زوايا | إجازتي في بلادي عُمان

 

بقلم :د. رجب بن علي العويسي | حاز الهاشتاق الذي أطلقه مغردون عبر التدوين المصغر ” تويتر” والذي حمل عناوين ” إجازتي في بلادي عُمان/ ربوع عمان“، على تفاعل كبير، عكس حميمية الإنسان العماني لبلده، وانسجامه مع بيئاته وتفاعله مع مفرداتها الحضارية والثقافية والتاريخية والطبيعية والبيئية السياحية، لتبني فيه قيم الايجابية والثقة بما يقدمه هذا الوطن الغالي من أجل أبنائه، ولقناعته  بأن الوطن بما يحتويه من مفردات ومناظر جميلة ومتنزهات راقية  ونزل سياحية تراثية وخضراء، وبيئات استثنائية جاذبة  في سهوله وجباله، وشواطئه ووديانه، وأفلاجه وعيونه وبحاره، قادر على بناء مساحات الألفة مع جماليات الطبيعة، ورونق المكان، فوجه نظره واهتمامه وبحثه ومتابعاته وقراءاته لاكتشاف كنوز عمان ورصيدها السياحي المتنوع، وأعطى مؤشرا إيجابيا نحو ما يتميز به المفردة السياحية العمانية من تنوع واتساع وعمق وابتكارية، واقترابه من أذواق واهتمامات المواطن، في بساطتها وخصوصيتها التي تحتضن الأسرة العمانية كما تتناغم مع مجتمع الشباب.

 رصدت شبكات التواصل الاجتماعي جميعها عبر الصفحات الشخصية، حجم الحركة السياحية النشطة التي  شهدتها مختلف محافظات السلطنة في إجازتي العيد الوطني  المجيد والمولد النبوي، وما صاحب هذه الفترة من طقس معتدل في مختلف المحافظات العمانية، وأبرزت في الوقت نفسه الكثير من المطالبات والمقترحات والأفكار بتطوير المناطق السياحية وتزويدها بالخدمات الضرورية والمتطلبات الأساسية التي يحتاجها السائح، كالاستراحات  والمظلات ودورات المياه وتمهيد الطرق لوصول السيارات إليها، بالاضافة إلى توفير احتياطات الأمن والسلامة في تلك المتنزهات السياحية خاصة في المناطق الجبلية أو في الأودية العميقة أو الكهوف. 

ومع الاعتراف بكل الجهود المبذولة من وزارة السياحة؛ فإن جاهزية جميع المؤسسات وتكاتفها واستعدادها المبكر للتعامل مع هذه التظاهرات السياحية، وتشكيل لجان للمتابعة على مستوى المحافظات والولايات وإدارة خطط طوارئ وتوعية السياح في التعامل مع  الأحداث الناتجة عن غرق أو غيره، أو توجيه السياح للممارسات السليمة في التعامل مع البيئات السياحية كنظافة المكان، وتعريفهم بحالة الطريق او وعورة بعض الاماكن الجبلية التي تتواجد فيها المناطق السياحية، أو أدوات الأمن والسلامة التي ينبغي ان ترافقهم في رحلاتهم السياحية ؛ يفرض مسارات أخرى عبر استقراءات أولية وتوقعات بالوجهات السياحية المرغوبة من قبل السياح في تلك الفترة من العام، كالسياحة الرملية والشواطئ والعيون أو البرك المائية، أو النزل الخضراء والحدائق، بالشكل الذي يضمن استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، وبما يتيح إمكانية توفير السلع الغذائية والاستهلاكية، في المحلات والمراكز التجارية والمطاعم والفنادق المحاذية للشارع العام، وإيجاد خدمات متنقلة لسد حالة العجز الحاصل في الخدمات الثابتة، وتوفير المياه في خزانات يتم توزيعها في هذه المناطق بشكل يضمن قدرة السياح على الاستفادة منها.

إننا بحاجة إلى توظيف هذه التوجهات الطموحة، والاستفادة من تفاعلات وحوارات المؤثرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بما يرسم خارطة نجاح قادمة للسياحة الداخلية، ويضعها في ثقافة المواطن وثقته وقناعاته.

Rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*