الأمير سلطان بن سلمان: عمان قامت بجهد ملموس في تأصيل تراثها الجميل مع تطوير المكان والإنسان

مسقط – وجهات | 

عبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن تقديره للسلطنة على استضافة المؤتمر الدولي الثاني للسياحة والثقافة، مؤكدا سموه أن عُمان قامت بجهد ملموس في تأصيل تراث عمان الجميل، بالتزامن مع تنمية وتطوير المكان والانسان.

وقال الامير سلطان بن عبدالعزيز في كلمته التي القاها في افتتاح المؤتمر: أحيي ما يقوم به جلالة السلطان قابوس، حفظه الله، من جهود بدأت منذ أن تولى الحكم سنة 1970م، مشيرا الى اننا نلحظ ونتابع هذا الاهتمام البالغ الذي استمر واستدام عبر السنين في تأصيل تراث عمان الجميل، وفي نفس الوقت تنمية وتطوير المكان والانسان بهذا التزامن الجميل الذي نتج عنه انشاء دولة ومجتمع يعيش تراثه ويعيش حضارته وينتمي بالهدوء العماني المعروف وبثقة الى تراث بلاده ويعيش عالمية هذا البلد كونه عبر التاريخ كان موئلا للاقتصاد وللتداول الحضاري.

وأكد سموه في كلمته أن عناية المملكة العربية السعودية بالسياحة والتراث الحضاري متزامنين هو عناية بالتاريخ والتراث الانساني العالمي كونها مهبط الوحي ومهد الاسلام وموطن الحرمين الشريفين وملتقى الحضارات، وموقع تقاطع عالمي حضاري عبر التاريخ.

لافتا سموه إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، رجل التاريخ والحضارة تشهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية تعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة والتراث كمولد رئيس لفرص العمل، وعامل مهم في تعزيز الهوية والوطنية وارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته.

وأشار الامير سلطان بن سلمان في كلمته إلى اهتمام المملكة بالسياحة والتراث الحضاري  كقطاعين متزامنين، وذلك مع بدء عمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة منذ اكثر من 17 عاما.

وأضاف: نحن في المملكة العربية السعودية بدأنا في هذه الخطة  وهذا التزامن بين السياحة والتراث والثقافة منذ اقرار استراتيجية تنمية السياحة الوطنية في العام 2005 واستمرينا في تعزيز موقفنا من التراث الحضاري في بلادنا وتعزيز امكانياتنا وقدراتنا، ونما ذلك عبر السنين حتى بدأنا في الضخ الأكبر في المشاريع، حيث تشهد المملكة طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية، ما يعكس نظرة واهتمام المملكة للسياحة الوطنية كأحد ثلاثة قطاعات رئيسية لاقتصاد المستقبل المولدة لفرص العمل والتي تفتح المجال للمواطن لأن يعيش وطنه والزائر أن يعيش هذا الوطن الكبير الغني بالامكانات البشرية والتراثية والطبيعية وكل الامكانات التي تجعل من السياحة قطاعا رئيسا على جميع المستويات وصناعة وطنية كبيرة، والأهم أن يكون لها دور رئيس في تنمية اعتزاز المواطن بوطنه وبتاريخه وبحضارة بلاده وأن يشارك فيها العالم، فنحن ننظر لأنفسنا في هذه المنطقة في الجزيرة العربية أننا بلاد لابد أن يكون لها دور مهم وأساس في مستقبل البشرية والعالم.

وأضاف سموه: نحن حقيقة نؤمن بدور السياحة ليس فقط كصناعة اقتصادية ولكن أيضا كصناعة انسانية، وأن الثقافة تمثل المستقبل القادم للسياحة.

ونوه إلى أن المملكة مقبلة على طفرة كبيرة من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي ستسهم في تدفقات سياحية كبيرة وغير مسبوقة، من أبرزها فتح التأشيرات السياحية العام المقبل 2018م، واطلاق مبادرة (السعودية وجهة المسلمين) التي تنطوي تحت مظلتها عدد من المسارات التي تتيح للزائر الذي يأتي الى العمرة أو الترانزيت أن يتنقل في مواقع التاريخ الاسلامي والسيرة النبوية وطرق الهجرة وطرق التجارة القديمة وغيرها من المواقع التاريخية، إضافة الى المشاريع الكبيرة تحت مظلة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة التي تمولها المملكة حاليا بخمسة مليارات ريال وتنطوي تحت مظلتها العديد من المشاريع منها 32 متحف رئيس في مناطق المملكة ومشاريع توسعة في المتاحف القائمة ومشاريع ترميم في المئات من مواقع التراث العمراني إضافة الى مئات الفعاليات الثقافية والتراثية.

واعتبر سموه أن السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية تقوم بدور رئيس في توثيق علاقة المواطن بوطنه وأرضه وتعزيز التعارف الانساني الذي هو أساس للسلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس.

وقال: لم يعد من الكافي اليوم أن تقوم الدول بلاشك مع أهمية ذلك ببناء الجيوش وبناء الأمن من دون أن يكون هناك انتماء للانسان والمكان، ولم يعد هناك من يستطيع اليوم أن يتجاهل التزامن المهم بين التنمية والأمن ولذلك السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية هي صناعة توثق التنمية والأمن للمواطنين، ولكنها أيضا في مستوى في اعتقادي أهم توثق علاقة المواطن بوطنه وأرضه وأن يفتح قلبه لبلاده ولزوارها ويحدث التعارف الانساني الذي هو أساس للسلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس.

 وتناول سمو الامير سلطان بن سلمان، الجهود المبكرة للمملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاهتمام بالسياحة والثقافة كقطاعين متزامنين

وأضاف: قمنا في المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ بداياتها بتأسيس برنامج متكامل للسياحة الثقافية ثم تطور ذلك الى تغيير مسمى الهيئة بإضافة كلمة التراث الوطني، وبإشراك مجموعة من الوزارات في مجلس ادارتها على مستوى وكلاء الوزراء ينتمون الى قطاع الثقافة ، والمملكة أيضا أعلنت العام الماضي في تأسيس هيئة مستقلة للثقافة وبدأت العمل ونسعد بعضويتها في مجلس ادارة الهيئة، كما أن المملكة دعت في الكويت قبل ثلاث سنوات لاجتماع متزامن لوزراء السياحة ووزراء الثقافة وتم ذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بلقاء مشترك بين وزراء السياحة ووزراء الثقافة، وقمنا ايضا في القاهرة في اجتماع وزراء السياحة العرب الاسبوع الماضي بطلب اجتماع مشترك لوزراء السياحة ووزراء الثقافة في الدول العربية والذي سوف يتم قريبا ان شاء الله.

 وأشاد سموه بجهود أمين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي في تطوير السياحة العالمي وربطها بالثقافة والتراث.

وقال:  نحن في المملكة عاصرنا تأسيس وتطور منظمة السياحة العالمية لتكون ضمن منظمة الامم المتحدة ونحن في المملكة أيضا عاصرنا هذا الرجل المميز الذي ينتمي لهذه الأمة العربية وهذه البلاد التي حباها الله سبحانه وتعالى واختارها لتكون مهد الاديان وبلاد الحضارات ويكون لها دور رئيس في تأسيس التاريخ الانساني والحضارات الانسانية التي كما قلنا يجب أن يكون لها دور كبير  في بناء الحضارة الانسانية العالمية، واشار الى ان الدكتور طالب الرفاعي قام بعملية اعادة اعتبار لهذه الصناعة الاقتصادية الكبيرة و أدى وزملاؤه في المنظمة  دور كبير في تطوير السياحة العالمية كمنظومة اقتصادية محترمة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*