بائعات البخور واللبان في صلالة: صناعاتنا “تبخر” منازل سياح العالم

يطالبن عبر “وجهات” بالحفاظ على الصناعات التراثية وسوق الحافة 
***
أم مازن عمّرت منزلا لأسرتها من صناعة البخور واللبان
 ***
تخوف البائعات من إغلاق سوق الحافة ويطالبن المسؤولين بالوقوف معهن
 ***
زيادة البيع في موسم خريف صلالة بفضل الحركة السياحية
***
العمالة الوفدة تنافس النساء العمانيات في صناعة البخور وبيع اللبان
***
صلالة – أمل بنت فايز السليمية |
حظيت المرأة العمانية في ظل العهد الزاهر للنهضة المباركة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه ، بالاهتمام والرعاية وأصبحت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل . وكان للمرأة العمانية دور بارز في خدمة الوطن في مختلف المجالات فساهمت بكل جهودها للوصول الى أهدافها فتعلمت للنهوض بالوطن ورفع رأيته بين الامم.
وامتهنت عدد من النساء الحرف التقليدية كهواية وحرفة من أجل تطويرها والبقاء على موروث الاجداد على مر العصور . كما إنها وجه حضاري للبلاد حينما يأتي السياح الى السوق للتبضع ويجد هؤلاء النساء يقفن شامخات في محلات بيع اللبان والبخور.
“وجهات” التقت عددا من النساء العاملات في سوق الحافة في صلالة، ايمانا بدور المرأة في صناعة اللبان والبخور والحرف التقليدية كعمل لهن ودخل في نفس الوقت  وهن يعملن بجهد للحفاظ على حرفة تكاد تندثر وكذلك يعملن للحفاظ على صناعة وطنية من الضياع خاصة وان العمالة الوافدة باتت تنافس المرأة العمانية فيها .
والتقت “وجهات” في السوق بعدد من نساء المنطقة اللاتي يعملن في مهنة صناعة اللبان والبخور لمختلف الإعمار ومختلف المناطق في ظفار منهن من تجاوزت 30 عاما في هذا المجال، والبعض الاخر بين 14 عاما و17 عاما، واللاتي طالبن بإبقاء سوق الحافة كرمز لبيع صناعة اللبان والبخور.
اعتزاز بالصناعة
بداية قالت المواطنة “أم  بدر” وهي من سكان الدهاريز، أنها تعمل منذ 15 عاما في صناعة البخور واللبان.  وتضيف: أجبرتني ظروفي على العمل وفِي نفس الوقت احببت المهنة من أجل توفير دخل لي ولاسرتي، والحمد لله الدخل جيد وهي حرفة تراثية وتشكل صناعة من الصناعات التي نعتز بها في بلادنا.
كما التقينا بالمواطنة “أم مازن”، وهي من سكان صلالة، وتعمل  في هذا المجال منذ 17 عاما تقريبا، وتقول:  في البداية كان الأمر صعبا لكن مع الاستمرار والعمل وتعاون ممن لهم خبرة في هذا العمل في السوق، واصلت العمل لأننا في الحقيقة هذا السوق الذي ساهم في لقمة عيشنا ونشكر جلالة السلطان ، حفظه الله ورعاه، الذي جعل هذا السوق التراثي لاحياء تراث عمان على مر الزمان ، وتضيف: الحمد لله دخلنا ممتاز من خلال هذه المهنة فقد بنيت منزلا خاصا لاسرتي، وكونت نفسي بنفسي، كما ان الدخل من البيع يغطي ايجار المحل، لان المحل مستأجر وليس ملكا لي. وتقول: يعتبر موسم الخريف الأكثر ربحا من البيع لان هناك حركة سياحية تشهدها المحافظة ونحن نستعد له منذ فترة استعدادا لهذا الموسم.
30 عاما
بعد ذلك التقينا مع المواطنة غنية رمضان مجزح،  حيث قالت: اعمل منذ سنة تقريبا في هذا المجال والمحل لوالدتي وهي تعمل منذ اكثر من 30 عاما تقريبا، وقد بدأت معها منذ فترة قريبة حيث أساعدها  في المساء.
