رؤية | السياحة ثقافة   

بقلم: مديحة السليمانية | على مر العصور حملت الثقافة مفتاح المعرفة وفتحت آفاقا للطامحين ومن دون شك كانت الدافع الحقيقي للسفر والترحال شرقا وغربا.

وعلى امتداد خريطة العالم من الادريسي وابن بطوطة وأقدم من ذلك وأكثر لتكون السياحة والثقافة صنوان لا ينفصلان.
على مسرح دار الاوبرا السلطانية مسقط كانت الرسالة والهدف لانشاء الدار لامتزاج الثقافات وجعل السلطنة قِبلة جديدة معمارية وثقافية للشعوب .
وفي موسمها السابع حيث تتوالى النجاحات لدار الاوبرا السلطانية مسقط كأول دار أوبرا في منطقة الخليج تثبت إدارة الدار على حسن انتقائها للعروض مع تنوع الطرح وجودة المعروض لتحقق المعادلة الاصعب في دار قدم في مواسم سابقة عروض استثنائية وعالمية.
عرض بالية بحيرة البجع رائعة تشايكوفسكي، تم حجز التذاكر، استعدت الاوركسترا العالمية المهيبة،
رفع الستار، بينما نحن نحبس أنفاسنا لتكشف عن ديكورات ضخمة لقصر الأمير ولكن ما هي إلا لحظات واصابتني الدهشة !.
ألم يكن يفترض أن يكون الأمير من العصور الأوروبية الوسطى !.
حاولت أن أحلل المشهد بدخول بقية الراقصين الذين تشابهوا تماما، جميعهم كانوا بملامح آسيوية !.
رقصات أرجلهم بارعة جدا وحركاتهم أقل ما توصف بالمبهرة وظل السؤال يتبادر إلى ذهني هل هذه رقصة بالية آسيوية احترافية… فعلا كانت كذلك ؛ ويا لجمالها وروعتها.
إنها فرقة (بالية استانة ) لجمهورية كازاخستان سافرت بنا نحو بداية مقالنا نحو السياحة التي تمثل الثقافة.. سافرت بنا في عرض آسيوي رائع بأزيائه وبملامح الراقصين والراقصات، بألوانه المبهرة وبتحويل بعض الرقصات الكازخية السريعة الايقاع كفقرة ابرالية ضمن العرض ، وتحويلها لحركات بالية راقية.
لم أكن لأصدق ذلك فعلا حيث كان جميع الطاقم من مصمم العرض والراقصين لبحيرة البجع متناغمين .
أما البجعة الأساسية الراقصة الكازخية المتألقة سيدة المشهد لترفع وتيرة الرقي والجمال بين مشاعر الحزن والفرح، والصراع المتصاعد بين الخير والشر .
تتقدم المشاهد بعناية بتداخل الحضارات وتمازج الملامح والرقص الإسباني المتقن، والأجمل أنها قُدمت على أرض السلطنة لتكون رسالة سلام بها تفتح السلطنة كعادتها بابا لاستقبال الابداع والمبدعين بمدارسه القديمة والحديثة كدار أوبرا أستانة التي أسست عام 2013 لتبهرنا بطاقاتها وامكانياتها العالمية، فشكرا لهم ولدار الاوبرا السلطانية مسقط لتكون دائما السياحة ثقافة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*