محطة

بقلم: يوسف البلوشي

مع انبلاج فجر يوم 5 نوفمبر.، كان الصباح جميلا، فغردت الطيور على النافذة بزقزقاتها، واهتزت أوراق أشجار الرمان والتين والخوخ في الجبل الأخضر فرحة بيوم جميل، وتمايلت شجرة النارجيل في منطقة الحافة في صلالة، وهبت هبوب الفرح النوفمبري على نخلة النغال في دماء والطائيين مستبشرة ومبشرة كعادتها الاستبشارية؛ بينما كانت شجرة المانجو أو “الامبا” في حيل الغاف في قريات لتعيد ثمارها لحصاد كبير رغم ما فعله “جونو”، كل ذلك كان استبشارا بكلمة جلالة السلطان المعظم التي هبت نسائمها عبر شاشة تلفزيون سلطنة عُمان حتى تناقلها العالم بسرعة البرق أسرع من سرعة الأقمار الإصطناعية.
فرح ساد كل الامكنة سالت على اثرها الدموع من ماقي العيون، وتلعثمت الألسن ويبست الشفاه والحناجر وفرحت القلوب بشوفة وإطلالة جلالة السلطان ، حتى توقفت المحاضرات في قاعات الدروس في المدارس والجامعات والمعاهد ، وشلت حركة المركبات في عمان كلها حتى اوقفت هدير محركاتها.
كانت الكلمة السامية لجلالته والاطلالة الميموتة حركت المشاعر الجياشة للعمانيين، وسادت الأفراح عمان من أقصاها الى أقصاها وتغنى الشعراء بكلماتهم المعبرة، فيما الأمهات الطبخ وخرجن يدعين لجلالة السلطان المعظم بالصحة والعافية مما ألم به من عارض صحي لزم منه ان يكون خارج الوطن العزيز عن احتفالات العيد الوطني 44 .
كم هو محزن ان يكون بعيدا عنا ونحن على مشارف الأفراح النوفمبرية المجيدة، لكن يظل جلالته حاضرا بيننا بوجدانه وانجازاته الكبيرة التي حققها لعمان الأرض والإنسان.  فكل شبر من عمان يدعو الله ان يمن على جلالته بالصحة والعافية والعمر المديد.
كلمات جلالته كانت كانها ولادة جديدة، لعمان كلها، فقد بثت الحماس في الفكر العماني، نداء شجي ليس ككل النداءات، وإطلالة ليست ككل إطلالة سابقة كما تعودناها من الأب القائد، هي اطلالة مرحلة هامة من عمر النهضة المباركة التي تدخل اليوم تاريخا جديدا وتؤكد على مواصلة مسيرة الخير والنماء لأرض عمان الغالية، حتى تزداد دفعة التنمية قوة أكبر لمرحلة تتطلب مزيدا من البناء والعمل الشاق قد يكون أكثر مما تحقق في سنوات مضت.
كل ذلك كان بفكر حكيم لجلالة السلطان المعظم وبتكاتف أبناء عمان الأوفياء. وهو ليس بغريب على هكذا شعب تربى على حب ارضه وسلطانه المفدى، حتى غدت عمان واحة للأمن والأمان والسلام العالمي.
فنقول هنيئا لنا بك أيها الأب القائد المفدى، وهنيئا لك الحب من أبناء عمان لانك الرمز والقلب الكبير لكل إنسان في عمان العطاء، عمان التاريخ والحضارة.
كل عام وجلالتكم بإذن الله تعالى تنعم بلباس الصحة والعافية والعمر المديد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*