الملتقى العماني الصيني الأول يؤكد على دور السياحة في تدعيم العلاقات الثنائية

مسقط – العمانية |

أقامت جمعية الصداقة العمانية الصينية أمس الملتقى العماني الصيني الأول تحت رعاية يحيى بن سعيد الجابري رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بحضور الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات وأحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وذلك بنادي الواحات بمسقط.

وشارك في الملتقى الذي نظمته الجمعية ووزارة السياحة والطيران العماني 22 من ممثلي شركات تنظيم الجولات السياحية من مختلف مقاطعات جمهورية الصين الشعبية بالإضافة إلى مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين في إطار زيارتهم الحالية للسلطنة بدعوة من جمعية الصداقة العمانية الصينية، كما شارك في الملتقى عدد من المؤسسات العمانية.

وألقى الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ، كلمة قال فيها إن اللقاء يهدف الى دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية بين السلطنة وجمهورية الصين الصديقة. مؤكدا أن العلاقات العمانية الصينية علاقات راسخة منذ القدم ، وشهدت تطورات ملحوظة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وغيرها من المجالات وازدهرت وترسخت بشكل واســـع في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه،

وأضاف؛ أن العلاقات العمانية الصينية شهدت الكثير من الإنجازات التي خدمت مصالح الشعبين الصديقين وأن العلاقات التاريخية تعود الى أكثر من ١٢٠٠ سنة عندما وصل الملاح العماني المشهور أبو عبيدة عبد الله بن القاسم العماني في عام 750م إلى ميناء (كانتون) في الصين عبر المحيط الهندي انطلاقا من ميناء صحار والمعروف قديما بطريق الحرير.

ولفت السعيدي إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت بشكل كبير في وقتنا الراهن حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بين حكومة السلطنة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على مستوى السفراء في عام ١٩٧٨، لتدخل مرحلة جديدة من التطور الشامل وتحقيق التعاون المشترك .

وقال: إن التبادل التجاري بين البلدين حقق تقدما ملحوظا ليبلغ حجمه في عا 2016م نحو (17.2)مليار دولار أمريكي حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للسلطنة كما حافظت الصين على المركز الأول بين الدول المستوردة للنفط العماني ، وتتركز أغلب الصادرات العمانية إلى الصين في النفط ومشتقاته والتي تبلغ نسبتها تقريباً 97% من إجمالي هذه الصادرات.

وأفاد أن من أهم الاستثمارات بين البلدين مشروع إنشاء المدينة الصينية العمانية بالدقم والذي تم توقيع اتفاقية حق الانتفاع والتطوير بشأنه سيقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي (1170) هكتارا حيث يعد إضافة كبيرة للاستثمارات الحالية بالمنطقة .

وأكد على أن العلاقات السياسية بين البلدين اتخذت منحى مهمًا لتعزيزها يتمثل في التقليد السنوي لاجتماع فريق التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية بالتناوب في عاصمتي البلدين منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي هذا الإطار تطورت لجنة التشاور السياسي بين البلدين إلى لجنة للتعاون الاستراتيجي مبرهنة على التطور الدائم لهذه العلاقات.

وأوضح أنه وحرصً من السلطنة على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدي الصديقين تم تأسيس جمعية الصداقة العمانية الصينية عام ٢٠١٠م لتكون جسرا يربط الشعبين الصديقين لتحقيق المزيد من الازدهار في علاقاتهم الثنائية .. مشيرا إلى أن هذا اللقاء يتزامن مع مرور سبع سنوات على تأسيس الجمعية تمكنت خلالها من تنفيذ العديد من الفعاليات وتبادل الزيارات مع الجانب الصيني مما ساهم بالدفع بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب. معربا عن شكره وتقديره لأعضاء الجمعية وفي مقدمتهم الدكتور عمر بن عبدالمنعم الزواوي الرئيس الفخري للجمعية على دعمه اللامحدود ورعايته لها منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقعًا ملموساً.

وعبر عن قناعته في أن العلاقات العمانية الصينية مرشحة لمزيد من التطور في مختلف المجالات مدفوعة إلى ذلك بالتشابه الكبير في عمق الحضارتين والسما المشتركة بين الشعبين العماني والصيني .. مؤكداً في هذا الشأن حرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، على تواصل العلاقات بين البلدين وتقويتها وتنميتها في مختلف مجالات التعاون .

وألقى السفير يو فولونج السفير الصيني لدى السلطنة كلمة أكد فيها على متانة العلاقات التي تربط السلطنة والصين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. مشيرا إلى الآفاق الواعدة للتعاون بين البلدين في جميع المجالات سيما في مجال السياحة منوها في هذا الصدد بما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية .

كما ألقى السيد عادل بن المرداس البوسعيدي مستشار الشؤون السياحية بوزارة السياحة كلمة الوزارة أبرز فيها حرصها على تسويق السلطنة كوجهة سياحية مستدامة من خلال توظيف ما تزخر به من مقومات سياحية ، مشيرا الى تركيز الوزارة على جذب السياح من الأسواق الواعدة ومن بينها الصين ، منوها في هذا الصدد بدور جمعية الصداقة العمانية الصينية في تعريف الشركات الصينية بما تزخر به السلطنة من عناصر الجذب السياحي .

وألقى إيهاب سوريال نائب رئيس أول للمبيعات الدولية بالطيران العماني كلمة أكد فيها على اهتمام الطيران العماني بكل ما من شأنه تعزيز السياحة في السلطنة وجذب السياح إليها .. وقال إن من الخطوات التي تقوم بها الشركة في هذا الجانب افتتاح خطوط جديدة لتسهيل وصول السياح ، مشيرا في هذا الإطار إلى افتتاح الشركة مؤخرا خطًا جديدًا مباشرًا بين مسقط وجوانزو في الصين والذي من المأمول ان يقوم بدور مهم في الترويج والتدفق السياحي بين السلطنة والصين .

تم خلال اللقاء تقديم عرض لطلاب من السلطنة والصين ، وعرض مرئي لإنجازات جمعية الصداقة العمانية الصينية واطلاق الموقع الالكتروني للجمعية في حلته الجديدة . يذكر أن جمعية الصداقة العمانية الصينية استضافت هذا الاسبوع وفد ممثلي شركات السياحة الصينية، حيث تم إعداد برنامج حافل له شمل زيارة العديد من المعالم السياحيةوالحضارية من خلال جولات سياحية في بعض ربوع السلطنة، وكذلك زيارة بعض المؤسسات الحكومية والخاصة وتنظيم لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد ونظرائهم العمانيين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*