المنتدى الوزاري لـ “السياحة العالمية” يبحث في دبي سبل تعزيز دور السياحة في التنمية

دبي – وجهات | 

استضافت دولة الإمارات اليوم المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية وملتقى سوق السفر العربي، الذي تنظمه وزارة الاقتصاد بالتعاون مع المنظمة، وعقد برعاية المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد في الامارات، لبحث سبل تعزيز مساهمة السياحة في النمو والتنوع الاقتصادي الشامل والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

شارك في فعاليات المنتدى عدد من وزراء السياحة في بعض دول المنطقة الأعضاء في المنظمة، من أبرزها مصر والأردن ولبنان وتونس. كما حضره محمد خميس المهيري وكيل وزارة بوزارة الاقتصاد ومستشار الوزير لشؤون السياحة، والدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، وعدد من وكلاء ومسؤولي القطاع السياحي في بعض الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص السياحي.

وركزت نقاشات المنتدى على الآليات والسبل الكفيلة بتعظيم استفادة دول المنطقة من الأداء اللافت والنمو المطرد الذي تشهده قطاعاتها السياحية، ولا سيما في ظل الاهتمام المتزايد الذي تبديه حكومات دول المنطقة بتنمية هذا القطاع، بحيث يسهم في الدفع قدماً بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في مختلف هذه الدول.

وألقى محمد خميس المهيري كلمة في افتتاح المنتدى بالانابة عن المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، أكد فيها أن السياحة أثبتت نفسها كإحدى الركائز الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول، وإن هذا القطاع ما يزال يشهد نمواً متزايداً عاماً بعد عام، وتدخل في نطاقه كل فترة مدن ومقاصد سياحية جديدة ومتميزة، حيث باتت تساهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ على أكثر من 9% من القوى العاملة في العالم، وعلى 30% من صادرات الخدمات، و7% من إجمالي الصادرات العالمية.

واعتبر المهيري أن هذه الأرقام تقدم دليلاً واضحاً حول الإمكانات الضخمة التي ينطوي عليها القطاع السياحي، وقدرته على أن يكون محركاً قوياً ومستداماً لجهود التنمية والتطوير، مؤكداً أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل إحدى الوجهات المؤهلة لتكون ضمن المقاصد السياحية الرائدة في العالم، نظراً إلى عوامل الجذب والمقومات السياحية الهائلة التي تمتلكها من تاريخ وآثار وتنوع طبيعي وغنى ثقافي وحضاري وكفاءات بشرية وبنى تحتية متطورة وموقع استراتيجي يتوسط العالم.

وأضاف المهيري: أعتقد أننا اليوم أمام مرحلة جديدة للنمو السياحي تتطلب تعاوناً أكبر لضمان الاستفادة المثلى من الفرص التي يقدمها هذا القطاع، وتفعيل العمل الجاد وتوطيد الشراكة وتبادل الخبرات والمعارف على المستويين الحكومي والخاص بين دولنا للتغلب على أي تحديات تواجه مساعينا لتطوير قطاعاتنا السياحية وتعزيز تنافسيتها وتعظيم قدرتها على المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة لبلداننا. ونحن على ثقة بأن هذا المنتدى يمثل منصة مهمة لبحث أفضل السبل والوسائل لقطف ثمار النمو السياحي ليصب في خدمة أهدافنا التنموية.

وأكد المهيري أن القطاع السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل منذ مطلع القرن الحالي أحد أبرز محاور الاهتمام والتركيز ضمن الرؤى والسياسات التنموية التي تتبناها الدولة، باعتباره ركناً من أركان التنوع الاقتصادي والاستدامة، وقاطرة رئيسية نحو مرحلة “ما بعد النفط”، مشيراً إلى ما تتمتع به الدولة من مقومات سياحية متميزة وجاذبة، في مقدمتها التنوع الطبيعي والموروث الثقافي الغني، والبنية التحتية المتطورة والداعمة للسياحة مثل شبكات ومرافق النقل الجوي والبحري والبري المتطورة، وقطاع طيران قوي وناقلات وطنية عملاقة ومنافسة عالمياً، واستخدام واسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن سلسلة رائدة من الفنادق والمرافق السياحية الراقية، في ظل حالة راسخة من الأمن والاستقرار وثقافة الانفتاح والعيش السلمي.

واستعرض أبرز إحصاءات ومؤشرات النمو غير المسبوق التي حققتها دولة الإمارات في المجال السياحي، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة توظيف المقومات السياحية القوية للدولة لتعظيم دور القطاع في التنمية وبناء القدرات البشرية ورفد الاقتصاد الوطني بإيرادات مستدامة ومتنامية، وذلك في إطار استراتيجية حكومية متكاملة تهدف لتعزيز تنافسية الدولة لتكون ضمن أفضل المقاصد السياحية المستدامة، وتعمل بصورة مستمرة على تنمية السياحة عبر تطوير منتجاتها وتحسين جودتها.