وتضيف غنية: الدخل بالنسبة للوالدة جيد الحمدلله ، وانا اشجع الفتيات على العمل في هذه المهنة لانها تراث حضاري لأهل ظفار منذ زمن طويل .
كما توجهنا الى المواطنة سناء المرجان وهي تعمل  في صناعة اللبان والبخور منذ 9 سنوات، واحبت المهنة كهواية. وتضيف: الدخل ممتاز وأكثر الدخل في موسم الخريف لان السياح يأتون من مختلف دول العالم وفِي هذا الوقت يكون السوق مكتضا  بالزوار ويسألون عن أفضل أنواع البخور واللبان. وتقول: اشجع الفتاة العمانية للعمل في هذا المجال للمحافظة على مثل هذه الصناعات التي تعتبر تراث حضاري في الوطن وهو رمز لنا نحن أهالي المنطقة وحق على المواطن العُماني ان يفخر بالتراث الذي لدينا في عمان .
امتلاك محل 
وتقول أم عبدالله، وهي تعمل في هذا المجال منذ 20 سنة: إنني احببت العمل في هذا المجال وايضاً ظروفي هي التي جعلتني اعمل بهذه المهنة، وفي بداياتي لم أكن غير مجرد بائعة في محل ليس لي وبعد الاستمرار في العمل عملت على نفسي جاهدة ان أضع هدفا ليكون معي محل والحمدلله الان لدي محل خاص بي. وتضيف: ان الدخل الذي أحصله من هذه الصناعة جيد، خاصة في موسم الخريف. اما عن تشجيع الفتيات فتقول: انا أشجع زميلاتي الفتيات للعمل في هذه الحرفة لانها حرفة منها مكسب كبير وأفضل ان تعمل المواطنة او المواطن بدلا عن الوافدين الذين صاروا ينافسون في هذه الحرف ببضاعة مغشوشة للاسف وهذه حرفتنا علينا ان نواصل العمل فيها.
مصدر دخل
وبعدها التقينا المواطنة، هدية فرج بيت سليم، وهي من سكان ولاية طاقة وتعمل في هذا المجال منذ 14 عاما وقد احبت المهنة وهي مصدر دخل لها وأنها أخذت الحرفة عن اَهله.
وتقول:  الحمدلله دخلي من هذه الصناعة جيد  وايجار المحل ايضا مناسب لي، خاصة وان ظروف الحياة تجبر الانسان للعمل والصبر، لكن بالنسبة لي هذي حرفة وطنية ومن اجل الوطن نعمل للحفاظ عليها خاصة وأنها مصدر دخل في موسم الخريف  بالنسبة لنا.
وتقول: أشجّع الفتيات على العمل في هذا المجال لحفظ تراث الوطن من أيدي الوافدين .
وعن الصعوبات التي تواجه المرأة في سوق الحصن تقول: أبرز الصعوبات استغلال الوافدين للحرفة والمتاجرة بالاسعار والغش في صناعتها وبيعها للزائر. وهذا يضر بسمعة سوق الحافة وسمعة العاملات به، وهذه المهنة لابناء الوطن وليست للوافدين ، وبسبب وجود الوافد في هذا المجال لم يتح الفرصة لبعض النساء في الدخول في هذا المجال وأصبح الوافد يمتهن هذه المهنة وينافس المواطنة عليها في صناعة وبيع جميع انواع الحرف لهذه المهن العريقة ، كذلك فإننا خائفين من غلق سوق الحافة حيث لو تم غلقه فأين سيكون مصير هؤلاء  النساء اللآتي يبعن في سوق الحافة . حيث ان هؤلاء النساء حريصات كل الحرص ببقاء السوق كما هو عليه، فهو فخر لكل عماني وهو مقصد لكل سائح يأتي الى محافظة ظفار . كما أنه متنفس لكل مواطن وسائح في هذه المحافظه العريقه. وعليه نناشد المسؤولين بالوقوف معنا ضد العمالة الوافدة التي تنافسنا في هذه المهنة وكذلك توفير أماكن مخصصة للنساء والحرفيات العمانيات حتى يستطعن العمل بحرية ليظل سوق الحافة مقصدا لكل زائر الى هذه المحافظة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*