فرنسي وأمريكية يتوّجان بلقب بطولة العالم لفورميلا التزلج المظلي 2017

مسقط – وجهات | 

رعى أحمد بن عبد الله الشحي، وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه، مساء امس حفل توزيع الجوائز والختام لبطولة العالم لفورميلا التزلج المظلي 2017م التي نظمتها عُمان للإبحار بالتعاون مع الموج مسقط خلال الفترة من 19 ولغاية 24 نوفمبر واستقطبت 58 من أشهر المتزلجين من 22 دولة. وبعد خمسة أيام من المنافسات ظفر باللقب كلٌ من الفرنسي نيكولا بارلييه في فئة الرجال، والأمريكية دانييلا موروز في فئة النساء.

حضر الحفل كذلك كل من ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، وأحمد المسن، رئيس الشؤون المالية وتقنية المعلومات بالموج مسقط، وماركوس شوينتنر الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للتزلج المظلي، وأعرب ديفيد جراهام عن سعادته باستضافة السلطنة لهذه البطولة وقال: كانت الظروف الجوية هنا في مياه خليج عمان قبال الموج مسقط مثالية للغاية لهذه البطولة، وأشكر المتزلجين المتنافسين الذين أشعلوا مضمار السباق بالمنافسات وأعطوا للبطولة الإثارة التي وعدنا بها.

وأضاف جراهام: بالعمل جنبًا إلى جنب مع وزارة السياحة والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) وعدد من الشركاء مثل الموج مسقط، نتطلع إلى المساهمة في بناء سمعة عالمية للسلطنة كوجهة مفضلة للسياحة الرياضية وسياحة المغامرة، والمساهمة في جهود التنمية الاقتصادية للسلطنة من خلال استضافة مثل هذه البطولات.

من جهة أخرى، أعرب ناصر الشيباني، الرئيس التنفيذي للموج مسقط عن تكامل الرؤية والمشاركة في الأهداف من خلال هذه الفعاليات وقال: نحن مسرورون باستضافة هذه البطولة في الموج مسقط، الوجهة المثالية لنمط الحياة العصرية في سلطنة عُمان، حيث نؤمن بأهمية التوعية بفوائد أسلوب الحياة الصحي والرياضي كأحد أبرز أهدافنا داخل مجتمع الموج مسقط، ولا شك بأن استضافة الفعاليات الرياضية مثل هذه البطولات العالمية لهو امتداد لهذه الجهود.

وعودة إلى مجريات البطولة، فعلى الرغم من المنافسات الحامية التي شهدها اليوم الختامي في سلسلة التتويج، كان فارق النقاط الكبير للفرنسي نيكولا بارليه كافيًا لضمان انتصاره وفوزه باللقب حتى قبل انطلاق السباق الختامي. وقد استحق هذا الفوز بجدارة بعد إحرازه لقب بطل العالم في فئة الكايت فويل من الاتحاد الدولي للتزلج المظلي في إيطاليا الشهر الفائت. أما في فئة النساء، فكانت سيطرة الأمريكية دانييلا موروز البالغة من العمر 16 سنة ثابتة طوال أيام البطولة، وظهرت كأسطورة لا يمكن كسرها، حتى أنها ضمنت فوزها بلقب البطولة حتى قبل نزولها إلى الماء في اليوم الختامي.

وقالت موروز معربة عن سرورها بالنتيجة: كانت بطولة رائعة جدًا، وكانت حافلة بالإثارة والحماس. عندما بدأت البطولة كانت الأنظار كلها مركزة عليّ لكوني حاملة اللقب من العام الفائت، ولكنني استطعت الحفاظ على هدوئي، وركزت على الاستمتاع بكل لحظة من السباقات وعدم التفكير في التوقعات.

أما الفرنسي نيكولا بارليه، فلم يكن طريقه سهلا أبدًا ولذلك كانت علامات الفرحة بادية على وجهه بعد الفوز بجولة التتويج، لا سيما وأن المنافسين كانوا حسب التصنيفات الأصغر والأقوى على مدار العام، وكان بارليه مثار إعجاب منافسيه، وقال بارلييه: كان يومًا رائعًا بحق، وضمنت فوزي بجولة التتويج منذ السباق الثاني، وكان بإمكاني الاسترخاء على الشاطئ لبقية اليوم حتى ينهي الآخرون سباقاتهم، ولكن مستوى المنافسات كان صعبًا وعاليًا جدًا، فالمتسابقون يتزلجون بسرعة أعلى كل يوم، وأنا سعيد بذلك لأن معايير اللعبة تصبح أقوى وأكثر تحديًا.

شهدت البطولة 108 سباقات على مدى الأيام الخمسة وكان كل سباق منها لا يتجاوز ثمان دقائق في مضمار سباق قصير ومثير، حيث نافست فئة الرجال في أول يومين في جولة التصفيات بعد تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. أما اليومين الثالث والرابع فقد تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات هي الذهبية والفضية والبرونزية بناء على نتائج اليومين الأوليين، وفي اليوم الختامي أقيمت جولة التتويج بين أفضل عشرة متسابقين فقط.

