أشجار الأرز في لبنان.. استقطاب للأفواج السياحية

بيروت-العمانية /
لبنان والأرزة توأمان لا ينفصلان، عمرها من عمره، وصمودها أغنى تاريخه، وكبرياؤها الشامخ في الأعالي زاده رفعة وكبرياء بين البلدان المجاورة له ، فأشجار الأرز موجودة في أعالي لبنان وعلى ارتفاع أكثر من 2000 متر .

ويزور السياح شجرة الأرز في الصيف للتمتع بإخضرارها الخلاب وهوائها النقي، وفي الشتاء للتزلج واللعب بالثلج حيث توجد مراكز خاصة للتزلج وتبعد منطقة الأرز عن بيروت حوالي 120 كلم.

شعار وهوية
وشجرة الأرز تتوسط العلم اللبناني، أي هي شعاره وهويته، لأنها شجرة صنوبرية دائمة الاخضرار في الفصول الأربعة، وترمز إلى القداسة والخلود والصمود والعراقة، لذلك توسطت علمه وشعاره منذ الاستقلال.
وتعد شجرة الأرز من أقدم الاشجار في لبنان، وبعضها يعتبر الأقدم في العالم، والأرز اللبناني عرف قديماً في الحضارة الفينيقية كما أنه ذكر أكثر من مرة في التوراة والإنجيل، وتغنى به عدد من الشعراء العالميين مثل الشاعر الفرنسي لامارتين.
وتتميز شجرة الأرز بمقاومتها للأمراض مما جعلها من الأشجار العتيقة والمعمرة حيث يمكن أن تعيش ما يقارب الـ 3000 سنة، والغالبية منها اليوم تصل أعمارها إلى ألف سنة تقريباً .

نظام دفاعي
وللأرز نظام دفاعي ذاتي فريد، فعندما تتعرض لهجوم من الآفات تقوم بإنتاج براعم بديلة عن الأوراق والأغصان المصابة ، كما أن لديها أيضاً طريقة غريبة في النمو، فهي تنمو بشكل مغاير تماماً للشجرة الأم من حيث شكل الأوراق ولونها، وتنمو من خلال البذور الموجودة في مخاريط وتبقى تلك المخاريط معلقة بالشجرة الوليدة عدة سنين قبل أن تنفصل عنها ويتراوح طولها ما بين 30 و45 متراً. وترتفع أشجار الأرز اللبناني نحو السماء حتى علو 40 متراً ، وقطرها يصل إلى 15 مترا وامتداد
أغصانها يصل إلى حدود ال50 مترا، كما تنمو أوراقها باتجاه عمودي ويمكن أن تبقى لسنوات صامدة على أغصانها وهي تزهر في فصل الربيع ولا تعطي ثمارها قبل بلوغ ال40 سنة وأحيانا لمدة أطول، وتبقى الشجرة بشموخ مستمر طيلة أول 50 سنة من عمرها الذي يمكن أن يصل إلى ثلاث آلاف سنة.

ثقافة وتجارة
وقد لعب الأرز دوراً بارزاً في ثقافة الشرق الأدنى القديم ، كما في تجارته وطقوسه الدينية، وقد بدأ استثمار أخشاب الأرز بشكل مكثّف منذ القدم، حيث جال الفينيقيون في العالم ونشروا الحرف، ويعود الفضل الأكبر لهذا الإنجاز لجودة سفنهم التي قاومت الرياح والصعاب وصمدت نتيجة نوعيّة الخشب المصنوعة منه وهو خشب الأرز .
وأدرك المصريون أيضا صلابة هذا النوع من الخشب، فاستقدموا منه كميات إلى منطقة الجيزة وهو المكان الذي بنوا به السراديب، وكان اختيارهم صائباً كون هذه السراديب لا تزال صامدة لليوم وعمرها أكثر من أربعة آلاف سنة .
وخشب شجرة الأرز خشب متين وهو يصلح للنحت عــليه، ويدخل فـــي صناعات خشبية متنوعة إضافة إلى أن رائحته عطرة وزكية . وأكسبت أشجار الأرز لبنان نوعاً من الجاذبية والجمال الفريد والزائر للبنان يزور شجرة الأرز لتمتع بجمال الطبيعة وقدرة الله تعالى .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*