أجنحة |مهرجانات بعائد إستهلاكي

بقلم:حمدان بن علي البادي | تبذل المؤسسات الحكومية والخاصة دوراً ملحوظا في دعم وتنشيط الجانب السياحي بالرغم من محدودية هذه المبادرات والتي غالبا ما تأتي للاستفادة من المزايا والمنافع التسويقية والقليل منها يأتي من باب المسؤولية الاجتماعية بالرغم من الغياب الواضح للاستثمار في مشاريع سياحية مستدامة من هذا الباب وبما تعود بالنفع على المجتمع وأفراده.

وفي كل الأحوال فإن الموسسات الخاصة من الطبيعي أن تذهب خلف مصالحها وما يحقق لها ربحا لكن هل بإمكان هذه الشركات إعادة تقيم محتوى الفعاليات والمشاريع  السياحية التي نسمع عنها هنا وهناك قبل أن تلقي بأموالها في هذه المشاريع في محاولة لتوظيف مبالغ الرعايات بهدف دعم المشاريع السياحية الحقيقية وبصورة تساهم في إنعاش الحركة السياحية واستثمار هذا الدعم ليحقق عائدا على مدخولات السلطنة المالية، والحديث مؤخرا كثر عن التنويع الإقتصادي ونسبة المساهمة التي يجب أن تحققها مختلف القطاعات ومنها القطاع  السياحي أحد المصادر التي يجب أن يُدفع بها إلى الأمام ليشارك هذا القطاع بفاعلية ويحقق دخلا يرفد ميزانية الدولة وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف جميع الجهات والمؤسسات والأفراد.

وحتى لا نذهب بعيدا يمكن الإشارة إلى مهرجان مسقط، الذي يحظى بنسبة مساهمة كبيرة من قبل شركات القطاع الخاص، والمهرجان على وشك أن  يبدأ دورة جديدة هذا الأسبوع وبالإمكان لهذا المهرجان الذي باب بفقد بريقه لدى المجتمع المحلي شيئا فشيئا، أن يستفيد من هذا الدعم وينهض بالمهرجان من جديد ليكون على قائمة المهرجانات التي يشد المسافرين رحالهم إليها وخاصة في هذه الفترة من العام وما تتميز به مسقط من طقس دافىء وجميل.

والحديث أيضا لا يقتصر على مهرجان مسقط فقط إنما يجب أن تتزامن معه مهرجانات التسوق والتنزيلات وأيضاً العروض التي تقدمها الأسواق والمجمعات التجارية ودور السينما والاوبرا والمؤسسات الثقافية ليجد المسافر أكثر من سبب  يشده ليكون هنا في مسقط وعمان بشكل عام، وكذلك  هو الحال بالنسبة لمهرجانات الأبل والمزاينة وسباقاتها والفعاليات المرتبطة بها خاصة انها تحظى بدعم سخي وتنشط خلال هذه الفترة من العام في مختلف محافظات السلطنة، إلا إنها ليست على خارطة السياحة العمانية وحضورها وأن كثر عددهم فهم من ملاكها والمهتمين بها وكذلك هو الحال لسباق الخيول والمعارض وغيرها الكثير من الفعاليات.

نعم قد تكون الجهات المنظمة للحدث مسؤولة عن تسويق أنشطتها أو تعزيز محتوها لاستقطاب الجمهور من الداخل والخارج، لكن في الوقت نفسه على المؤسسات الخاصة أن تطلب ضمن قائمة المزايا وجود تنوع وابتكار في طريقة تقديم الفعاليات  أو أن تكف يدها عن تقديم الدعم حتى لا يسهما في  إيجاد أنشطة ضعيفة، وعليهم أن يعملا سويا لإنجاح الفعالية لتكون ذات محتوى يستقطب الجماهير ويحقق عائدا يستفيد منه الجميع  بعيدا عن كونها أنشطة استهلاكية لا تحقق أي عائد يذكر .

بعد ذلك يأتي دور المؤسسة الحكومية، أي كانت، في مراقبة وتدعيم هذه المهرجانات والأنشطة والفعاليات والعمل على وضعها على خارطة السياحة واستقطاب الجماهير وأن يفتح المجال أمام الأفراد للاسهام والاستثمار والاستفادة بمقابل مادي محدد وفق دراسة معينة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*