وتفصيلاً، ذكر المهيري أن نسبة المساهمة الإجمالية للقطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2016، بحسب تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي، بلغت أكثر من 12.1%، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة بمعدل 4.9% خلال السنوات العشر المقبلة. كما يوفر القطاع السياحي نحو 617 ألف فرصة عمل في مختلف إمارات الدولة، تمثل 10.4% من إجمالي قوة العمل، ويتوقع أن تزيد هذه المساهمة بنسبة 1.8% خلال العام الجاري.

وأضاف، أن إجمالي الاستثمارات السياحية في الإمارات بلغ 26.2 مليار درهم، ما يعادل 7% من إجمالي الاستثمارات بالدولة خلال عام 2016، ومن المتوقع أن تصل إلى 74.5 مليار درهم بحلول عام 2027، موضحاً أن عدد زوار الإمارات في عام 2016 حقق نمواً نسبته 5.5% مقارنة بالعام السابق له، حيث وصل إلى 24.8 مليون زائر، أنفقوا نحو 110 مليارات درهم، ويتوقع أن يرتفع هذا الإنفاق إلى 113.4 مليار درهم خلال العام الجاري. كما تشير التوقعات إلى ارتفاع أعدادهم إلى 31.45 مليون زائر في عام 2027، بمعدل إنفاق يبلغ 184 مليار درهم.

وقال المهيري: إن استضافة دولة الإمارات للمنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية في إطار احتفالات العالم بإعلان الأمم المتحدة سنة 2017 لتكون السنة الدولية للسياحة المستدامة في سبيل التنمية، تعكس حرصنا الأكيد على أن نكون جزءاً فاعلاً من الجهود العالمية لترسيخ مبادئ السياحة الخضراء والمستدامة، وإقامة شراكات ناجحة على المستويين الحكومي والخاص في هذا المجال، وتكريس السياحة لتكون قاطرة حيوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

من جانبه، قال الدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية إن السياحة العالمية نمت العام الماضي بمقدار 3.9%، على الرغم من كافة التحديات العالمية، وهو ما يثبت المرونة العالية التي تتمتع بها السياحة كمحرك من محركات التنمية وتوليد الفرص الوظيفية وتعزيز الاستدامة، مشيراً إلى أن تجاوز تحديات النمو السياحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحتاج إلى تعزيز الحوار والتعاون لتحقيق قطاع سفر آمن وسلس، وإدارة أفضل للأزمات لحماية المقاصد السياحية، ودمج السياحة ضمن أجندات التنمية المستدامة.

وتضمنت فعاليات المنتدى حلقة نقاش موسعة تناولت عدداً من المحاور المتعلقة بالتنمية السياحية، مثل تمكين صناع القرار من اتخاذ قرارات قائمة على الحقائق والقياس الدقيق لمساهمة السياحة في النمو الاقتصادي الحالي والمستقبلي؛ وتعزيز مساهمة السياحة الداخلية والدولية وخاصة البينية في التنمية المستدامة والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، والتحديات والفرص أمام ضمان الاستثمار في السياحة؛ وتعزيز قدرة السياحة على الصمود في وجه الأزمات؛ والاستثمار في الابتكارات المعتمِدة على التكنولوجيا بغية تعزيز الأداء وتحسين التنافسية؛ ووضع سياسات لتعزيز خلق فرص العمل وتشجيع ريادة الأعمال في القطاع.

شارك في الحلقة النقاشية عدد من كبار المتحدثين، منهم الشيخ خالد بن حمود آل خليفة المدير التنفيذي لهيئة السياحة والمعارض في البحرين، ومحمد يحيى راشد وزير السياحة المصري، ولينا مظهر عناب وزيرة السياحة والآثار الأردنية، وأفيديس كيدانيان وزير السياحة اللبناني، وسلمى اللومي الرقيق وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية، ومحمد خميس المهيري وكيل وزارة بوزارة الاقتصاد ومستشار الوزير لشؤون السياحة، وميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة العمانية، وهيثم مطر الرئيس التنفيذي لهيئة التنمية السياحية برأس الخيمة، إلى جانب مستشار منظمة السياحة العالمية لشؤون الابتكار والتكنولوجيا، وممثلين عن طيران الإمارات والاتحاد للطيران، ومجموعة الخرافي ومجموعة الطيار، وكلية JSF للسفر والسياحة، وإدارة صناعة السياحة بشركة غوغل للشرق الأوسط، وغيرهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*