“النزل التراثية والنزل الخــضراء وبيوت الضيافة».. نحو شراكة مجتمعية في القطاع السياحي

مسقط-وجهات |تشكل شراكة المجتمع اهمية في استراتيجية وزارة السياحة كون اليد الواحدة لا تصفق، ونظرا لاهمية الدور المجتمعي في رفد القطاع السياحي، بجهود كبيرة وكونه اساس اي عملية تنمية تخطو اليها الحكومة، فكان لا بد من جعل المجتمع الشريك الاساس لاي تنمية سياحية.

ولا تألوا وزارة السياحة في استحداث منتجات سياحية جديدة تعزز من دور القطاع السياحي، ونظرا لتفرد السلطنةبالعناصر المعمارية التاريخية المتميزة والمساحات الخضراء المنتشرة في كافة ربوع البلاد ومراعاة للعديد من الجوانبالتنظيمية ومعايير الجودة والخدمة جاءت فكرة استحداث منتجات ايوائية جديدة لم تكن مدرجة ضمن تصنيف المنشآتالايوائية الحالية، حيث قامت وزارة السياحة في مارس الجاري بتدشين ثلاثة أنواع من منتجات الإيواء السياحي تحتمسمى  (النزل التراثية)، (النزل الخضراء) و (بيوت الضيافة).

ويأتي إطلاق هذه المنتجات الجديدة مواكبا مع ما تشهده صناعة السياحة العالمية من تطور ومنافسة، وتطبيقا لمعاييرالاستدامة في المقومات السياحية والتي ترتكز على عوامل الجذب السياحي بما تمتلكه من مقومات طبيعية وحضاريةوثقافية متميزة.

 0123

نزل تراثية

وبهدف إبراز الجانب المعماري التراثي للسلطنة وما يحتويه من عناصر جمالية وتفاصيل غنية بتاريخ عمان العريق ، ولتوفير فرصة للسائح ليعيش تجربة الانسانالعماني عن قرب ويتعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والصناعات الحرفية في عملية دمج وربط بين السائح والبيئة العمانية الأصيلة، جاءت فكرةطرح منتج سياحي بمسمى النزل التراثية والذي يعتمد على استثمارالبيوت التراثية القديمة التي حافظت على عناصرها وخصائصها وطابعها التراثي في الحاراتوالقرى العمانية القديمة  ، لكي تحكي وتحاكي عبر مكوناتها وعناصرها تفاصيل حياة المجتمع العماني وتسلط الضوء على لمحة من هذا التراث الثقافي والحضاريالثري  .

نزل خضراء

اما المنتج الايوائي السياحي الاخر والذي يتناغم مع اقتصاد ونشاط المجتمع الزراعي فقد اطلق عليه مسمى( النزل الأخضر) وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارةالزراعة والثروة السمكية حيث يهدف هذا المنتج إلى استثمار الأرضي الزراعية للأغراض السياحية دون الاخلال بنظامها الحيوي أو التعرض لغطائها النباتي بل تأملالوزارتان تشجيع المواطنين على الاهتمام والعناية بالمسطحات الخضراء وتطويرها وإعادة إحياء العديد من مظاهر المجتمع الزراعي العماني .

01233

بيوت الضيافة

وتناغما مع احتفاء الانسان العماني بالضيف، وكرم الضيافة الذي عرف عنه ،جاء اطلاق المنتج الثالث تحت مسمى  (بيت الضيافة) والذي يركز على  توفير الإيواءالسياحي في المناطق التي لا تحتوي على منشآت إيوائية سياحية وذلك عن طريق استخدام بعض البيوت كمرافق إيواء سياحي, في تماس  مباشر مع السائح لتقديمالمنتج بجودة وإتقان .

ونظرا لما تواجهه بعض المواقع السياحية من تحديات تتمثل في عدم وجود منشأت فندقية وتردد المستثمرين ، فقد جاءت فكرة بيوت الضيافة ولكن بأعداد محدودةلتراعي الأهداف التي دشن من أجلها هذا المنتج ، وأن تكون الأولوية لمناطق الجذب السياحي المفضلة لدى السياح وذلك مراعاة لمعيار التوازن بين العرض والطلبلضمان نجاح الفكرة ، بالإضافة إلى أن من أهم الشروط الأساسية لمنتج بيت الضيافة هو تخصيص المكان المناسب وتوفير خدمة ذات جودة والالتزام بمعايير النظافةوسلامة النزلاء وسهولة الوصول إلى هذه البيوت وسهولة الحركة داخلها.

ومن المؤمل أن تسهم هذه المنتجات الايوائية الثلاثة  في توفير فرص عمل للشباب العماني الجاد ، وتوفير دخل لاصحاب هذه المشاريع ، بالإضافة إلى مشاركةالمجتمع المحلي في التعريف بالمجتمع العماني وبتفاصيله ومكوناته الثرية من عادات وتقاليد وفنون وغيرها من العناصر التي تمتاز بها كل محافظة عن الأخرى  كماستعمل على تشجيع المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية في مختلف القرى العمانية، والمحافظة على المساحات الخضراء ، وترميم البيوت والمواقع التاريخيةوالتراثية وحفظها من الاندثار ، بالإضافة إلى إدراك أهمية السياحة كمصدر من مصادر الدخل المهمة والمباشرة للمواطن .

ولضمان استخدام هذه المنتجات (النزل التراثية والنزل الخضراء وبيوت الضيافة )الاستخدام الامثل وضمان استدامتها وجودتها فقد كان لابد من ايجاد  آلياتتنظيمية ومعاييرجودة  تضمن تقديم الخدمة بشكل مناسب ومريح للسائح أو النزيل مع الأخذ في الإعتبار الجوانب الاجتماعية والثقافية الاخرى للمجتمع العماني ، ومراعاة عدة اعتبارات أساسية قبل الترخيص لتلك النزل كالحفاظ على البيئة المحيطة ، وأن يعود بالنفع على المجتمع المحلي وكذلك العاملين في هذه البيوت ، إضافةإلى ذلك فقد انتهت الوزارة من صياغة معايير خاصة لتصنيف هذا النوع من المنشآت وذلك بما يتناسب والحركة  السياحية التي تشهدها السلطنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*