مسندم.. طبيعة جغرافية ووجهة سياحية

خصب – العمانية|

تعتبر محافظة مسندم ذات طبيعة جغرافية متنوعة، تجمع
بين الجبال الشاهقة ومياه البحر العميقة وشواطئها الصخرية شكلت على امتداد سواحلها سلسلة من الأخوار المائية الجميلة بمختلف اطوالها واعراضها وتعرج ممراتها وجزرها البحرية بتنوع اشكالها وأحجامها ومواقعها.
واقامت جمعية الصحفيين العمانية “ملتقى المراسل الصحفي الخامس” بمحافظة مسندم وتحديدا في ولاية خصب من الـ 4 وحتى الـ 6 من شهر فبراير الجاري.


وبدأ ملتقى المراسل الصحفي الخامس يوم الاحد الماضي بتجمع أكثر من 70 صحفيًا واعلاميًا من جميع ولايات ومحافظات السلطنة، حيث كانت البداية بأمسية على “شاطئ
بصه” بولاية خصب، وهو شاطئ يقع على مدخل مدينة خصب (شارع خصب بخاء الساحلي) ويعد من المقاصد والوجهات السياحية للولاية والمتنفس لهواة الاستجمام والراحة وهواة الرياضات الشاطئية، وتتم فيه اقامة العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية والترفيهية، حيث عقدت فيه أخيرًا البطولة الدولية النسائية لالتقاط الاوتاد.
وفي اليوم التالي تم تنظيم رحلة بحرية للمشاركين بالملتقى في أحد المراكب التقليدية العمانية، انطلاقاً من مرفأ ميناء الصيد البحري بخصب باتجاه “خور شم” وجزيرة ” التلغراف” مرورًا بالمناطق والقرى البحرية والجزر الممتدة من ميناء خصب وحتى نهاية الخور.
ويعد “خور شم” بما يحتويه من جزر بحرية وقرى متناثرة ومجمعات سمكية من أجمل المقاصد التي يرتاده السياح من مختلف دول العالم وخاصة في أشهر الشتاء معتدلة البرودة، حيث بإمكانهم التخييم ومشاهدة أسماك الدلافين بحركاتها واستعراضاتها البهلوانية، كما يمكن لهواة التجديف والغوص الاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة للشعب المرجانية والكائنات البحرية بأنواعها المختلفة والاسماك متعددة الالوان وتكوينات الكهوف الصخرية تحت الماء، ويبلغ طول امتداد الخور 20 كيلومترًا.

واثناء تجوالك في خور شم تصادفك “جزيرة التلغراف” وهي معلم سياحي تاريخي تشتهر بها محافظة مسندم، حيث تعد بمثابة محطة الوقوف للجولات السياحية بالخور، تحكي للسائح الطبيعة الجيولوجية والتضاريس والتكوينات الطبوغرافية، ويعود أصل اسم الجزيرة كونها شهدت مرور أول خط تلغراف في الشرق الوسط ربط بين البصرة في العراق وبومباي في الهند ومد كابل بحري من الجزيرة الى جوادر عام 1864م، ووجد
بها آثار تشير الى بقايا اطلال تحكي عراقة هذه الجزيرة وبداية ميلاد حركة الاتصالات في المنطقة.
كما توجد في خور شم قرى بحرية ممتدة على طول شواطئ الخور أبرزها قرى ” نظيفي، وقانه، وشم” وبعضها مأهولة بالسكان والبعض يسكنها اصحابها في مواسم معينة
ويكون اغلبها في الاشهر الشتوية ومواسم صيد الأسماك، ويتنقل الاهالي بينها وبين مدينة خصب بواسطة قواربهم وسفنهم التقليدية للعمل والتبضع والزيارات الاسرية وقضاء
حوائجهم، ويمتهن سكان تلك القرى صيد الاسماك بواسطة الشباك.
وفي مساء ذات اليوم تم في قاعة فندق خصب إقامة لقاء للملتقى تحت رعاية السيد خليفة بن المرداس بن أحمد البوسعيدي محافظ مسندم، شمل البرنامج كلمة لـ عوض بن
سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية تحدث فيها عن اهمية عقد الملتقى بمحافظة مسندم وذلك لما تتمتع به المحافظة من أهمية كبيرة في مختلف الجوانب الاستراتيجية والاقتصادية، وعن أهمية تسليط الضوء عليها إعلاميًا وإبراز ما تتمتع به لتكون وجهة عالمية تستقطب الاستثمار وتنميته، كما تطرق في كلمته عن ميثاق الشرف الاعلامي في السلطنة في اطار المبادئ العامة والحقوق والواجبات المهنية.
من جانبه تحدث موسى بن عيسى الريامي مستشار تنمية الموارد البشرية والمكلف بتسيير أعمال مدير إدارة السياحة بمحافظة مسندم في كلمته عن دور العمل الاعلامي في دعم
المشاريع السياحية بالمحافظة، كما أشار إلى بعض الإحصائيات السياحية بالولاية منها عدد من المنشآت الفندقية، حيث تبلغ عدد الفنادق بالمحافظة 9 فنادق تحوي 502 غرفة
فندقية تضم ما يقارب 685 سريرا، وأضاف أن عدد العاملين من العمانيين في تلك الفنادق والشركات السياحية الأخرى يبلغ 357 موظفا حسب اخر إحصائية أجريت أخيرًا، مشيرًا إلى بعض المشاريع المستقبلية المتعلقة بالقطاع السياحي بالمحافظة منها منح موافقات لإقامة 9 منشآت فندقية.


بعدها تم عقد جلسة حوارية بحضور كل من السيد خليفة بن المرداس البوسعيدي محافظ مسندم وعبد السلام بن احمد الكمالي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية خصب وموسى بن عيسى الريامي مستشار تنمية الموارد البشرية والمكلف بتسيير أعمال مدير إدارة السياحة بمحافظة مسندم ورائد بن محمد الشحي رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم والمهندس سالم بن علي الناصري رئيس مكتب تنفيذ
الاستراتيجية الشاملة لمحافظة مسندم.
تم خلال الجلسة الحديث عن الفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات بالمحافظة والتركيز على إقامة المشاريع السياحية وتحديد المناطق والاراضي التي سيتم تخصيصها للاستثمار
السياحي مع عمل مكتب الاستراتيجية الشاملة بالتوازن بين الحركة السياحية والاستثمار في نفس المجال وتبسيط الاجراءات وتسهيل آلية استقطاب السياح للمحافظة.
كما تمت مناقشة تطوير وتعدد وسائل النقل بين محافظة مسندم ومحافظات السلطنة الاخرى مما يعزز ويسهل حرية التنقل والشحن بينهم والعمل بكافة المجالات، ومطالبة الصحفيين والإعلاميين بإبراز الجوانب التي تحتاج إلى الدعم اعلاميًا مساهمة في التنمية الشاملة في محافظة مسندم ومحافظات السلطنة الاخرى.
وفي ختام الجلسة قام السيد بتكريم المؤسسات الداعمة للملتقى والصحفيين والإعلاميين المشاركين.
وفي اليوم الثالث والأخير قام المشاركون بجولة في مدينة خصب للتعرف على معالمها وأبرز ما تحتويه المدينة من منشآت واسواق واحياء وقلاع ومزارع ومرافق وخدمات، كما تمت زيارة جمعية المرأة العمانية بخصب والاطلاع على ما تقوم به من دور لخدمة المرأة العمانية ودعمها في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*