محطة | “لا نريد ان نكون مثل دبي”..!

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | حينما تستضيف إمارة دبي معرض اكسبو العالمي في العام 2020، فإن معنى ذلك ان الحدث هو حدث خليجي في المقام الأول بجانب انه في ضيافة دبي.  نحن في السلطنة لا يفصلنا عن دبي سوى كيلو مترات قليلة، وهي نموذج  للنجاح الخليجي والعربي، بل لنقل العالمي في العصر الحديث، من حيث البناء التنموي والانفتاح واحتضان بشر العالم في جزء من الكون.

دبي، رغم حساسية البعض، الذي يقول ” لا نريد ان نكون مثل دبي”، هي نموذج عربي على الاقل للانسان العربي، كيف لا وهي امارة صغيرة مساحة وكبيرة طموحا حققت معجزات الكبار، كيف لا، وهي عنوان عالمي للسياحة، ووجهة السائح العالمي.

دبي، نموذج عربي، علينا ان نفرح بها، لاننا أول من يحج اليها مع نهاية كل أسبوع، فحري بنا ان نسير على ايجابيات دبي، ونتجاوز السلبيات، رغم انها قليلة مقارنة بكثرة منجزاتها، وفي كل تجربة نجاح واخفاق، او ايجابيات وسلبيات، لكن أليس حري بنا ان ندرس تجربة دبي من حيث النجاح، ونترك تجربة سنغافورة التي يتفاخر بها البعض، في حين اننا قد لا نستطيع تطبيق ما حققته سنغافورة او كوريا لاعتبارات عدة بداية من الانسان او البيئة، اذن فالاحرى الاستفادة من نموذج دبي، لانها تتوافق معنا، من حيث الانسان والقرب والبيئة الخليجية والعربية.

اليوم نحن في عالم واحد على الكرة الأرضية، يصعب ان نمنع احدا من زيارتنا، او نقول اننا نريد هذا السائح او ذاك. علينا ان نتقبل الجميع بكل اطيافه وتنوعاته ومزاجه لتحقيق نجاحات سياحية واقتصادية، اما ان نظل محصنين في قلعتنا، فلن نتقدم الى ما وصل اليه العالم، علينا بالانفتاح الذي يحقق لنا دفعات قوية في بناء عمان والارتقاء بها، وعلينا التقليل من فكرة التعمين غير المدروس، او وقف عمليات التعمين لمجرد التعمين، التي لم تحقق النجاح الا في البنوك، خاصة بعد عام 2011، الذي وجدنا ان الكل يريد ان يكون ابن الحكومة المدلل.

لماذا الخوف من نموذج دبي، هل نحن غير قادرين على ان نسرع كما تسارعت التنمية والبناء والتعمير والتحول الالكتروني وسرعة اتخاذ القرار وانجاز المعاملات وبناء مراكز خدمية خارج المؤسسة الام، او ان نعطي الشباب فرصة في تبوأ القيادة، او اننا لا نريد ان نجرب تجربة دبي، لان عدد من الرؤوس ستغادر لانها فشلت في تقديم تجارب ناجحة على غرار دبي. دبي، نجاح حقيقي، حتى الطفل الخليجي يفرح بزيارتها لانها حققت له شيئا يفتقده في وطنه، هذا الطفل الذي ما ان تذكر له دبي حتى يطير فرحا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*