وجهــة نظــر | ســوق مطرح.. غياب الصناعة الحرفية..؟  

 

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي | كلما تجولنا في سوق مطرح نجد متعة لا توصف، نتذكر فترات من الزمان كنّا نمرح فيها بين أزقة هذا المعلم السياحي التاريخي، نتذكر عندما كنت أساعد والدي، رحمة الله عليه ، في الاجازات الصيفية من خلال وجوج دكانه في سوق الظلام ، والذي كان يديره بنفسه طوال فترات حياته إضافه الى مجموعة من المحلات.

كان دائما ما يقول، قم بنفسك بإدارة اعمالك، واستعن بالعمالة الوافدة، اذا ما تطلب الامر ذلك، ولكن لا تدع الحبل على الغارب، اشرف على اعمالك حتى ترى ثمارها.

ولكن ما نراه في سوق مطرح (سوق الظلام) حاليا ليس ما تمناه والدي وغيره من الرعيل الأول الذين عاصروا الفترة الماضية للسوق، فالعماله الوافده استولت عليه ولم يتبق إلا الفتات وطغت عليه محلات ما يسمى (بالانتيكات) والتي تديرها عمالة وافدة لاتفقهه شيئا عن تاريخنا العريق وحتى لايشوه تاريخنا امام السياح القادمين من الخارج، ننادي وندعو المسؤولين في الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، بفتح عدة مراكز بيع وتوزيع للصناعات الحرفية العمانية، ويديرها من لدية القدرة على ذلك من أبناء الوطن، من خلال انشاء فرع في كل ميناء، سواء منفذ بري او ميناء بحري او حتى مطار جوي، من أجل ان نحمي تلك الموروثات التاريخية العمانية، بحقوق دولية ويتم تسجيلها رسميا حتى لا يتم تقليدها، وتزييفها وإدخال تحف وأثريات لاتمت لتراثنا بصلة مثلما يحدث الآن .

إن الامر يحتاج إلى تحرك بصفه عاجلة لمواكبة حركة سياح السفن البحرية وان تعذر وجود منافذ بيع، يتم نشر منافذ بيع متحركة على مركبات، تقوم بالتواجد في تلك التجمعات السياحية والدعاية والترويج لها من خلال الشركات السياحية التي تتولى إعداد الحزم والبرامج السياحية للسياح الوافدين الى السلطنة.

كل هذا يمكن ان يساهم في اثراء سوق مطرح من جانب بمنتجات محلية عمانية، ومن جانب تعزيز الصناعة العمانية الحرفية، التي تعمل الحكومة على دعمها وتشجيع العماني على امتهانها، وحتى لا يصبح سوق مطرح والبضاعة التي فيه، مجرد مكان لعرض صناعات غير عمانية، في حين السائح يبحث عن المتنج الحرفي العماني، الذي يغيره فن الصناعة فيه، ويسعى لاقتنائه حتى لو كان غالي الثمن، لكن حينما يأتي الينا السائح يود العودة بمنتج الوطن الذي زاره، وليس المنتج الذي يمكن ان يشتريه من بلده الاصلي الذي يزوره إذا ما اراد ذلك.

ان الدور الاكبر ينصب اليوم على جهود الهيئة العمانية للصناعات الحرفية، بجانب دور بلدية مسقط التي تشرف على السوق، والمعنية بوجود هكذا صناعات بين اروقة السوق التاريخي الذي يعطر المكان مع اول وطأة قدم بروح الماضي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*