شارك في البطولة 58 متزلجًا يمثلون 22 دولة من ست قارّات حول العالم، وكانت الظروف الجوية مواتية جدًا لأكبر قدر من الإثارة على مدى خمسة أيام برياح تراوحت بين 6 إلى 20 عقدة، وأظهر المتزلجون مهاراتهم العالية والسرعة الفائقة التي تصل في بعض الأحيان إلى 40 عقدة.

ولكن الفوز في رياضة التزلج المظلي ليس مرهونًا بالسرعة فقط، فالثبات في الأداء يصبح عاملًا حاسمًا في كثير من الأحيان، واتضح ذلك جليًا في نتيجة البريطاني اوليفر بريدج الذي كان متصدرًا للترتيب العام في أول يومين من البطولة، وكلنه تراجع إلى المركز الثاني في ظل المنافسة الشرسة من الفرنسي نيكولا بارلييه، وظل في المركز الثاني حتى انطلاق جولة التتويج والتي شهدت تراجعه مرة أخرى إلى المركز الثالث.

مع انطلاق جولة التتويج، كان الفارق بينه والمركز الثالث للفرنسي أليكس مازيلا كان ضئيلًا جدًا، وكان السباق الثاني من جولة التتويج علامة كارثية بالنسبة لاوليفر حيث ختمه في المركز الثامن من بين 10 متسابقين، وأصبح في موقف حرج معلقًا بالأمل أن يرتكب الفرنسي أليكس مازيلا أي خطأ جسيم يمكّنه من استرجاع المركز الثاني.

ولكن أليكس مازيلا كان بالمرصاد لاستغلال هذه الفجوة، ولمع نجمه حين تراجعت سرعة الرياح إلى ما بين 6 إلى 7 عقدات، وختم السباق الختامي بفوز نظيف متقدمًا على جميع الخصوم بمن فيهم أوليفر وبارلييه، وضمن لنفسه المركز الثاني في الترتيب العام.

وقال مازيلا مسرورًا بما آلت إليه سباقات اليوم الختامي: كانت سباقات قوية جدًا وصعبة، ولكنني خضت السباقين الأخيرين بنوع من الأريحية لأن مجموع نقاطي في الترتيب العام كان يؤهلني للفوز بالمركز الثاني حتى لو تراجعت بمركزين عن اوليفر في السباقين الأخيرين، ولكنني مع ذلك فزت. تشكيلة السباقات بهذا المضمار القصير صعبة للغاية، لأن الخطأ البسيط فيها يكلفك الكثير، ولذلك فأنا سعيد للغاية بالمركز الثاني.

وفي الفئة النسائية، كان المركز الثاني من نصيب الروسية إلينيا كالينينا التي حملت لقب بطلة العالم سابقًا، ولكن فوزها بالمركز الثاني لم يكن سهلا أبدًا في وجه المنافسة الشرسة من الفرنسية أليكسا فرانسيلي، حيث تمكنت الروسية كالينينا من انتزاع لقب الوصيف بالبطولة بعد فوزها بالمركز الثاني في السباق الختامي في حين جاءت الفرنسية أليكسيا في المركز الرابع، وكلاهما كان يواجه تحديات في ظل ضعف الرياح وانخفاضها إلى 5 عقدات فقط.

وعقب فوزها وختام البطولة قالت كالينينا: كنّا قريبين جدًا من بعضنا البعض في السباق الختامي الذي حسم المنافسة بيننا، وكنًا في الواقع ننافس بنفس الوتيرة من القوة، وكانت كفة الميزان تعتمد على من يرتكب أكبر قدر من الأخطاء. أخطأت مرة واحدة عند الالتفاف ولكنها أخطأت أيضًا. كانت المعركة على المركز الثاني بيني وبين أليكسيا طوال الأيام الخمسة، ورغم صعوبة البطولة إلا إنني استمتعت بها وحصلت على تجربة مثيرة لا يمكن أن أجدها في غير هذه البطولة، وأنا سعيدة بما آلت إليه المجريات.

خسرت أليكسيا فرانسيلي المركز الثاني لصالح الروسية إليمينا كالينينا بعد أن سيطرت عليه حتى اليوم الأخير، ولذلك لم تكن أليكسيا سعيدة جدًا بالنتيجة، ولكنها تعلم في ذات الوقت أنها أصبحت قادرة على منافسة حاملي لقب البطولة، وقالت في ذات السياق: أنا سعيدة وحزينة في ذات الوقت، فأنا سعيدة بالمركز الثالث بعد إلينا كالينينا لأنني أصبحت قريبة جدًا منها الآن، وسعيدة بالتطور في أدائي. سأعود العام المقبل للفوز بالمركز الثاني أو حتى الفوز باللقب، وسأعمل بقوة على صقل مهاراتي في التزلج المظلي في الرياح الخفيفة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*