شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت تفتتحان محطة “مرآة” لتوليد البخار بالطاقة الشمسية

 إنجاز أول 4 مجموعات من البيوت الزجاجية         وفقاً لقواعد السلامة والميزانية الموضوعة والجدول الزمني المحدد

مسقط – وجهات |

رعى المهندس سالم بن ناصر العوفي، وكيل وزارة النفط والغاز حفل افتتاح شركة تنمية نفط عمان وشركة جلاس بوينت محطة “مرآة” لتوليد البخار بالطاقة الشمسية. وسيصبح مشروع “مرآة” الذي يقع في حقل أمل النفطي، جنوب منطقة الامتياز، من بين أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم فور إكماله. وقد أنجزت أول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية من المحطة، وفقاً لقواعد السلامة والميزانية الموضوعة والجدول الزمني المحدد مع ضخ البخار المنتج في شبكة حقل أمل. كما شهدت الفعالية الافتتاح الرسمي لمركز الزوار، حيث شارك في الحفل أكثر من 200 ضيف، بمن فيهم ممثلون من القطاعين العام والخاص.

وقال المهندس سالم العوفي: يمثل اليوم نقطة تحول مهمة لعُمان، حيث إنه يعزز مكانتها كرائد إقليمي في مجال تقارب الطاقة، وتوحيد صناعات الطاقة المتجددة والتقليدية. وسيكون لاستخدام الطاقة الشمسية في حقول النفط في عُمان للحد من استهلاك الغاز الطبيعي في هذه الصناعة فائدة اقتصادية كبيرة ومستدامة للسلطنة.
وسيسفر مشروع “مرآة” عن تحقيق قيمة محلية مضافة حقيقية، فضلاً عن إيجاد فرص التوظيف للعمانيين، سيأتي معظمها من تطوير سلسلة التوريد في المستقبل ووفورات الغاز الموجه إلى صناعات أخرى.

وأضاف: إن هذا المشروع – الذي يعتبر من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم – قد ساهم في تطوير المواهب العمانية المحلية في مجال الطاقة المتجددة وأوجد فرص عمل للشركات المحلية. ونحن نتطلع إلى تصدير معرفتنا وخبرتنا إلى بقية العالم، حيث بدأ منتجو النفط والغاز الآخرون يترسمون خطى شركة تنمية نفط عمان في هذا المجال.


ونفذت الأنشطة الإنشائية لمشروع “مرآة” في الموعد المحدد مع تسجيل 1.9 مليون ساعة عمل دون وقوع حادثة مضيعة للوقت منذ بدء المشروع في عام 2015. وشغلت أول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية بنجاح، وأصبحت المنشأة تعمل يومياً على نقل البخار إلى حقل أمل النفطي. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لأول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية أكثر من 100 ميجاواط وستوفر 660 طناً من البخار يومياً، الأمر الذي سيتكلل بتحقيق وفورات كبيرة في الغاز.
وبمجرد اكتمال المحطة، التي تبلغ طاقتها واحد جيجاواط، ستتكون من 36 مجموعة من البيوت الزجاجية مبنية بالتسلسل، مما يتيح لشركة تنمية نفط عمان الاستفادة من البخار الشمسي الآن وزيادة الإنتاج تدريجياً مع مرور الوقت لتلبية الطلب على البخار في حقل أمل النفطي. ويمضي المشروع قُدماً الآن لإنجاز ثماني مجموعات من البيوت الزجاجية في بداية عام 2019.
من جانبه قال راؤول ريستوشي، المدير العام لشركة تنمية نفط عمان: هذا يوم متوج بالفخر والاعتزاز لشركة تنمية نفط عمان وشركائنا جلاس بوينت سولار. فمشروع “مرآة” يوفر حلاً بسيطاً ومبتكراً يتيح لنا تطوير نفطنا الثقيل مع تقليل استهلاك الطاقة وتكاليفها في الوقت ذاته.
وأضاف قائلاً: يمثل مشروع “مرآة” بالنسبة للشركة خطوة مهمة في رحلتها لتصبح شركة طاقة بالكامل وكذلك يضع السلطنة بقوة على خريطة الطاقة المتجددة العالمية مع هذا المشروع الرائد.


وصممت تقنية جلاس بوينت للطاقة الشمسية خصيصاً لتسخير أشعة الشمس في إنتاج البخار اللازم لعمليات الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري؛ بحيث تتكامل هذه العملية بسهولة مع العمليات الراهنة في حقول النفط. ويمكن أن يوجه الغاز الطبيعي الذي ستوفّره هذه العملية للتصدير أو لاستخدامات أخرى ذات قيمة أعلى كتوليد الطاقة أو التطوير الصناعي بما يسهم في المساعدة في تنويع اقتصاد البلاد.
وقال بن بيرمان، الرئيس التنفيذي للعمليات والرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة “جلاس بوينت”: نحن اليوم، جنباً إلى جنب مع شركائنا في شركة تنمية نفط عمان، نبشر بعهد جديد للطاقة المتجددة هنا في السلطنة وفي قطاع النفط والغاز الأوسع. واستطرد: “إن المناخ الحالي لانخفاض أسعار النفط والانتقال إلى مصادر الطاقة الأنظف، يؤكد على العمل المهم الذي حققناه معاً في مشروع “مرآة”. لقد غدت عُمان مركزاً متميزاً لاستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل عمليات حقول النفط والتغلب على تحديات الطاقة الحالية”.
وعلى خلاف ألواح الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء تستخدم جلاس بوينت مرايا ضخمة لتركيز أشعة الشمس بهدف غلي مياه حقول النفط وتحويلها مباشرةً إلى بخار، ليحلّ محلّ البخار المُولّد باستخدام الغاز الطبيعي، ويُستخدم في استخلاص النفط الثقيل. وتعتمد تقنية جلاس بوينت على وضع المرايا وباقي مكونات النظام داخل بيوت زجاجية مغلقة تحميها من الرياح والرمال الشائعة في حقول النفط الصحراوية البعيدة مثل حقل أمل. وتعزز هذه البيوت الزجاجية من كفاءة النظام وتقلل من التكاليف مقارنة بأنظمة الطاقة الشمسية المكشوفة، وذلك بدءاً من تقليل استهلاك المواد عموماً، ووصولاً إلى عمليات الغسيل الآلية.
يذكر أن شراكة جلاس بوينت مع شركة تنمية نفط عمان بدأت منذ أكثر من سبع سنوات عندما تضافرت جهودهما لبناء أول مشروع تجريبي للاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بسعة 7 ميجاواط، فأثبت كفاءة تقنية جلاس بوينت وجدواها من حيث التكلفة، وخرجت الشركتان بالعديد من الدروس المستفادة والتحسينات التي أدخلت على التصاميم في ظل توسّع نطاق التقنية، مع العلم بأنه لم يثبت نجاح أي تكنولوجيا أخرى في عمليات النفط والغاز. وقد أدى سجل شركة جلاس بوينت في عُمان إلى توسعها في أسواق جديدة، بما في ذلك المشروع الذي أعلن عنه مؤخراً مع شركة إيرا إنيرجي لإنتاج النفط والغاز لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في ولاية كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأمريكية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*