حارة الرمل في عبري تنتظر يد التطوير.. !

ترميمها يجعل منها حزمة سياحية مع آثار بات
قراءة- يعقوب بن يوسف البلوشي | الزائر لحارة الرمل في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، سيجد تفاصيل البناء القديمة وستعود به الذاكرة الى آلاف السنين، كون المكان تفوح منه رائحة عبق الماضي، والذي يقع على سفح جبل الرمل، وهي حارة ذات بناء طيني.
تمتاز الحارة بتنوع التفاصيل المعمارية بها حيث أن أغلب البيوت بالحارة بها شرفات ونوافذ وأقواس مستوحاة من فن العمارة العربية والإسلامية كما هو الحال السائد في فن العمارة في القلاع والبيت العمانيه قديماً، وكذلك أسقف المنازل عملت بجذوع النخيل وصبغت بالوان متعددة، وكتب بها بعض من الأبيات الشعرية الرائعة، بالاضافه الى إن هذه الجذوع تشد الناظر إليها وتشعره بالدهشة.
عظمة البناء
فالشخص الذي يزور هذه البيوت التاريخية يشاهد عظمة الإنسان العماني في بناء البيوت في اوانٍ فات. حيث إن طريقة بناء البيوت بحارة الرمل بعبري تشبه إلى حد ما طريقة البيوت التي بنيت بالحارات القديمة بمدينة الأندلس في أسبانيا، ومدينة دمشق بسوريا، وذلك من حيث ترابط وتلاحم البيوت مع بعضها البعض مع وجود الممرات والشوارع الصغيرة بين البيوت وكذلك وجود الأسقف المزخرفة والأقواس والمشربيات المستوحاة من فن العمارة العربية والإسلامية.
عبق الماضي
وصدر مرسوم سلطاني رقم (25/2004) بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع حارة الرمل، وذلك للأهمية التاريخية التي تمثلها الحارة، حيث تعد إرثا تاريخيا وحضاريا للإنسان العماني، ومما لا شك فيه ان ترميم تلك البيوت يعد بمثابة إعادة عبق الماضي الجميل بكامل مفرداته، ولكن الحارة أهملت من بعد صدور المرسوم ولا تولي أهمية في محاولة تطوير وترميم البيوت المتواجدة والتي تعاني من انهيار بين الحين والآخر جراء الامطار الغزيرة والتي بدأت تمحو بعض تفاصيل الجمال التاريخي في تلك البيوت حيث يوجد هناك تشابه كبير في تفاصيل العمارة والرسومات والنقوشات في جدران بعض البيوت في حارة الرمل وتلك التي تتواجد في قرية البلاد في ولاية منح ومسفاة العبريين في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية
تعزيز السياحة
كما يعتبر تطوير مشروع حارة الرمل من المشاريع التي ينتظر منها الكثير في تعزيز مجال السياحة بمحافظة الظاهرة حيث يأمل المواطنون من الحكومة بأن تقوم بترميم حارة الرمل بعبري، وذلك على غرار ترميم الحارات الأثرية بولايتي أدم، ومنح، لكي تكون هذه الحارة في المستقبل مزارا سياحيا للسياح والزوار الذين يزورون الولاية مع تعيين مرشدين سياحيين، وإنشاء مكتب سياحي مع عمل استراحات مستوحاة من التراث بهذه الحارة القديمة الأثرية. كما يجب وضع مخطط سياحي لها يتمثل في استغلال بيوتها كنزل تراثية وعمل مقاهٍ ومطاعم تقدم شيئا في البيئة العمانية لزوار الحارة، وهو ما يخلق فرصا وظيفية للأهالي والشباب وستكون مزارا سياحيا مهما كنّا هو الحال في عديد الدول التي تهتم بهكذا بيوت وحارات قديمة حتى أصبحت جاذبة للسياح من بقاع العالم كافة.
وقد يساهم تطويرها في تحديد ولاية عبري كحزمة سياحية اثرية تعيّن في جدول الرحلات لمكاتب السفر والسياحة في السلطنة متضمنةً حارة الرمل وآثار بات وغيرها من الآثار الموجودة في محافظة الظاهرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*