طارق الحسيسن سفير المملكة المغربية في مسقط لـ “وجهات”:  السياحة نفط عُمان المستقبلي

حوار – يوسف بن أحمد البلوشي | اكد السفير طارق الحسيسن سفير المملكة المغربية لدى السلطنة وعميد السلك الدبلوماسي في مسقط؛ ان القطاع السياحي في سلطنة عمان يعد النفط الحقيقي للمستقبل، في ظل ما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية متنوعة وطبيعة خلابة وجغرافيا تضاريسية بين جبال وأودية ورمال وشواطىء بطول ثلاثة آلاف كيلو متر طولي.
وقال السفير في حديث خاص ل “وجهات” : ان النهضة السياحية التي تشهدها السلطنة من حيث تكوين البنية الاساسية كإنشاء الفنادق والمنتجعات تعطي دافعا لان تجعل السلطنة وجهة سياحية كبيرة خلال الخمس سنوات قادمة. مؤكدا ان ما تتمتع به السلطنة من أمن واستقرار يشكل دعامة أساسية هامة بفضل سياسة جلالة السلطان ، حتى يُقبل السياح الى هذه البلاد التي يود ان يتعرف عليها بشكل اكبر والتي تزخر أيضا بتاريخ عظيم وتراث كبير.
علاقات متينة
وأشار السفير طارق الحسيسن سفير المملكة المغربية لدى السلطنة الى العلاقات التي تربط السلطنة بالمغرب فقال: انها علاقات متينة بفضل نظرة قيادتي البلدين مما عزز من ترسيخ اواصر هذه العلاقة نحو خير الشعبين الشقيقين.
وقال: كوني سفيرا للمغرب في السلطنة فقد اتيحت لي الفرص لزيارة عدد من المواقع السياحية وأعجبت كثيرا بما تزخر به سلطنة عمان من بيئة سياحية تشكل تنوعا في المنتوج السياحي خاصة من حيث وجود الجبال والقلاع والحصون والأودية والشواطىء الجميلة وهو ما يجعل من عمان بلدا سياحيا كبيرا خاصة وان الطقس جميل لمدة ستة أشهر تقريبا في مسقط والمحافظات الاخرى، وثلاثة أشهر في محافظة ظفار في موسم الخريف مما يعطي تأكيد على ان السلطنة تنعم بموسم سياحي طوال العام بخلاف بعض الدول التي لديها بموسم واحد قد يصل الى ستة أشهر. وانه يعرف في القطاع السياحي بأنك اذا اشتغلت في الموسم الواحد أربعة أشهر فأنت حققت الأهداف السياحية ونسب الإشغال. ولكن السلطنة تزخر بموسم سياحي طوال العام في ظل تنوع المواقع السياحية بين المحافظات مثل الداخلية ومسقط ومسندم وظفار والشرقية والوسطى.
الطيران العُماني
وأضاف السفير المغربي وعميد السلك الدبلوماسي في السلطنة: إننا نسعى لان يوافق الطيران العُماني على تسيير رحلات مباشرة بين مسقط والمغرب خاصة وان هناك نسبة جيدة من الطلبة العمانيين الدارسين في الجامعات المغربية وايضاً حركة سياحية طيبة من السلطنة الى المغرب بخلاف السياح المغاربة الذين يعيشون في دول الخليج وأننا نأمل ان يسهم الطيران العُماني في تعزيز الحركة السياحية بين البلدين خاصة وان كثير من رجال الاعمال المغاربة يودون زيارة السلطنة للتعرف على أصالة وعراقة هذا البلد، كما ان هناك اكثر من 80 الف سائح مغربي زاروا دولة الامارات العام الماضي على سبيل المثال بفضل رحلات الطيران المباشرة لطيران الامارات والاتحاد للطيران وايضاً رحلات الخطوط القطرية من غير المقيمين.
وقال الحسين: نسعى بجد لان يفتح الطيران العُماني خطا مباشرا او غير مباشر الى المغرب وحتى بالإمكان تسيير خط بين مسقط و الكويت والمغرب او الى احدى دول المغرب العربي . وهناك نسبة كبيرة من السياح من اسيا يزورون المغرب وبالتالي او تسيير الطيران العُماني رحلات مباشرة سيعزز من رحلاته الى شرق اسيا أيضا، بجانب ان المغرب به اكثر 38 مليون مواطن ولنقل ان ثلث منهم من طبقة رجال الاعمال وذوي الدخل المرتفع وهم يسافرون، وايضاً هناك حركة سياحية من أوروبا نحو المغرب بإمكان الطيران العُماني استقطابهم الى السلطنة او الى رحلاته لشرق اسيا او الخليج بأسعار جاذبة تحقق الفوائد.
تسهيلات لرجال الاعمال
وطالب السفير المغربي لدى السلطنة، بتسهيل حصول رجال الاعمال المغاربة على تأشيرات دخول الى السلطنة مما يعزز من الفرص الاستثمارية ويدفع بالعلاقات التجارية بين البلدين الى آفاق ارحب، مشيرا الى ان تسهيل الحصول على التأشيرات لرجال الاعمال سيجذب طبقة وعددا كبيرا منهم الى السلطنة للتعرف على هذا البلد لمقوماته وتاريخه وحضارته وهناك نسبة كبيرة من رجال الاعمال المغاربة يسافرون كثيرا ونسعى لان تكون للسلطنة حصة من تلك النسبة.
وقال ان المغرب يعتمد على القطاع السياحي بشكل كبير في مدخوله للناتج القومي بجانب الصيد، ويحقق نسب جيدة من السياحة التي تطورت كثيرا خاصة وان المغرب يملك مقومات سياحية متنوعة أيضا سواء في مراكش او الرباط وطنجة والدار البيضاء وغيرها من المدن المغربية التي باتت مقصدا للسياح من مختلف دول العالم. والمغرب ليس لديه دخل نفطي كما هو الحال لبعض الدول التي تعتمد على النفط في دخلها ولكن اعتمادنا على السياحة التي تحقق الكثير من الأهداف لتنويع مصادر الدخل وتشغيل المغاربة في القطاع السياحي.
مدن سياحية
وعمل المغرب مثلا على إقامة المنتجعات والمدن السياحية وتدرج في انفتاحه السياحي حتى اصبح اليوم من الدول المشهود لها سياحيا، كما تم التركيز على استغلال البيوت القديمة كنزل سياحية التي اصبح يفضلها السياح الأجانب كثيرا. واشار الى ان السلطنة أيضا ممكن ان تستغل هذه البيوت الاثرية مثل مسفاة العبريين وتحويلها الى نزل تراثية وكذلك عمل نزل عند الأودية والمواقع السياحية بحيث لا تشوه المنظر العام بل تضفي رونقا سياحيا وإقامة دورات المياه والمقاهي والمطاعم قرب تلك المواقع حتى يقضي السياح عددا أطول في تلك المواقع السياحية وحتى يعود اليها في كل مرة وهو سعيد.
وأشار السفير طارق الحسيسن الى ان افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد ومشاريع الطرق الجديدة سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة وكذلك زيادة ناقلات الطيران العُماني وفتح محطات جديدة فهي كلها عوامل تساهم في إيجاد بنية أساسية لقطاع السياحة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*