أشرعة | الخضرة والماء وصلالة

بقلم : يعقوب بن يوسف البلوشي | حين يذكر اسم صلالة من حولك يأبى الانبهار إلا أن يكون له نصيب الأسد في مجمل الوصف من قِبل محدثك أي كان جنسه وعمره وجنسيته، كيف لا وهي المدينة التي تعانق جبالها روعة السحاب، وللرذاذ بينهما حكاية أجمل، كيف لا وهي واحة الصيف الخيالية في شبة الجزيرة العربية الصحراوية التي تنصهر بها أنفاس قاطنيها من حرارة تبلغ ذروتها أكثر من ٥٠ درجة مئوية.
صلالة، المدينة الحالمة في جنوب السلطنة الحبيبة التي ترتفع بها وتيرة النمو والتطوير في كافة القطاعات وهي نهضة يشهد لها الجميع، ومما لا شك فيه إنها نهضة مستمرة بفضل التوجيهات السامية من لدن جلالة السلطان المعظم- حفظهُ الله ورعاه – في جعل هذا البلد ذو شأن على كافة الأصعده .
صلالة، الملاذ الهادىء المشرف على المحيط الهندي الذي لا يألوا جهدا في تحويلها صيفا إلى لوحة من سحر الطبيعة والجمال الربانّي، وجاذبيتها التي يلهث لها الباحث عن مكنون سياحي فريد، وطقس عذب يطفي ” لاهوب ” الصيف في المنطقة لكل مرتاديها.
صلالة، لوحة ما زال بروازها الخدمي مفقود في ظل غياب بقعة الضوء من الاهتمام الذي انتظره زوارها عام بعد آخر على أمل مكفول الصبر بارتفاع وتيرة التطوير والاستثمار الخجول في السلطنة عموماً، ليشمل عدة جوانب مهمة لتحسين مكانتها وتلبية رغبات مرتاديها الذين يتزايد عددهم سنوياً بفضل ما يتناقله الزوار المعتادون لها في ظل الصورة الذهنية التي يرسمونها في مخيلة من لم يزورها بعد، وهي صورة نقية تلتحفها الحقيقة لكونها أداة ترويجية لا يقصد بها الانتفاع التجاري وانما صدقة جارية يشكر عليها كل من قام بها ومن ساهم في ممارستها بشكل صحي وفضل من المولى عز وجل في ان مهّد الطريق لوزارة السياحة وبلدية ظفار في البدء في خطوات اكثر تقدماً في تقديم منتج سياحي شبة مكتمل !! .. الا اننا وللأسف المتنامي نجد بأن تلك الخطوات لا تبرحُ مكانها لأسباب عدة أهمها ان دائرة الاستثمار السياحي في صلالة لم تحقق نجاحاًً في جذب رؤوس الاموال الاستثمارية سواء أكانت محلية أو أقليمية أو دولية، ولكي نكون اكثر شفافية في طرحنا فإن لفظ ” الفشل الإيجابي ” يحيط بالقائمين على هذا الشأن، وهو لفظ يراد به المحاولات غير المدروسة بشكل يتيح للسلة الاستثمارية مساحة لها ابعاداً عديده وهنا نذكر ثلاثة ابعاد رئيسة وهي ؛
ايجاد وتطوير الموارد البشرية المحلية المختصة في المجال، والتسهيلات المتوافقة على نحو يكفل للطرفين ” المستثمر والبلد والمُستثمر فيه ” الاستفادة القصوى عبر تحقيق أهداف طويلة الامد، ورسم خطط مستمرة الاستدامة عبر دعمها ببحوث علمية حول المتغيرات وفق أدوات قياس تمارس بمسؤولية لتعبئة النواقص لكل مرحلة ومتطلباتها .
إن ما نسمعه ونقرأه عن مدى الرضا لدى زوار صلالة حول طبيعتها وأجواءها شيئاً يبثُ بداخلنا سروراً لا متناهي وفخراً يمتد زمناً للأمام كون صلالة جزءاً من بلدنا المعطاء، وما نسمعه عن ذات الرضا عن الخدمات يرجع ذلك الامتداد الزمني ليستقر حيث كان، نأمل من وزارة السياحة وبلدية ظفار والجهات الاخرى ذات الاختصاص في تطوير مستدام للسلة الاستثمارية لتستوعب حجم الاقبال المتزايد، ومما لا شك فيه ان الاستعانة بالمهتمين الاكاديمين وذو الخبرة في القطاع سينتج عنه رؤية متكاملة للمشهد السياحي في صلالة وهم بكل تأكيد يدركون أهمية التعاون البنّاء لرفعة هذا القطاع الحيوي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*