رمال الشرقية.. رحلة غوص في بحر الرمال الناعمة

 

بدية: حمدان بن علي البادي /

تتحول الكثبان الرملية التي تتشكل في السلطنة على مساحات واسعة بفعل عوامل التعرية إلى نمط سياحي مثالي للتخييم ورحلات المغامرة والأستكشاف مع بدء شهر سبتمر حتى نهاية أبريل من كل عام . حيت تأخذ درجات الحرارة بالأعتدال ويصبح ليل الرمال رومانسياً لقضاء أمتع الأوقات والسهر مع لمعان النجوم بصحبة الأحبة مع نسمات الهواء العليل وسكون الليل لقضاء ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة .

السياحة الرملية لها محبيها ومغامريها حيث تعد رمال الشرقية إحدى الوجهات السياحية لما توفره من مساحات رملية شاسعة  تصل مساحتها إلى حوالي 10 آلاف كم مربع يقصدها الكثير من السياح من داخل السلطنة وخارجها حيث تتعدد الوجهات والمسارات لعبور المساحات الرملية بين نقطتي البداية والنهاية مروراً بالكثبان الرملية بتعرجاتها وفق ضوابط وقواعد أهما الأمن والسلامة والمحافظة على البيئة والغطاء النباتي تطبيقا لشعار ” أترك المكان أفضل مما كان فإن لم يكن بالأمكان فأتركه مثلما كان “.

 

مسارات

من العاصمة مسقط بأمكان السائح أن يسلك مسارين للوصول لرمال الشرقية الأول الطريق الداخلي مرور بسمائل ومن ثم وادي العق حتى ولايات القابل وبدية ( 200كم)  أو من الطريق الساحلي مرورا بولاية صور ومنها إلى ولايات الكامل والوافي وجعلان بني بوحسن بمسافة تصل لـ 250 كم. ومن هناك يمكن للسياح اختيار وجهاتهم المتعددة إما اختيار بداية التكوينات الرملية وفي حدود المخيمات السياحية في رمال الشرقية بالقرب من المدن والخدمات حيث تتوفر مجموعة من المخيمات السياحية بمجموعة من الانشطة والبرامج ورجال من ذوى الخبرة من أهل المنطقة الذين يأخذون السائح في جولة بها الكثير من المتعة والفن والتحدي والتخييم وافتراش الرمال الباردة بجانب موقد الجمر وكوب من القهوة الساخنة .

بينما الخيار الاخر يتطلب توافر الخبرة ومجموعة من المغامرين في برنامج يكون بالعادة لمدة يومين لاجتياز مساحة من الرمال وفق مسار معد مسبقاً في تحد ٍ لاجتيازه في زمن قياسي قبل حلول المساء والوصول إلى نقطة التخييم وفق احداثيات متفق عليها مسبقا واعداد المخيم في الموقع المناسب ، وهذا النوع من التجوال يتطلب الخبرة فهناك الكثير من المسارات التي يحاول السياح قطعها سنوياً إلى جانب بعض التحديات الكبيرة التي يصل عدد المشاركين بها إلى أكثر من 200 سائح  في بعض الاحيان أبرزها تحدي رمال الشرقية للعاملين في القطاع الخاص الذي يقام في هذا الشهر منذ 14 سنة .

 

تحديات

وبحضور 400 مشارك، والتحديات التي تقيمها بعض وكالات السيارات لزبائنها، إلى جانب التحديات التي ينظمها الهواة وبعض البرامج التدريبية كتلك المتعلقة ببناء فرق العمل والقيادة وغيرها من البرامج  .

يقول أسامة بن درويش الزدجالي  أحد الشباب الذين يشدون رحالهم بشكل أسبوعي إلى رمال الشرقية :” احرص على ألا أفوت السفر إلى رمال الشرقية في كل مغامرة، فهناك أقبال كبير وخاصة في مثل هذا الوقت من كل عام ، وأذكر في احدى الرحلات كان عدد المشاركين 196 سيارة في تحد لقطع الرمال من ولاية بدية حتى منطقة خويمة الساحلية في جعلان بني بوعلي في رحلة تبدأ من أعماق الصحراء باتجاة البحر، من يسمع بهذا العدد الكبير من المشاركين بالتأكيد سيدفعة الفضول لمعرفة كيف يتحركون لكن تبقى الرحلات الرملية فن ومهارة والاعداد لها يتطلب وقتا أكبر من حيث تجهيز المسارات والمركبات المجهزة القادرة على السير بكل خفة فوق الرمال الناعمة  بكل سهولة ويسر وهي مقصد الكثير من السياح للغوص في مساحات شاسعة من الرمال  ألوانها المتدرجة بين الابيض والأحمر و البني على امتداد البصر.

 

ادمان الارتحال

من جانبه قال انجمار هانس جونسون من السويد يعمل في السلطنة، هو الآخر من الذين سبرو اغوار رمال الشرقية وخبروا دروبها بسفرهم الأسبوعي: ” أدمنت السفر الاسبوعي إلى رمال الشرقية منذ أن شاركت مجموعة من الاصدقاء العمانيين والاجانب في إحدى رحلاتهم المعتادة في عام 2006 لأكتشف جانب جمالي لا يمكن للعين أن تعتاده ومن يومها وأنا مدمن التجوال في رمال الشرقية برفقة الكثير من الاصدقاء من داخل السلطنة وخارجها .

ويضيف: الكثير من الأصدقاء يأتون بشكل سنوي لعبور الصحراء في مسارات معدة خصيصا بما يتلائم مع المشاركين من حيث صعوبة المسار ومقدار التحدي والمغامرة التي يمكن أن يستمتع بها المشارك .

وقد أتفق أسامة الزدجالي وأنجمار هانس بضروة عدم المغامرة بعبور الصحراء إلا بتوفر الخبرة اللازمة لذلك وعلى السياح البقاء في حدود المخيمات السياحية في تخوم رمال الشرقية التي تزخر بالكثير من البرامج والانشطة تناسب مختلف الأعمار إلى جانب التقيد بقواعد الامن والسلامة والتزود بالماء الكافي وعدم الاضرار بالبيئة وبمساكن البدو الرحل وممتلكاتهم .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*