مسرح ومدرج بصرى الأثري في سوريا معلم سياحي وتاريخي

دمشق – العمانية | 

يعد مسرح ومدرج بصرى الروماني في مدينة بصرى الشام جنوب سوريا من أكبر وأكثر المسارح والمدرجات الرومانية اكتمالاً وجاهزية في العالم وما زال الى اليوم محافظا على اهم شواهده التاريخية التي مر بها لاسيما الأبراج التي بناها صلاح الدين الأيوبي حوله.

ويعتبر المسرح من أهم معالم بصرى المدينة التاريخية والسياحية الثانية في سوريا بعد “مدينة تدمر” شرق سوريا وهو من المعالم السورية التاريخية المميزة، وله موقع متقدم في التراث العالمي لليونيسكو .

و”مسرح بصرى” لم يكن بحاجة للاكتشاف فقد بقي ظاهراً منذ بنائه حتى الوقت الحاضر، إلا أنه تعرض لبعض التخريب والتغيير عبر العصور المختلفة واختفت أجزاء عديدة منه أسفل المباني الملحقة لا سيما الداخلية منه.

وتشير الوثائق التاريخية الموجودة إلى أن أول من أدخل العروض التي كانت تتم داخل “مسرح ومدرج بصرى” هم الرومان حيث بدأوا بعروضهم الأدبية، وكانت تتم باللغة اليونانية واللاتينية بنوعيها الكوميدي والتراجيدي، الجدير بالذكر أنه لم يتم العثور على أي دلائل تشير إلى استخدام المسرح لعروض مصارعة الحيوانات كما هو الحال في ” مسرح مدينة تدمر” شرق سوريا.

يقول الباحث السوري منير كيالي لوكالة الأنباء العمانية أن “مسرح ومدرج بصرى” من المسارح الرومانية القليلة التي بقيت محفوظة بصورة متقنة، حيث يظهر بكامل أقسامه وتبدو منصة التمثيل وجميع تفرعاتها غير منقوصة وهي مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة، ويتوج البناء رواق مسقوف لا تزال بعض أجزائه ظاهرة، ولا يزال المسرح يحتفظ ببعض أعمدة الرواق والأفاريز الموجودة فيه وهي من الطراز الدوري والكورنثي.

ويضيف أنه تم تشييد المسرح والمدرج بالحجر البازلتي المحلي، ويبلغ قطر الحجر المستخدم 102 متر، وطول منصة التمثيل 45.5 متر، وعمقها 8.5 متر، ويبلغ ارتفاع المسرح 22 متراً و تخترق المنصة أبوابٌ تؤدي إلى الكواليس، وفي الجدارين الجانبيين حول المنصة شرفات كان يجلس عليها حاكم الولاية وكبار الشخصيات والزوار، ويصل الباحة بالخارج ممران معقودان من اليمين واليسار بالأعمدة الدورية، ومنصة التمثيل عريضة وقليلة الارتفاع نسبياً، ووراء الجدار الغربي للمنصة باحة مكشوفة تستخدم للاستراحة.

ويجد الزائر للمدرج 37 صفاً من المقاعد المتصلة، منها ما هو مخصص للشيوخ وآخر للفرسان والطبقة الوسطى ثم ممر تليه 5 صفوف مخصصة للعامة، وتوصل إلى المستويات الثلاثة أدراج صاعدة تحت ممرات معقودة تسمح بالدخول والخروج خلال 10 دقائق وتتسع لحوالي عشرة آلاف مشاهد وباستطاعة المشاهدين من خلالها مشاهدة وسماع كل ما يجري في باحة العرض بوضوح.

جدير بالذكر أن “مسرح ومدرج بصرى” قد احتضن قبل سبع سنوات من الأن أكبر المهرجانات السورية الدولية الذي يعرف باسم “مهرجان بصرى الدولي” الذي تشارك في فعالياته عدد من الفرق الفنية والتراثية السورية والعربية والعالمية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*