سباقات الهجن.. موروث يجني ملايين الريالات

مسقط-وجهات /
يمثل سباق الهجن أو الهجانة أو الجِمال كرياضة شعبية تمارس في مناطق في الشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا وأستراليا. ففي هذه الرياضة تتسابق الهجن أو الجمال بسرعة تصل إلى 64 كم/س في مضامير مخصصة لهذا السباق. وتشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل. إلا أن الاختلاف بين سباق الهجن وسباق الخيول هو الركبي الالي الذي يوضع على الجمل أو الهجن بينما في الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته لكي يتحملة الحصان في السباق بينما في سباقات الهجن يستخدم الرجل الالي الذي يصل وزنه إلى 2 أو 3 كيلو غرامات فقط. يعتبر سباق الهجن رياضة عربية أصيلة، مشهورة بين العرب وخاصة في منطقة الجزيرة العربية.
وفي السلطنة يهتم المواطنون بهذا الموروث الذي يشكل جزءا من حياتهم خاصة البدو. الذين يعتبرون تربية الجمال او النوق احد مكونات الحياة اليومية لهم ومصدر دخل كبير في حال تم دخول الهجن في السباقات السنوية التي تنظم سواء عبر الهجانة السلطانية التابعة لشؤون البلاط السلطاني او اتحاد الفروسية والهجن او حتى التي تقام في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في دولة الامارات العربية المتحدة او دولة قطر.
ويحرص كثير من السياح الذين يفدون الى السلطنة ودول الخليج على متابعة سباقات الهجن التي تقام في ولايات السلطنة او دول الخليج،  حيث يحرصون على التقاط الصور للسباقات ويتعرفون على كيفية تربية الجن. بل يحرصون على امتطاء الكثير من الجمال وسط الصحراء او في اثناء الاحتفالات بغية تجربة الامر وسط فرحة كبيرة وسعادة غامرة.
ويحقق مربو الهجن الاف الريالات عبر صفقات بيع نوق من سلالات معروفة تشتهر بها السلطنة وتبذل المال والجهد للحفاظ عليها.
وتشير تقديرات الى ان مبيعات الهجن من السلطنة تجاوزت 13 مليون دولار خلال موسم واحد.

مواسم السباقات
وتعتبر مواسم سباقات الهجن، اي الجمال او الابل، في الدول الخليجية وخاصة السلطنة عمان والامارات وقطر، فرصة للبيع والشراء وجني الاموال لمربي الهجن و”المضمرين” (مدربي الهجن) والسماسرة.
وتقام اشهر سباقات الهجن في ميدان الوثبة بابوظبي والشحانية بقطر والمرموم بدبي والابيض والفليج بالسلطنة بجانب المضامير الأخرى في الولايات كما هو الحال الان.
وتعتبر سلالات الابل العمانية اصيلة ومعروفة وتتمتع باهتمام متوارث في تربيتها والعناية بها ولذلك يتسابق المهتمون لشرائها واقتنائها.

الحفاظ على الموروث
ويهتم كثير من العمانيين بالهجن حفاظا على سلالاتها وعلى موروثاتهم حيث ان هذه العناية مكلفة وتقدر شهريا لناقة السباق الواحدة بحوالى 300 ريال عماني شهريا ويقدم خلالها خاصة لنوق السباق العسل والتمر والشعير والحليب للمحافظة على لياقتها واعدادها الاعداد الجيد.
وتقيم الهجانة السلطانية سباقات خاصة لتسعير نوق السباقات التي يمتلكها المواطنون وتتراوح اعمارها مابين ثلاث وخمس سنوات، وتشارك في سباقات لمسافات تمتد ما بين ثلاثة وستة كيلومترات. وتدفع للناقة الواحدة صاحبة المركز الاول في اشواط السباق أسعار مغرية حسب الفئات العمرية.
واصبحت تربية هجن السباق والاتجار بها في السنوات الاخيرة في ازدياد مستمر بعد ان اغدق مهتمون بهذه الرياضة مبالغ كبيرة تشجيعا واهتماما بهذا الموروث الاصيل.

بيع وشراء
تقيم الهجانة السلطانية منذ سنوات طويلة سباقات سنوية بمشاركة هجن المواطنين تسهم في الاهتمام بالهجن وسلالاتها وتربيتها ويستفيد في ختامها ملاك الهجن من خلال عمليات البيع والشراء اضافة الى جوائز الفوز والسمعة المرموقة.
وتشمل المسابقات على مسابقة للمهارات (العرضة) ولجمال الهجن (المزاينة) ولاكثر النوق ادرارا للحليب (المحالبة) وسباق للتحدي في سرعة النوق.
وحسب ارقام رسمية، فإن الخطة الخمسية الحالية للحكومة (2011ـ 2015) يتم انفاق اكثر من ثلاثة ملايين ريال (7,8 مليون دولار) لانشاء ميادين جديدة لسباقات الهجن.

فئات النوق

تلقى النوق من فئة “الحجائج”،  واعمارها أقل من ثلاث سنوات، و”اللقايا” التي أعمارها من ثلاث وأربع سنوات، اهتماما من قبل سماسرة الهجن خاصة تلك المتحدرة من السلالات المعروفة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*