زوايا | الحدائق والمتنزهات والنزل الخضراء في ثقافتنا العامة

 

بقلم: د. رجب بن علي العويسي | يطرح مقالنا جملة من الموجهات الداعمة، لبناء سلوك وطني يعزز من  حضور النزل الخضراء والحدائق والمتنزهات، كمفردات سياحية لها موقعها في ثقافتنا العامة، وقيمة مضافة تنعكس على حياة الناس اليومية سواء في طريقة تعاملهم معها، أو تصرفاتهم نحوها، أو أفكارهم وحواراتهم عن هذه المفردات في حياتهم اليومية،  بالشكل الذي يجعل منها ثقافة رصينة لها منطلقاتهاالوطنية وحضورها الواسع في الخطاب الاجتماعي، واللقاءات الرسمية والحوارات الاعلامية، وأحد أشكال التعبير السياحي لترقية مستويات الذوق الاجتماعي والوعي المجتمعي في استغلال خامات البيئة الطبيعة، ومواردها الثرية في تكوين بيئات ترويحية داعمة ووجهات سياحية ترسم البهجة والابتسامة والسعادة في نفوس الأسر، والقيمة الانسانية التي تتركها هذه البيئات على نفسية المواطن والمترددين على هذه الحدائق، وما يمكن أن يمثله من تحول في مسارات الوعي والقيم الاجتماعية، نحو هذه البيئات من حيث الالتزام بنظافتها والمحافظة على جمالياتها أو صون مواردها الحيوية ومقومات الجذب فيها، بما ينقل هذا المنظور الفكري الناتج  عن تكامل هذه المقومات، إلى ممارسة عملية، تتحقق في رغبة المبادرة بتنفيذ المشروعات الداعمة لهذا التوجه في سلوك الأفراد والأسر، عبر توفير مساحات حضورها في البيوت والمزارع وبيئات التسوق، ومؤسسات التعليم، والمؤسسات العامة، والشوارع، بما ينعكس إيجابا على اهتمام المواطن بتنمية ثقافته نحوها والتزام فقهها في حواراته وكتاباته ونقاشاته السياحية والترويحية.

وعليه باتت مسألة التوسع في نشر هذه البيئات في كل ولايات السلطنة، وفق معايير ومواصفات تراعي تباعد مناطق الولاية، وعدد السكان، وقربها من الطرق الرئيسية، وتوفر مصادر المياه الثابتة لها؛ أمرا ضروريا لا يقبل التأخير، في ظل وضوح مرجعية عملها ومسؤولية إدارتها، وعمليات التشجير والتطوير والتحسين المتكاملة، بالشكل الذي يضمن تكاتف الجهود، واختصار اجراءات انشائها، وتوفير مراكز التوجيه والارشاد ودراسات الجدوى المساندة، وإيجاد مواقع لها في شبكات التخطيط الاسكاني بالولايات، بما ينعكس إيجابا على سلوك المواطن نفسه نحوها، واهتمامه بها، والصورة الايجابية التي تطبعها على أفكاره وقناعاته نحو بيئة وطنه العامة ومقوماته الحضارية الداعمة.

 إننا بحاجة لأن نقرأ النواتج المتوقعة من الاهتمام المؤسسي الرسمي بهذا الملف، في حياة المواطن واستيعابه لطبيعة الفرص والأنشطة الاستثمارية المتاحة بها، في ظل مساراتالتجديد في التشريعات وتيسير أنظمة العمل، بما يضمن فاعلية المحافظة عليها، والاهتمام بمقوماتها، والاستمتاع بمساحاتها الخضراء وظلالها الوارفة، فإن حضور مفردات النزل الخضراء والحدائق والمتنزهات في ثقافتنا العامة الرسمية والشعبية، الطريق لقراءتها في الواقع، وترجمتها في مشروعات سياحية منتجة تمشي على الأرض.

Rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*