصاً يعرض خلفيات جمالية ساحرة من الطبيعة العمانية ويمكن للزار أن يأخذوا فيها صور السيلفي للذكرى أو لمشاركة التجربة مع أصدقائهم في مختلف وسائل التواصل.

وتعد زيارة القارب العماني مسندم إلى ألمانيا فاتحة لثلاثة أشهر من المشاركات العمانية في المياه الألمانية، فبعد أسبوع كيل ستخوض قوارب عمان للإبحار الممثلة بقاربي الموج مسقط والطيران العماني سباقات الإكستريم 40 في مدينة هامبورج، وبعدها بأيام يبدأ الفريق العماني على متن القارب “سلطنة عمان” المرحلة الثالثة من سباقات جي سي 32 وسيحاول لي ماكميلان والعماني ناصر المعشري إحراز لقبين في سلسلتين من سباقات القوارب الشراعية السريعة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*